شباب الأقباط : كنيستنا ليست تحت الاحتلال الأمريكي
«كثيرون يضلون حتي المختارون».. هكذا بدأ أغلب الأقباط الأرثوذكس تعليقهم علي ما يوصف بأنه انشقاق قاده الأنبا مكسيموس علي الكنيسة ووصف شباب من الأقباط ما يحدث بأنه «من علامات النهاية التي وردت في الإنجيل»، وعلي الرغم من نفي السفارة الأمريكية علاقة إدارة بلادها بكنيسة مكسيموس، فقد انتقد شباب أقباط في كنيسة أبوسيفين - في شبرا - بشدة ما اعتبروه نوعاً من الوصاية الأمريكية علي الكنيسة، وما وصفوه بأنه رغبة أمريكية في التحكم في مصير أقباط مصر، واعتبروا قول الأنبا مكسيموس بأن «كنيستنا معتمدة علي أمريكا ولا يستطيع أحد إيقاف نشاطنا» وتوقعه الموافقة علي إنشائها بنسبة ١٠٠% لأنها تعتمد علي أمريكا»، إهانة لمصر كلها وقالوا: «لسنا تحت الاحتلال الأمريكي»، وفي كنيسة العذراء بشبرا أبدى الكثير من الشباب دهشتهم من ثقة الأنبا مكسيموس الشديدة في الحصول علي موافقة الحكومة علي جميع طلباته بالرغم من أن هذا يهدد أمن الأقباط في مصر، وفي كنيسة مارجرجس بالجيوشي، أكد الكثيرون أيضا عدم أحقية الأنبا مكسيموس في رسم الأساقفة، واعتبروا ذلك مخالفاً لتعاليم الإنجيل «الذي يدعي حمايتها، والتي تلزم الجميع بالخضوع للبابا المختار من قبل العناية الإلهية»، حسب كلامهم.
وفي عدد من كنائس الجيزة أعرب شباب عن استيائهم الشديد من طريقة الأنبا مكسيموس في الحوار سواء في الصحف أو التليفزيون خاصة استخدامه تعبيرات مثل «كنيستي ومجمعي، وكنيسة البابا ومجمعه»، وقال بيتر «٢٥ عاماً»: «نحن لا نتبع تعاليم البابا لأنه هو قائلها، ولكن لأنها تعاليم الكتاب المقدس، الذي نؤمن به، ولو خالفها البابا لما تبعناه» وتقول نيفين نادر، الطالبة في آداب القاهرة: «الأنبا مكسيموس نسب إلي البابا منهجاً غريباً يقوم علي تشويه الآخرين والادعاء والتجريح والإهانة والافتراء، وهذا ليس صحيحاً، فالجميع يشهد بحسن سياسة البابا مع الآخرين، أما فيما يخص الفضائيات التي ادعي أنها من دماء الفقراء، فالأقباط لا يمتلكون سوي قناة «أغابي»، وهي قناة تعليمية لا تتعرض لأحد لا من قريب ولا من بعيد».
وفي مصر القديمة أعرب عدد من الشباب الأقباط عن دهشته مما حدث، خاصة أنه تزامن مع مرض البابا، وهو ما جعلهم يتهمون الأنبا مكسيموس بأنه يتطلع للشهرة والكرسي البابوي والزعامة، وفيما يخص بناء الكنائس علقت ميري علي ذلك قائلة: «يا ليته يفلح في إنشاء كنيسة في كل مدينة، كما يدعي، ولكن نتمني أن يفصح عن أسلوبه في ذلك» وأضافت مدام مرجريت: «هذا الرجل بدأ نشاطه منذ فترة وهو يجمع الناس حوله من خلال استغلاله للحالة الاقتصادية لهؤلاء الناس ويوزع عليهم المعونات والأموال»، واعتبرت مدام مرجريت أن من يذهب إلي الأنبا مكسيموس «هم البعيدون كل البعد عن الإيمان الأرثوذكسي السليم وأغلبهم رهبان مشلوحون أو موقوفون أو فقراء يطمعون في معوناته أو أزواج وزوجات يبحثون عن الطلاق الذي جاء فيه أمر إنجيلي صريح، وغير قابل للنقاش» وتتساءل عن تفسير الأنبا مكسيموس لقول الكتاب: «ما جمعه الله لا يفرقه إنسان» طالما أن التفسير الذي نعرفه خاص بالبابا شنودة وحده علي حد تعبير الأنبا»، في حواره لـ«المصري اليوم»، الأحد الماضي.
وتعليقاً علي تصريحات الأنبا مكسيموس لـ«المصري اليوم» بأن شباب الأقباط طفشوا من الكنيسة الأرثوذكسية، وتوقعاته بتزايد أتباعه خلال السنوات المقبلة قال مينا ميلاد: «طفشوا من مين وليه؟! كل من يترك الكنيسة الأرثوذكسية الأم يتركها ليصنع شيئاً هو يعلم جيداً أنه مخالف لتعاليم الإنجيل، كما أن الإغراءات المادية تمثل أداة ضغط قوية علي الشباب الضعيف في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وطبعاً هذا ليس مبرراً، ولكنه سبب رئيسي، فالكنيسة الأرثوذكسية هي الكنيسة الوحيدة التي مازالت تتمسك بجميع التعاليم بمنتهي الدقة، إلا أنها لا تجبر أحداً علي البقاء فيها، وعلي أي حال فقد أنبأنا الكتاب المقدس بكل هذا النزاع والانشقاق، ولكن لنا ثقة أن «أبواب الجحيم لن تقوي عليها».
المصدر: المصري اليوم
إضافة تعليق جديد