روسيا تبدأ تطبيق اتفاق ميدفيديف ـ ساركوزي

10-09-2008

روسيا تبدأ تطبيق اتفاق ميدفيديف ـ ساركوزي

بعد يوم من اتفاق الرئيسين الروسي ديميتري ميدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي على استكمال خطة وقف إطلاق النار في القوقاز، بدأت القوات الروسية، أمس، انسحابها من إحدى القرى في جورجيا، وهو ما اعتبرته تبليسي »أول المؤشرات« ، في وقت انهارت الهدنة القسرية بين الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي والمعارضة، التي طـالب اثنان من قادتها بإجراء انتخابات مبكرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية تشوتا اوتياشفيلي ان »القوات الروسية غادرت بلدة غانموخوري في منطقة زوغديدي قرب الحدود الإدارية مع ابخازيا«، مشيراً إلى أن »هذا أول مؤشر لانسحاب روسي من المنطقة العازلة كما هو وارد في اتفاق الثامن من أيلول«.
وفيما كانت القوات الروسية تنسحب من هذه البلدة الجورجية كانت موسكو تبدي تصميما على البقاء صاحبة الكلمة الفصل في جمهوريتي أوسيتيا الجـــنوبية وأبخازيا، حيث أعـــلنت إقـــامة عــلاقات دبلوماسية معهما بعد أسبوعين على اعترافها باستــقلالهما في ٢٦ آب الماضي، فيما أشـــار وزير الدفاع الروسي اناتــولي سيرديوكوف الى ان روســـيا ستحتفظ بنحو ٣٨٠٠ عســكري في كل من الجمهوريتين.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان القوات الروسية ستبقى »لمدة طويلة« في ابخازيا واوسيتيا، مشيراً إلى أنّ »هذه ضرورة مطلقة اقله في المستقبل المنظور حتى لا تتكرر أعمال عدوانية« من جانب جورجيا.
في المقابل، اعتبر نائب وزير الخارجية الجورجية غيغا بوكيريا ان إقامة روسيا علاقات دبلوماسية مع الجمهوريتين يشكل »خطوة إضافية لضمهما«، مشيراً إلى أنّ »العالم المتمدن لن يقبل ذلك«.
وفي باريس، دافع ساركوزي عن موقفه الدبلوماسي تجاه روسيا، وذلك في اجتماع مع نظيره الأوكراني فيكتور يوتشينكو، حيث أوضح أنّ »استخدام الاتحاد الأوروبي للتهديدات الدبلوماسية بدلا من فرض العقوبات ضد روسيا، وتبنيه قرارا يدعو لإقامة علاقات استثنائية مع أوكرانيا هي الإستراتيجية الوحيدة الممكنة«. وأضاف أنّ »رخاءنا وأمننا يعتمدان على الرخاء والاستقرار والأمن في أوروبا الشرقية. فنحن في أوروبا نريد علاقات سلمية مع روسيا«.
وفي واشنطن، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بموافقة روسيا على تحديد جدول زمني لسحب قواتها من جورجيا، لكنها دعت موسكو إلى تطبيق كافة الاتفاقيات التي تهدف إلى إنهاء الأزمة.
أمّا نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، فجدد دعوته إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جورجيا، مشيراً إلى أنّ »المجتمع الدولي اتخذ موقفا موحدا يدين العمليات العسكرية لروسيا، ويدين جهودها المنفردة الهادفة إلى ان تغير بقوة السلاح حدودا معترفا بها دوليا«.
وفي ظل المحاولات المستمرة لنزع فتيل الأزمة الجورجية من خلال محادثات السلام، أثارت المعارضة الجورجية أولى الدعوات لاستقالة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، حيث تخلى سياسيان معارضان عن هدنة غير معلنة استمرت خلال الحرب مع روسيا وطالبا بإجراء انتخابات مبكرة.
وقال رئيس حزب »اليمين الجديد« ديفيد جامكردلتزه انه »بالرغم من التحذيرات العديدة، اتخذ ساكاشفيلي القرار المجرم وغير المسؤول بقصف تسخينفالي (عاصمة أوسيتيا الجنوبية) وهو الأمر الذي أدى الى عواقب كارثية على البلاد«، فيما اتهم رئيس »حزب العمال« شالفا ناتيلاشفيلي ساكاشفيلي بأنه حول جورجيا من دون تفكير إلى ضحية للتنافس الأميركي الروسي.
من جهة ثانية، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لقرار الولايات المتحدة سحب اتفاق التعاون النووي الروسي ـ الأميركي من الكونغرس، واصفة هذا القرار بـ»الخاطئ والمسيّس«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...