هكذا تسللت إسرائيل إلى أوروبا ولم يضبطها أحد

02-08-2010

هكذا تسللت إسرائيل إلى أوروبا ولم يضبطها أحد

قبل أيام، قتل خمسة جنود إسرائيليين في حادث تحطم مروحية في رومانيا. بالكاد تحدثت وسائل الإعلام عن الخبر، واكتفت بتناقله همساً. تخيّلوا لو أن هؤلاء القتلى تابعون لحركة حماس، لكانت الدنيا قامت وما قعدت.
انطلاقاً من هذه الفرضية، تساءل الكاتب في صحيفة «الاندبندنت» روبرت فيسك عن سبب «الجبن الأوروبي» أمام إسرائيل، مؤثراً التأكيد على أنه لا يقارن بين دولة «قتلت أكثر من 1300 فلسطيني في غزة قبل 19 شهرا، أكثر من 300 منهم كانوا من الأطفال»، وبين حماس، التي قال بلهجة ساخرة إنها «إرهابية ومصاصة دماء قتلت 13 إسرائيليا فقط، ثلاثة منهم جنود قتلوا بنيران صديقة».
وفي مقال بعنوان «إسرائيل تتسلل إلى أوروبا دون أن يلاحظ أحد»، تساءل فيسك عن سبب قيام حلف شمال الأطلسي بالمشاركة في تمارين حربية مع «جيش متهم بارتكاب جرائم حرب»، وحتى عن سبب «تودد» الاتحاد الأوروبي للإسرائيليين.
هو تودد ارتقى إلى مستوى «إقامة علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي، إلى درجة أن إسرائيل أصبحت عضوا فعليا في كل شيء ما عدا الاسم»، والعبارة ليس لفيسك بل وردت في مقدمة كتاب لديفيد كرونين تحت عنوان «علاقتنا مع إسرائيل» سينشر في تشرين الثاني المقبل.
كرونين لا يبتكر شيئاً، فقد سبق لممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أن قال إن «إسرائيل عضو في الاتحاد دون أن تكون عضوا في المؤسسة». تصريح يثير تساؤلات لدى فيسك: «من يعلم بذلك؟ ومن صوت لذلك؟ ومن سمح بذلك؟ وهل يوافق رئيس الحكومة (البريطانية) ديفيد كاميرون عليه؟».
وبحسب كرونين، فإن «خوف» أوروبا من إسرائيل يعدّ «تناقضا صارخا مع مواقف اتخذتها من فظائع كبرى وقعت في صراعات أخرى». فعقب الحرب الروسية الجورجية في 2008، كلف الاتحاد لجنة مستقلة بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي، وطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان بعد حرب سريلانكا ضد نمور التاميل.
ونقل فيسك عن كتاب كرونين أنه في 1999 بلغت مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل 11.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 18 مليار دولار)، وتضاعف خلال عامين إلى 22.5 مليار جنيه إسترليني.
هي أسلحة «لم يعترض الاتحاد الأوروبي على استخدامها ضد الفلسطينيين واللبنانيين، في 2002 و2006»، عندما «قامت الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة لإسرائيل بتعبئة طائراتها بالوقود من المطارات البريطانية»، وفي 2008، عندما «أعطت بريطانيا رخصا لتقديم أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني لاستخدامها ضد الفلسطينيين»، كما يقول كرونين.
وبعدما أشار إلى ما قاله كرونين في كتابه بأن «الاتحاد الأوروبي يمول المشاريع في غزة بالملايين، لتدمرها إسرائيل بطائرات أميركية الصنع»، ختم فيسك ساخراً «إنه من الجيد أن يكون لدينا حليف قوي كإسرائيل، رغم أن جيشها عبارة عن مجموعة من الرعاع ومجرمي الحرب».

المصدر: السفير نقلاً عن «الاندبندنت»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...