ما هي الأسباب التي تدفع أمريكا لعرقلة السلام بين إسرائيل وسوريا

03-05-2007

ما هي الأسباب التي تدفع أمريكا لعرقلة السلام بين إسرائيل وسوريا

الجمل: نشر موقع مركز دراسات رايب ويب الالكتروني الأمريكي تحليلاً من إعداد الصحفي الأمريكي خودي أكافي، محرر شؤون الشرق الأوسط بوكالة أنتر برس، وحمل التحليل عنوان (حل توترات إسرائيل- سوريا).

يقول التحليل: يتوجب على إسرائيل أن تستغل الفرصة المتاحة أمامها الآن من أجل إعادة تجديد مفاوضاتها مع سوريا طالما أن هناك فرصة حقيقية لإحراز النجاح، وذلك على أساس اعتبارات أن القيام بذلك سوف يدخل إسرائيل في نفق خطر المزيد من فوضى الاضطرابات الشرق أوسطية.

المجموعة الدولية للأزمات الصادر مؤخراً، طالب إسرائيل بضرورة أن تستجيب بشكل إيجابي لعرض سوريا غير المشروط باستئناف مفاوضات السلام، كذلك طالب التقرير إسرائيل بإيقاف عملية توسيع المستوطنات اليهودية الجارية حالياً في منطقة الجولان.

يشير التحليل إلى أن جهود السلام بين إسرائيل والعرب، كانت تركز طوال الـ15 عاماً الماضية على حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ولكن فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من مقاطعة أمريكية- أوروبية للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية أدت مجتمعة إلى وقف إحراز أي تقدم على المسار الفلسطيني. وعلى خلفية الارتباط السوري- الفلسطيني القوي، والنهاية المغلقة التي وصلت إليها إسرائيل في المسار الفلسطيني، فإنه يتوجب على إسرائيل أن تسعى لإحراز التقدم على المسار السوري.

أشار التحليل إلى دور الإدارة الأمريكية، وأيضاً الحكومة الإسرائيلية في عرقلة وإعاقة استئناف مفاوضات السلام السورية- الإسرائيلية، وسرد بعض الأمثلة لهذه العراقيل:

· العراقيل الأمريكية: تزعم الإدارة الأمريكية أمام الإسرائيليين بأن المفاوضات مع سوريا في هذا الوقت سوف تمثل حافزاً لسوريا التي ظلت تدعم الإرهاب، وتتحالف مع إيران، وتتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وتعمل على عرقلة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وتدعم دخول المسلحين إلى العراق، إضافة إلى أن استئناف المفاوضات سوف يساعد سوريا في كسر عزلتها، وسوف يشكل طعنة في ظهر حكومة السنيورة اللبنانية الحليفة لأمريكا والغرب.

· العراقيل الإسرائيلية: تزعم إسرائيل أن استئناف مفاوضات السلام مع سوريا، يتوقف حصراً على قيام دمشق بإحداث تغييرات جوهرية في سياساتها، وهذه التغييرات يجب أن تتضمن قطع روابطها مع حماس وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى، وإنهاء علاقاتها وروابطها مع إيران.

على خلفية العراقيل الأمريكية حاول المحلل السياسي الأمريكي ستيفن زينوس خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز العلاقات الدولية، التوصل إلى الأسباب الكامنة وراء إصدار إدارة بوش المتشدد من أجل إعاقة استئناف مفاوضات السلام السورية- الإسرائيلية.

يقول ستيفن زينوس: إن معارضة بوش الحادة عالية الصوت لزيارة نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وأيضاً بعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، إلى دمشق خلال الشهر الماضي، هي معارضة لا تمثل مؤشراً آخر لظاهرة معارضة إدارة بوش، التي وصلت إلى حد المرض، إزاء سوريا وحسب، بل إن هذه المعارضة يمكن أن تكون قرينة دالة على أن إدارة بوش تفكر في أمر احتمال القيام بعمل عسكري ضد سوريا، بشكل مباشر، أو بواسطة الوكيل الإسرائيلي.

· جذور معارضة إدارة بوش لسوريا:

يقول ستيفن زينوس: إن هذه المعارضة، تعود جذورها إلى عام 1999م، عندما وقّع عدد من الناشطين في حركة المحافظين الجدد آنذاك، على تقرير تم إعداده بواسطة منتدى الشرق الأوسط، الذي يشرف عليه مجموعة من صقور الإدارة الأمريكية الحالية، وفي مقدمتهم اليهودي الأمريكي إيليوت ابراهام، وكان هذا التقرير يطالب الإدارة الأمريكية بالقيام بتنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.

أبرز الموقعين على هذا التقرير، هم:

-  ايليوت ابراهام: ويعلم حالياً بالبيت الأبيض الأمريكي في منصب كبير مستشاري شؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي.

-  دوغلاس فايث: عمل في منصب نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية.

-  باولا دوبريانيسكي: عملت في منصب نائب ويزر الخارجية للشؤون العالمية.

-  ميكائيل روبين: مستشار سياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية.

-  ديفيد فورمزر: مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط في مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.

وجميع هؤلاء المذكورة أسماؤهم من الأعضاء البارزين في جماعة المحافظين الجدد، إضافة إلى كونهم من اليهود الأمريكيين ذوي الارتباطات الوثيقة باللوبي الإسرائيلي، والعلاقة القوية بحزب الليكود الإسرائيلية وبالصلة الشخصية الحميمة بالزعيم الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو.

كذلك كشف الصحفي الأمريكي جيم لوبي في تحليل سابق أسماء المزيد من الموقعين في هذا التقرير، وكان من بينهم زعماء اليهود الأمريكيين الآتية أسماؤهم:

-  ريتشارد بيرل: زعيم جماعة المحافظين الجدد، الملقب بـ(أمير الظلام)، ورئيس لجنة البنتاغون لشؤون الدفاع.

-  جان كيركيا تريك: السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة.

-  ديفيد شتاينمان: مدير المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.

وأشار جيم لوبي إلى أن من بين الأسماء الأخرى الموقعة على التقرير: مايكل لايدن، فرانك غافني، داينال، بيبيز.. إضافة إلى أسماء أخرى تتميز جميعها بأنها تقلّدت الكثير من المناصب الهامة داخل أكثر المرافق حساسية في الإدارة الأمريكية، على النحو الذي جعل من توجهات هذه المجموعة تلعب دولاً مهيمناً على عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي المتعلق بالشؤون الشرق أوسطية، وعلى وجه الخصوص سوريا.

وعموماً، تخلص تحليلات الكتّاب الأمريكيين الثلاثة: خودي أكافي، ستيفن زينوس، وجيم لوبي، إلى أن عرقلة الإدارة الأمريكية الحالية لمفاوضات السلام، تقف وراءها شبكة من اليهود الأمريكيين المتغلغلين داخل مرافق الإدارة الأمريكية، وتقول التوقعات بأن الممانعة والتشديد إزاء سوريا سوف تستمر خلال الفترة المتبقية من عمر إدارة بوش، إلا إذا برزت المزيد من الضغوط بواسطة الكونغرس، خاصة وأن قانون محاسبة سورية الذي أجازه الكونغرس في عام 2003م، يطالب الإدارة الأمريكية بضرورة العمل من أجل إقامة مفاوضات السلام غير المشروطة بين سوريا وإسرائيل.. ولما كانت سوريا قد أعلنت رغبتها في التفاوض، فإن الكونغرس باستطاعته أن يتدخل ويستفسر الإدارة الأمريكية عن أسباب عرقلتها وإعاقتها للتفاوض الذي أوصى به القانون صراحة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...