أبرز بنود وثيقة مكة لوأد الفتنة الطائفية

وقّعت 24 شخصية دينية سنية وشيعية عراقية في مكة وثيقة لتحريم الاقتتال المذهبي في العراق أمس، في آخر جمعة من شهر رمضان، بالتزامن مع تجدد الاقتتال المذهبي في بلدة بلد شمالي العاصمة، وتفاقم الفوضى الامنية في العراق حيث سيطرت ميليشيات جيش المهدي الصدرية على مدينة العمارة الجنوبية، بعد اشتباكات دامية مع القوات العراقية.
وبعد أداء صلاة التراويح في المسجد الحرام، زار المسؤولون العراقيون الدينيون الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصر الصفا الملكي المطلّ على المسجد الذي حفل بأكثر من مليوني مصلًّ في هذا اليوم. وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الملك السعودي تمنى التوفيق لهم لمصلحة العراق ومصلحة إخوانهم في العالم العربي والعالم الاسلامي، مضيفاً كلكم إخوان مسلمون ولا نريد ان يتدخل احد بين ابناء الامة الاسلامية.
وافتتح رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي التي ترعى الحدث، أكمل الدين إحسان أوغلو، الاجتماع، وأوضح ان الوثيقة تبين حقيقة موقف الدين والشرع مما يجري من جرائم مستترة بالدين في العراق.
أضاف أوغلو أن الوثيقة تهدف لإيقاف نزيف الدماء وإزهاق الارواح، وأنها بمثابة فتوى أجمع عليها جميع علماء الدين في 57 دولة في الامة الاسلامية. وشدد على أن الواجب الديني يقضي بإطاعة الفتوى الشرعية، وبأن المطلوب مساهمة كبيرة في العمل على مستوى المساجد والحسينيات، بالاضافة إلى وسائل الاعلام كافة للتعاون في نشر والترويج لمضمون الوثيقة.
وقرأ أوغلو نص الوثيقة، موضحاً أنه تمت مباركتها من قبل شخصيات بارزة بينها شيخ الازهر محمد الطنطاوي، والمرجع الشيعي آية الله محمد النجفي، والداعية الشيخ يوسف القرضاوي، والمرجع الشيعي آية الله محمد حسين فضل الله، ومجلس التعاون الخليجي. ثم دعا الشخصيات العراقية الشيعية والسنية، التي حضرت من العراق في طائرة ملكية سعودية خاصة، إلى توقيعها، وفقاً للترتيب الابجدي للاسماء.
وبعد توقيع الشخصيات العراقية السنية والشيعية على الوثيقة، تمت قراءة رسائل من مراجع دينية عراقية بارزة اهمها آية الله علي السيستاني. وعقد مؤتمر صحافي موجز ترأسه أوغلو، بمشاركة الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي، والسيد محمد محمد الحيدري. وشدد أوغلو فيه على أن حدث توقيع الوثيقة هو مجرد لقاء من اجل توقيع فتوى أجمعت عليها الامة الاسلامية، وليس مؤتمرا البتة. وقوة الوثيقة تنبثق من الاجماع الذي حظيت به من كافة علماء الدين في أعضاء المنظمة الاسلامية ال.57
أضاف أوغلو أنه ستكون هناك لجنة متابعة لتنفيذ الوثيقة، موضحاً انه لم تتم دعوة سياسيين إلى التوقيع لأن الوثيقة ذات طابع ديني وليس سياسي. لكنه أكد أنه كان على اتصال مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي أبدى موافقته والعديد من الوزراء والمسؤولين يؤيدون الوثيقة.

تتألف وثيقة مكة لوقف الاقتتال المذهبي بين العراقيين من عشر فقرات، تستند كلّ منها إلى آية قرآنية أو إلى حديث نبوي يدعم فحوى البنود العشرة التالية:
1 تحريم تكفير المسلم لأخيه المسلم.
2 تحريم سفك دم المسلم وخطفه وتهجيره، وتحريم الاعتداء على ماله أو على أهله.
3 تحريم الاعتداء على دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين، ومنع اغتصاب المساجد والحسينيات أو استخدامها في أمور مخالفة للشرع.
4 تحريم الجرائم المرتكبة باسم الهوية المذهبية.
5 تحريم إثارة الحساسيات المذهبية والعرقية، وإطلاق الأوصاف المشينة على السنة والشيعة.
6 الدعوة إلى الوحدة والتلاحم والاحتراز من سعي الآخرين لإحداث الفتن.
7 الدعوة إلى إطلاق سراح المخطوفين الأبرياء والرهائن المسلمين وغير المسلمين، وإعادة المهجّرين إلى أماكنهم الأصلية.
8 دعوة الحكومة العراقية إلى إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء، وإجراء محاكمة عادلة عاجلة للمتهمين، وتنفيذ مبدأ المساواة بين المواطنين بدقة.
9 تأييد كل الجهود والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين العراقيين.
10 دعوة السنة والشيعة في العراق إلى الاتحاد من أجل إنهاء الاحتلال، واستعادة الدور الريادي الحضاري للعراق.

المصدر:وكالات