هرمون الذكورة سبب الأزمة المالية

04-10-2009

هرمون الذكورة سبب الأزمة المالية

بإمكان حواء أن تتنفس الصعداء هذه الأيام، بعد أن برأتها مراكز بحث عالمية، وفريق من العلماء من دم الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة.

فقد رجحت (لاحظوا أن المسألة مجرد ترجيح فقط) دراسة حديثة، أن يكون هرمون الذكورة المعروف عالمياً باسم التوستستيرون، وراء الأزمة العالمية.
 لقد اتهمت حواء كثيرا بأنها تسببت بكوارث بين الحضارات و بحروب تاريخية، كحرب طروادة التي خطف فيها الأمير الطروادي بارس الأميرة الإغريقية الجميلة هيلين.

وعلينا أن نلاحظ أن هيلين تلك حُملت مسئولية الحرب، رغم أن بارس هو الذي خطفها ولو كان بموافقتها، أي أنه نصف المشكلة إن لم يكن كلها، إذا أردنا أن نكون منصفين.وعلى أية حال، فان هذه التهمة التي تعد أكثر حداثة والتي يجري الآن لصقها بالرجل، هي أن الرجل مسبب الكوارث الاقتصادية والأزمات المالية، التي كانت تتهم بها أيضا حواء «المسرفة».

فقد خرج فريق علمي من جامعة هارفارد الأمريكية بأبحاث، خلصت الى أن أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية التي أربكت الموازين خلال العامين الماضيين، هي الحضور الكبير لهرمون التستوستيرون الذكوري، في أسواق المال والبورصات العالمية.

وتقول الدراسة إن الرجال يميلون عادة الى المغامرة في الاستثمار، وهو ما يشكل رمزياً أحد أوجه الأزمة الاقتصادية العالمية، التي بدأت بالإسراف الشديد في عمليات الإقراض غير المسئول.

وقد حاولت الدراسة، أن تضع تقديراً دقيقاً بعض الشيء عندما قدرت أن الرجال الذين يزيد لديهم هرمون التستوستيرون بنسبة 33 % عن المعدل المتوسط يتجهون نحو الاستثمار بنسبة 10 %.

أما حواء فهي بحسب الدراسة متحررة من نزعة المغامرة، و تميل إلى الاستثمار على نحو محدود وبأقل مخاطرة ممكنة، رغم أن كل الدراسات الأكاديمية كانت تحاول في السابق غض النظر عن نون النسوة باعتبار أنها بطبيعتها، أكثر تعقلاً وحذراً في تعاملاتها المالية من الرجال.

ولم تنس دراسة جامعة هارفرد، أن تقول في النهاية أن أحوال السوق المالي العالمية، كانت ستكون أفضل بكثير لو كان للنساء مركز الصدارة فيها. بل قالت أيضاً أنه ربما كان من الممكن تجنب الأزمة المالية برمتها لو أن المرأة التي جرى تغييـبها عن لعب دور «الرئيس» في عالم المال والأعمال لصالح الرجال، كانت موجودة بالفعل.

وبعيدا عن هرمون التوستستيرون الذكوري، تمكن هرمون آخر من دخول قاموس الأزمة العالمية الراهنة هو هرمون السعادة.

فقد قام فريق من كبار الاقتصاديين العالميين والمفكرين الاجتماعيين بتأسيس منظمة باسم «منظمة الاقتصاد الجديد» New Economic Foundation، وهذه المجموعة تعارض مجمل الأسس والمبادئ التي تسير الاقتصاد العالمي وتحديدا ترفض فكرة «النمو الاقتصادي».

أما المؤشر المستحدث، فهو مؤشر الكوكب السعيد Happy planet indexباعتبار أن هذا المؤشر أكثر دقة وشمولية، وهو يرصد معدل السعادة وطول العمر ومن ثم تتم قسمتهما على الكلفة أو مستوى الاستهلاك.

كما أن الرئيس الفرنسي نيقولاي ساركوزي هو الآخر دعا إلى تغيير أسس احتساب التقد الاقتصادي وجعل السعادة البشرية معياراً أساسيا للنمو الاقتصادي.

هكذا إذاً.. لانمو اقتصادياً.. دون سعادة!!

والعالم إذاً ذاهب إلى معتقد جديد، لجلب السعادة للبشرية، فقريبا سيصبح مؤشر الناتج المحلي الاجمالي GDP في طريقه إلى الاستبدال بمؤشر أكثر عقلانية وواقعية وهو السعادة المحلية الاجمالية GDH.

أرأيتم كيف يتغير العالم؟ وكيف تتغير المفاهيم والاتجاهات؟.

هرمون الذكورة هو السبب. نعم هذا صحيح.

أنيس ديوب

المصدر: أرابيان بزنس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...