انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي لناشري الصحف بحضور 1700 مشارك

06-06-2006

انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي لناشري الصحف بحضور 1700 مشارك

وجه الاتحاد العالمي لناشري الصحف، في مؤتمره الـ59 في موسكو، انتقادات شديدة الى سجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتهاك حرية الصحافة، فرد الاخير مؤكداً ان سيطرة الدولة على وسائل الاعلام في تراجع. وأهدى الصحافي الايراني اكبر غانجي جائزة قلم الحرية الذهبي التي منحه اياها الاتحاد، الى "جميع المنشقين الايرانيين والمناضلين من اجل الحرية".

وأمام نحو 1700 مشارك من 110 بلدان من اصحاب الصحف ورؤساء التحرير، قال رئيس الاتحاد العالمي لناشري الصحف غافين أوريلي انه لا يمكنه عدم التطرق الى المسائل الشائكة "وان يكن ذلك قد يغضب" بوتين. ثم تحدث عن سوء اوضاع الصحافة منذ انتخاب الرئيس الروسي عام 2000، مشككاً في وجود "ارادة حقيقية" لمنح وسائل الاعلام الروسية مزيدا من الاستقلالية. وطرح سلسلة اسئلة عن "اجواء الحذر والرقابة الذاتية" السائدة بين الصحافيين الروس وأسباب "عدم وجود تلفزيون وطني مستقل" و"سيطرة الدولة" على وسائل الاعلام. وذكّر بسيطرة الكرملين عام 2001 على قناة "ان تي في" الخاصة التي عرفت بمهنيتها وتوجهها الحر، وباقفال صحيفتي "نوفيي ايزفستيا" و"سيغودنيا". وانتقد "ثقافة فاسدة لا تزال منتشرة وهي ثقافة المقالات التي "تُشرى" في روسيا"، مشيراً الى "نفوذ السياسيين ورجال الاعمال" الذين ينشرون "هذه العادة اللااخلاقية". وحض بوتين على "اتخاذ إجراءات حيوية جديدة لمساعدة بلادكم العظيمة على تطوير الصحافة القوية المستقلة التي تستحقها". وكشف ان العديد من أعضاء الاتحاد لم يوافقوا على قرار عقد المؤتمر في روسيا لأن ذلك "بمثابة صك على بياض" لدولة تقمع الحريات الإعلامية. وخاطب بوتين قائلا ان "التاريخ سيحكم على إرثك كرئيس، سواء في روسيا أو في باقي العالم، بسبب ملف الإعلام أكثر من أي أمر آخر". وتساءل: "لمَ تتهم الدولة بتعزيز مناخ الحذر والرقابة الذاتية بين الصحافيين الذين يخافون على حياتهم حين يخرجون عن الخط المرسوم؟". وأقر بأنه "لا يزال هناك الكثير من التشكيك في بلادكم كما في الخارج في وجود رغبة حقيقية في تحول وسائل الاعلام الى فريق مستقل يتمتع بوضع مالي متين وبنفوذ في المجتمع الروسي".

 

ولدى وصول الرئيس الروسي إلى قصر الكرملين للمؤتمرات حيث عقد المؤتمر، هتف شابان من الحزب البولشفي القومي المتطرف "بوتين جلاد الحرية" ولوحا بالعلم الاحمر بالمنجل والمطرقة قبل ان يخرجهما رجال الأمن. وقد وصل إلى المكان متأخراً، فلم يشهد تسلم غانجي الجائزة، لكنه تابع عرض شريط عن انتهاك الحريات الإعلامية في أنحاء العالم، وفي بلدان صديقة لبلاده مثل بيلاروسيا وأوزبكستان وتركمانستان.

وفوجئ بوتين بالانتقادات، وقال انه "في اطار الرد على اوريلي، لدي وجهة نظر مختلفة. ان سيطرة الدولة في تراجع وليست في تزايد. حصة أسهم الدولة في سوق الصحافة الروسية تتقلص باستمرار. ومن السهل التأكد من ذلك. بينما يزداد عدد المطبوعات نفسها باستمرار". وشدد على انه "إذا اردنا دولة تقدمية، فلا بد من صحافة حرة، وخصوصاً حرة اقتصادياً"، ولكن "في بعض الاحيان، هناك بنى اقتصادية تبحث عن التأثير على هذا المقال او ذاك، والصحافة كانت في وقت ما خاضعة تماما لديكتاتورية سلطة تعسفية". وأشار إلى ان "الشعب الروسي اختار الديموقراطية (عام 1991) واختار تالياً صحافة حرة ومستقلة. وتم الاقرار بأن قانون 1991 (للاعلام) هو احد القوانين الاكثر ليبرالية في العالم".

وفي ما بدا هجوماً مضاداً، رأى ان "ليس على الدولة ان تضفي صدقية على الصحافة، بل على الصحافيين ان يفرضوا صدقيتهم". وعلق على عقد المؤتمر في روسيا بأن "ذلك كان مستحيلاً قبل عشر سنين"، ملاحظا ان التغييرات التي شهدتها بلاده منذ سقوط الشيوعية "لم يدركها الجميع بعد". وأضاف: "اجتمعنا في هذه القاعة التي سميت قصر المؤتمرات للحزب الشيوعي السوفياتي. ونناقش اليوم مسائل حرية الكلمة. ونسمع نحن المضيفين الكلام عن دولتنا بلهجة انتقادية".

 

وقبل ذلك، اعتبر غانجي، الذي أُطلق في آذار بعد ست سنوات في السجن، انه يجب "الصفح ولكن عدم النسيان"، وذلك في كلمة طغت عليها الافكار الانسانية وتخللها ذكر المسيح والفيلسوفين إيمانويل كانت وجان بول سارتر، وقوبلت بتصفيق حاد.

وقال بالفارسية ان جائزته يجب ان تهدى إلى "جميع من تعرضوا للتعذيب وأوقف نشاطهم فقط لانهم عملوا في الصحافة وساهموا في الدفاع عن الحرية. إلى جميع المعارضين المسجونين والمحرومين حقوقهم الاجتماعية، وأولئك المنفيين قسراً فقط لانهم تجرأوا على التفكير على نحو مختلف". وحيا "المفكرين الايرانيين الذين يبذلون جهداً كبيراً لايصال المعلومات". واوضح انه قبل الجائزة "باسم جميع مواطني العالم وكفرد بسيط في هذا المجتمع الكبير الذي يناضل ضد العنف والاضطهاد بكل اشكاله". وفي إشارة إلى سجنه، قال ان "الصفح فضيلة تتيح تجاوز الحقد والغضب، فالصفح يدع الكراهية للحاقدين".

وكان غانجي وصل الجمعة الى موسكو بعد حصوله على جواز سفر من السلطات الايرانية، وظل حضوره موضع شك حتى اللحظة الاخيرة.

 

 

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...