مشروع الصرف الصحي للغوطة الغربية يحصد4 ضحايا بينهم المتعهد

18-07-2010

مشروع الصرف الصحي للغوطة الغربية يحصد4 ضحايا بينهم المتعهد

في اطار تحسين الواقع الخدمي لمدن وبلدات الغوطة الغربية باشرت وزارة الاسكان والمرافق بتنفيذ مشروع للصرف الصحي يخدم كلاً من المعضمية، داريا، صحنايا، أشرفية صحنايا، ضاحية /8/ آذار، السبينة والبويضة وبطول يصل إلى نحو /20/ كم وتكون نهايته في صهيا حيث تقرر تشييد محطة معالجة.

وتم تلزيم المشروع للانشاءات العسكرية بتكلفة إجمالية تصل إلى /1.2/ مليار ليرة وقامت بتعهيد بعض الأعمال للقطاع الخاص.‏

والآن أنجز من المشروع ما نسبته /75٪/ إلا أن المشروع الخدمي الذي طال انتظاره أحدث شجوناً في الأحياء السكنية التي يعبرها ولاسيما في السبينة الوسطى.‏

شكوى‏

تقول شكوى سكان حي الشرقطلي بالسبينة: بدأت المعاناة مع دخول الحفريات شارع عقبة بن نافع حيث عمق الحفر يتراوح بين /8-10/ أمتار وبعرض ستة أمتار وهذه هي مساحة الشارع بالكامل وبطول حوالي /200/ متر.‏

فوضى في التنفيذ‏

وحسب الأهالي فإن اللافت في الأمر قيام المتعهدين المنفذين بأعمال الحفر دون أي مراعاة لعوامل التربة حيث بدأت الانهيارات الجانبية وتحت البيوت ما أحدث تصدعات في الدور السكنية والمحال التجارية حتى إن بعض المعنيين بالمشروع نصح الأهالي بإخلاء بيوتهم حفاظاً على أرواحهم.‏

تخريب البنى التحتية‏

ورافق أعمال التنفيذ إضافة للانهيارات تخريب لشبكتي مياه الشرب والصرف الصحي القائمة وتحولت الحفريات إلى مركز تحقين للمياه الآسنة والروائح الكريهة ونشاط حركة القوارض والحشرات وزاد في الطين بلة عدم وصول سيارات توزيع المياه إلى الشارع لسد حاجة الأهالي.‏

إذ يضطر هؤلاء إلى حمل غالونات مياه الشرب لمسافات طويلة صعوداً ونزولاً حسب وضع الحفر وتسلق الجدران وصولاً إلى منازلهم.‏

انهيار شبكة الكهرباء‏

وفي الشارع المذكور ونتيجة لانزلاق التربة بدأت أبراج الكهرباء تتهاوى كما تقطعت شبكة الهاتف في موقع التنفيذ.‏

وشاهدنا كيف عمد الأهالي إلى ربط أحد الأبراج بالأسلاك وشده باتجاه أحد المنازل خشية سقوطه كي لا ينقطع التيار فيما لجأت الجهة المنفذة إلى تثبيت أعمدة الكهرباء بمواسير شبكة المياه المتعطلة وإسنادها إلى طرف الحفرة المقابل وبصورة بدائية لا تقدم ولا تؤخر.‏

تخريب عشوائي‏

وبسبب فوضوية التنفيذ عمد المتعهدون إلى تخريب شبكات الصرف الصحي والمياه للحارات الفرعية المربوطة بشبكات الشارع الرئيسي من خلال أعمال التكسير وردمها بالأتربة عوضاً عن إغلاقها المؤقت بشكل فني.‏

وأشار الأهالي إلى أن هذا الإجراء حول الأقنية إلى مركز لتجميع المياه تحت أساسات بيوتهم ولأن التربة غير ثابتة وردمية فيخشى من حدوث عواقب وخيمة ليست في حسبان أحد.‏

المتعهد.. ضحية‏

ونظراً لانعدام وسائل الأمان والسلامة بسبب عشوائية الحفر وقع المحظور.‏

وشهد مساء يوم الثلاثاء /8/ حزيران المأساة وحسب شهود العيان بينما كان المتعهد الملقب «أبو العباس» يقوم بتدعيم جوانب الحفر ببواري المياه المتهالكة وبطريقة بدائية وقع انهيار جديد وانزلاق للتربة بعمق حوالي عشرة أمتار ليكون بذلك الضحية الرابعة للمشروع من بدايته في داريا حتى نهايته في البويضة عدا ما أعلمنا به الأهالي من اصابات جسدية لأشخاص آخرين تمثلت بالكسور والرضوض مع حالة شلل جسدي تام.‏

