موقع «النزاهة» يبحث عن أشباح الانترنت

13-11-2007

موقع «النزاهة» يبحث عن أشباح الانترنت

الجمل- د. عمار سليمان علي: يظن الكثيرون ـ ومحسوبكم كان منهم ـ أن الاعتقاد بالأشباح قد انتهى إلى غير رجعة, أو على الأقل قد تراجع وتقلص إلى أدنى الحدود مع بزوغ شمس العصر الحديث وتتابع الثورات العلمية والتقنية التي ليس آخرها ثورة المعلومات والانترنت. ويظن أولئك الكثيرون ـ الذين نقصوا واحداً بانفضاضي عنهم ـ أنه من المستغرب تماماً مجرد الجمع بين لفظتي أشباح وانترنت!. ولكن يبدو أن الأشباح مازالت تفعل فعلها حتى في عصر الانترنت, بل خصوصاً في عصر الانترنت!. وهذا الرأي لا ينبع من فراغ, بل ينبثق من تجارب مؤكدة ووقائع مثبتة لا يملك المرء أمامها إلا أن يقر ويعترف ويؤمن ويصدق بسطوة الأشباح وقوة تأثيرها, ويقدم اعتذاراته للسيد حسن السبع الذي سخرنا منه جميعاً يوم تكلم عن الأشباح التي تنجز عمليات إرهابية في لبنان, معترفاً بعجزه وعجز وزارته وأجهزته عن مواجهتها. ولكن يبدو أن الأشباح تتغلغل في حياتنا بشكل أكبر مما نتوقع, وقد غزت حتى شبكة الانترنت!. فعلى سبيل المثال تقوم الأشباح ـ كش برا وبعيد ـ بكتابة تعليقات في بعض المواقع الالكترونية بأسماء مستعارة أو منتحلة, معتمدة لغة السباب والشتائم, وأسلوب الدس الرخيص, ومتوخية زرع بذور الفتن والشقاق, بحيث تسيء إلى أشخاص أو قضايا أو مجتمعات بعينها, ثم تقوم نفس الأشباح أو من يأتمر بأمرها وينسق معها بكتابة ردود على تلك التعليقات تعتمد نفس اللغة ونفس الأسلوب, وتنشرها في نفس الموقع أو في موقع آخر (لا فرق أكان اسم الموقع عربية نت أو سيريا لايف, ولا فرق أكان اسم المستهدف أبيّ حسن أو عبد اللـه علي). فالأشباح الحداثوية تمد أذرعها الاخطبوطية في كل الاتجاهات. ورغم توصلي لهذه القناعة منذ فترة إلا أنني لم أتوقع ولم يخطر لي ببال أن تمتد تلك الأذرع إلى مخدمات الانترنت نفسها, فتقوم بحجب الموقع الذي لا يعجبها. وكنت كالجميع أعتقد واهماً أن وزارة الاتصالات هي من يقوم بحجب المواقع, وتعززت لدي تلك القناعة بعد التعميم ـ التهديد ـ الشهير لوزير الاتصالات بحجب المواقع التي لا تلتزم بتعليماته, ولكن الذي حدث أن وزارة الاتصالات ( وفق نشرة كلنا شركاء) برأت نفسها بشكل رسمي عبر ردها على طلب رسمي مقدم من إدارة موقع النزاهة المحجب (على حد تعبير الأستاذ نبيل صالح في نعوته الشهيرة للموقع إبان حجبه في زاوية شغب ـ الجمل) بالقول: لم يصدر عن وزارتنا أي قرار حجب.
إذن هل حان الوقت لكي نفتش معاً عن... أشباح الانترنت!.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...