تونس: سباق بين الحوار و«أسبوع الرحيل»
واصلت مختلف فئات المعارضة التونسية، أمس، تحضيراتها لانطلاق ما أسمته «أسبوع الرحيل» اليوم، وسط تأكيدها على أنّ لا حوار يمكن أن يبدأ مع «الترويكا»، ومن خلفها «حركة النهضة»، إلا بعد تأمين الحد الأدنى المتمثل باستقالة حكومة علي العريض، فيما استمر «الاتحاد العام التونسي للشغل» في وساطته بين طرفي الأزمة.
وأعادت أطياف المعارضة تأكيدها رفض اقتراحات «النهضة» التي عرضتها على الوسيط بين الطرفين أي «اتحاد الشغل»، والتي لم تعرف جميع بنودها، للخروج من الأزمة السياسية المتواصلة منذ 25 تموز الماضي إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي.
وقال الطيب بكوش، احد ممثلي المعارضة بعدما اطلع من «الاتحاد العام التونسي للشغل» على تفاصيل «تنازلات النهضة»، إن «أي مفاوضات بدون حل الحكومة (فورا) ستكون مضيعة للوقت».
ووصف جيلاني حمامي، وهو ممثل آخر عن «جبهة الإنقاذ الوطني»، مقترحات «النهضة» بأنها «لغة مزدوجة».
بدورها، أكّدت الأمينة العامة لـ«الحزب الجمهوري» المعارض مية الجريبي، إثر لقائها بأمين عام «اتحاد الشغل» حسين العباسي، أنّه «يتوجّب على حركة النهضة تقديم موقف واضح ودقيق بشأن قبولها مبادرة الاتحاد».
إلى ذلك، واصل «اتحاد الشغل» وساطته بين الطرفين، حيث عقد الأمين العام حسين العباسي لقاء مع رئيس «المجلس الوطني التأسيسي» مصطفى بن جعفر وآخر مع رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي مساء أمس، هو الثاني في يومين، والرابع بينهما.
وعقب اللقاء، قال العباسي إنه أبلغ الغنوشي بـ«جميع مطالب المعارضة إلا أن الأخير أكد أنه لا يستطيع اتخاذ أي قرار من دون الرجوع إلى هياكل حزبه وشركائه في الترويكا الحاكمة»، مضيفاً أن الحوار بلغ أطواراً متقدمة لكن لم تتخذ قرارات نهائية إلى حد الآن بانتظار المقترحات الجديدة.
في غضون ذلك، أعلن قياديون في «جبهة الإنقاذ الوطني» المضي قدما في تنظيم «أسبوع الرحيل»، الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 31 من الشهر الحالي. وستنطلق فعاليات هذا «الأسبوع» عصر اليوم لمحاولة دفع الحكومة إلى الرحيل سلمياً، في تحد جديد تضعه المعارضة أمامها بهدف إعادة صياغة بنية السلطة الانتقالية والخروج من منظومة أنتجتها انتخابات تشرين الأول العام 2011.
وقالت «الجبهة الشعبية» في بيان، «تعلمون أنه منذ حوالي السنتين انقلبت أغلبية من حركة النهضة وحلفاؤها على المجلس التأسيسي فحولته إلى مجلس تشريعي لا نهاية له وعملت على فرض دستور يفتح الطريق لدولة استبداد جديد بغطاء ديني»، مضيفة «تعلمون أنّ حكومة الفشل النهضوية عمّقت الأزمة الاجتماعيّة والاقتصادية ... وقمعت النهضة الاحتجاجات الاجتماعية بشراسة وبكلّ همجيّة ممّا خلّف العديد من الضحايا والمصابين». وتابعت أنّ «حكومة النهضة ... تدّعي التحاور لربح الوقت».
وفي هذا السياق، دعت «الجبهة» إلى المشاركة اليوم في التجمّع الشعبي في ساحة باردو في تونس العاصمة، «والذي سينظم من أجل إسقاط المجلس التأسيسي والهيئات المنبثقة عنه، و(إقامة) حكومة كفاءات مستقلة ومحدودة العدد ولا يترشح أعضاؤها للانتخابات المقبلة... وإيقاف تلاعب حركة النهضة بمطالب الجماهير الشعبية».
المصدر: السفير+ أ ف ب
إضافة تعليق جديد