استنفار رسمي‏

وعلى مدى ست ساعات وحتى انتشلت جثة المتعهد حضر إلى الموقع جميع المعنيين بمحافظة ريف دمشق بدءاً من المحافظ وجهازي الشرطة والدفاع المدني والإسعاف وباقي الجهات المعنية.‏

وأوعز المحافظ للمعنيين بطمر أعمال الحفر بالمشروع بين المنازل ريثما يتم وضع دراسة نموذجية تأخذ بالحسبان عاملي السلامة والأمان.‏

تطنيش‏

وأفاد سكان الحي أن توجيه المحافظ لم يؤخذ بالحسبان لغاية الآن وعمد المنفذون إلى طمر الحفر فقط في منطقة موت المتعهد والسؤال هنا:‏

إلى متى ستبقى حارات الشرقطلي وعقبة بن نافع بلا شبكة تصريف لمياه الصرف الصحي التي تتجمع في مناطق الحفر وانقطاع مياه الشرب في ظل توقف العمل بالمشروع كما أن آلية العمل بطيئة جداً والخشية أن تستمر المعاناة لأشهر طويلة.‏

العمل بدائياً‏

وأجمع السكان أن طريقة تنفيذ المشروع بدائية وغير مدروسة وكان يفترض بالمنفذين اعتماد أسلوب التدعيم أثناء الحفر بالجدران الاستنادية أو اعتماد الصفائح المعدنية.‏

والسؤال: لماذا لم تعمد الجهة المنفذة إلى تحويل مسار الخط الرئيسي خارج الازدحام السكاني رغم توفر امكانية حرفه جنوباً بين الأراضي الزراعية لتلافي الخطورة والمعاناة؟ كما يتم حالياً في نفس البلدة وفي موقع آخر.‏

الواقع صعب‏

وحالياً يعيش الأهالي حالة شبه حصار فمثلاً إذا تطلب الأمر حالة إسعافية فهذا من المحال بسبب الإغلاق التام للشارع وثانياً المحال التجارية مغلقة بالكامل وثالثاً انقطاع كلي لمياه الشرب ورابعاً تعطل شبكة الصرف الصحي وتحول خط الحفر إلى مركز لتحقين المياه الآسنة التي بدأت تنتشر تحت أساسات المنازل وما زال خطرها قائماً للبيوت المتصدعة لاستمرار انزلاق التربة وانهيار جدران الحفريات.‏

وزاد في الطنبور نغماً تعدد المرجعيات الإدارية بين محافظتي ريف دمشق والقنيطرة.‏

فمثلاً شارع عقبة بن نافع جانبه الشمالي لمحافظة الريف والجنوبي للقنيطرة.‏

وهنا تاهت المرجعيات البلدية التي بدأت تتهرب من مسؤولياتها.‏

البلدية غير معنية‏

وفي ظل الغياب الإداري الكامل للمعنيين بمحافظة القنيطرة كما أفاد الأهالي ولدى سؤال رئيس البلدية حسن المحمود عن دوره كمرجعية محلية والمتابعة أوضح أن عائديته الإدارية لمحافظة ريف دمشق إلا أن البلدية غير معنية بالمراقبة والإشراف المباشر وينحصر دورها بشكل غير مباشر في إبلاغ المحافظة وإدارة المشروع بأي طارئ أي إن البلدية حلقة اتصال بين إدارة المشروع والأهالي وهناك مدير تنفيذي وجهة منفذة للمشروع ومتعهدون وغم هذا كله تدخلت المحافظة أثناء وفاة المتعهد.‏

ومع اعترافه بوجود خطورة ومضايقات للأهالي وتأكيده للتصدعات وانزلاقات التربة إلا أنه أكد على التدخل الإيجابي كحل إسعافي للسكان وهذا ما لم نسمعه من الأهالي؟‏

هاجس القلق‏

وأعرب الأهالي عن خشيتهم من استمرار العمل بالمشروع لأشهر طويلة وما يمثله من أثر سلبي على واقعهم المعيشي حيث لا يستطيع الأطفال والعجائز ولا حتى النسوة الخروج من المنازل مع استمرار تحقين المياه الآسنة وانقطاع مياه الشرب وإغلاق الحارات.‏

وباعتبارنا في فصل الصيف حيث الحشرات والقوارض والغبار والروائح الكريهة فكيف سيكون الحال في الشتاء حيث المدارس والطين مع استمرار القلق إزاء شبكة الكهرباء التي أصبحت بحاجة إلى تجديد.‏

إدارة المشروع توضح‏

المهندس شاكر البقاعي مدير المشروع أكد أهمية هذا المشروع وضرورته موضحاً أن تاريخ المباشرة يبدأ في 20/1/2008 والانتهاء قريباً إذا تم استملاك مسار آخر على المسار الذي يمر بأحياء سكنية في منطقة غزال ومدارس وشارع مليء بالبنية التحتية من هاتف ومياه وكهرباء وصرف صحي.. الخ.‏

مبيناً أن محافظة ريف دمشق وعدت أن يتم استملاك مسار مواز للمشروع وإذا تم هذا الاستملاك فإنه بالإمكان الانتهاء من العمل بعد الاستملاك بثلاثة أشهر.‏

تعاون وتنسيق‏

وفيما يتعلق بوضع الكهرباء وسقوط الأعمدة في منطقة المشروع وبالتالي انقطاع التيار الكهربائي وتعرض القاطنين إلى الخطر أجاب إن كهرباء ريف دمشق تقوم بإزالة كافة العوائق ومعالجة أي طارئ في المنطقة، حيث هناك تعاون وتنسيق بين إدارة المشروع الجهات المعنية من كهرباء وهاتف ومياه وما إلى ذلك.‏

كما أوضح المهندس البقاعي أن مديرية الهاتف أيضاً تقوم بإزالة الكوابل التي تعرضت للأعطال وبإعادة الحرارة الى خطوط المواطنين التي تعطلت بفعل ذلك حسب الامكانات والحالة الواقعية على الأرض وستقوم المديرية بإعادة تنفيذ شبكة الهاتف بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحي، حيث يتم تجديد الشبكة وليس لدينا وسيلة أخرى إلا ونقوم بها لمعالجة أي طارىء.‏

استبدال شبكة الصرف الصحي‏

أما الصرف الصحي فهناك شبكة قديمة يتم تبديلها بشبكة محلية جديدة وبمواصفات أجود وبنوعية مختلفة تماماً بالأدوات والوسائل والمواد وهي غير معرضة للنفاذ أو الأعطال كما الشبكة القديمة حيث القساطل نوع إيتلين بطول 12 متراً للقسطل الواحد مع ريكارات وشبكة محلية جديدة.‏

خطوط هوائية لمياه الشرب‏

وبالنسبة لموضوع المياه وانقطاعها عن الأهالي فأوضح أنه يتم العمل على تأمين المياه عن طريق مد خطوط مياه هوائية مؤقتة وعند الانتهاء من العمل سيتم تنفيذ شبكة مياه نظامية جديدة، حيث تبين لنا خلال العمل في المشروع بأن شبكة المياه قديمة ومهترئة وبحاجة إلى تغيير موضحاً أن ذلك لا يعني أنه لاتوجد معاناة لقاطني المنطقة سواء من ناحية المياه أو الهاتف أو الكهرباء أو ما شابه ذلك بل المعاناة موجودة لكننا نعمل جاهدين وضمن الامكانات والواقع على تخفيف هذه المعاناة والحد منها ما أمكن ونقر أن المياه أو غيرها من الخدمات الأخرى قد تنقطع عن الأهالي أكثر من يومين وهذا ما نعمل لمعالجته.‏

التصدعات ظاهرة طبيعية‏

وعن تصدع المنازل أو هل هناك أكثر من أثر مستقبلي على الأبنية وسكان المنطقة الذين يسكنون بجوار المشروع أو ضمنه أوضح بالتأكيد أنه لا توجد أي تصدعات في المنازل، حيث تم الكشف عليها من قبل اختصاصيين من جامعة دمشق خاصة في منطقة الانهيار في السبينة وتبين بعد الكشف الفني أنه لا توجد أي خطورة وهذه لا تسمى تصدعات بل هي ظواهر طبيعية نشاهدها في أي منزل مؤكداً أن لا أثر مستقبلي على المنازل أبداً وإدارة المشروع تقوم بتنفيذ جدار استنادي لحماية التربة من الانجراف، وبمواصفات فنية متميزة والمشروع يسير كما هو مخطط له لكن هناك معوقات تظهر أثناء العمل الميداني التنفيذي.‏

هذه لا تظهر خلال الدراسات الفنية وحالياً العمل.‏

كما يؤكد مدير المشروع أن المشروع يسير على قدم وساق وخلال مدة ثلاثة أشهر يتم الانتهاء من العمل.‏

تغيير المسار‏

وعن إجراءات الاستملاك الضرورية لسرعة تنفيذ المشروع أكد البقاعي أن هذا المسار يمر بتجمع سكني ومدارس وأبنية سكنية وبنى تحتية وشبكة مياه مزدوجة للقنيطرة وريف دمشق وفي حال إزالتها هناك أضرار كبيرة مع خطورة انهيار المباني وشبكات الهاتف والمياه وجميع البنى التحتية الأخرى لذلك نعمل مع محافظة ريف دمشق لتعديل هذا المسار بالسرعة الممكنة.‏

ويؤكد مدير المشروع أن هذا المشروع لن ينفذ إلا بعد تعديل المسار لأن التوقف عن التنفيذ أهون ومخاطره أقل بكثير من تنفيذه على هذا المسار.‏

عدنان سعد- هزاع عساف

المصدر: الثورة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...