هدر الأطعمة.. مشكلة عالمية

03-11-2013

هدر الأطعمة.. مشكلة عالمية

يُلقى سنوياً ثلث المواد الغذائية المعدة للبشر في القمامة ما يؤثر سلباً على البيئة ويتطلب بذل جهود لمكافحة هذه الظاهرة الضارة، خصوصاً أنّ حل مشكلة بقايا الأطعمة قد يقضي على المجاعات في بلدان العالم، وإن كان ذلك لا يبدو يسيراً.
وتبلغ قيمة المنتجات الغذائية التي ترميها كل أسرة في بريطانيا، مثلاً، حوالي 800 يورو سنوياً، إذ ينتهي المطاف بالكثير من المأكولات الغذائية في القمامة. هذا الرقم أظهرته مؤخراً دراسة أجرتها منظمة بريطانية غير حكومية تحمل اسم «برنامج العمل للنفايات والموارد».
ويهدر تجار المواد الغذائية والمستهلكون التابعون لـ«تيسكو»، وهي أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا، حوالي 60 ألف طن من المواد الغذائية سنوياً، وهو ما تسعى شركة «تيسكو» لتغييره.
ويبدو أن عروض البيع المغرية للزبائن مثل «اشترِ قطعتين واحصل على الثالثة مجاناً» أو المنتجات الغذائية بعبوات كبيرة ستصبح نادرة في المستقبل، فهي تدفع الزبائن إلى شراء كميات أكبر من احتياجهم بحسب ما ترى شركة «تيسكو». وتسعى الشركة لتوثيق عملها مع المنتجين مستقبلاً، وذلك بتحسين طرق نقل المواد الغذائية ومنح الزبائن المزيد من النصائح لتخزين الطعام.
وبريطانيا ليست البلد الوحيد في العالم التي ترمى فيها المواد الغذائية غير المستهلكة، بل أنّ هدر الأطعمة مشكلة عالمية يجب التصدي لها على جميع المستويات بحسب رأي ديفين نيجه من منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة للأمم المتحدة.
وتؤكد نيجه على ضرورة توعية المستهلك بخطورة هدر المواد الغذائية. وتقول «علينا بداية أن نبدأ بتوعية المستهلكين بأنّ هدر المواد الغذائية هو مشكلة كبيرة»، وتنصح بضرورة تقليل وجبات الطعام وإعادة تدوير بقايا الطعام وشراء الحاجيات لفترات طويلة والتبرّع ببقايا الطعام إلى المحتاجين.
وترى نيجه أن مشكلة هدر المواد الغذائية لا تتعلق بالمستهلكين فحسب، إذ ثمة جوانب أخرى تتعلق بسياسة الحكومات والمنظمات الدولية، وينبغي على الجميع تغيير مواقفهم تجاه المنتجات الغذائية.
وتعتمد السياسات الزراعية في بلدان متقدمة عدة على تحفيز المزارعين لإنتاج محاصيل أكثر من المطلوب، بحسب ما تؤكد نيجه. وتستطرد قائلة أنه «إضافة إلى ذلك، فالتكنولوجيا المستخدمة غير فعّالة وهذا ما يعمّق المشكلة»، إذ يوجد نقص في التقنيات اللازمة للحدّ من الخسائر المتعلقة بسلسلة الإنتاج، كوجود تقنيات حديثة تساعد على حفظ المواد الغذائية القابلة للتلف طازجة لمدة طويلة.
وفي موازاة ذلك، فإنّ لشركة «ريفوود» الألمانية طريقة خاصة للتخلص من بقايا الطعام وبأسلوب صديق للبيئة. إذ تقوم الشركة بجمع بقايا الطعام وغيرها من البقايا التي تنتج عن صناعة المواد الغذائية ومتاجر المواد الغذائية والمطاعم لتحولها إلى طاقة.
يذكر أن الشركات الألمانية التي تتعامل مع المواد الغذائية ملزمة قانوناً بالتخلص من بقايا المواد الغذائية، بحسب ما يؤكد نيكولا بوي من شركة «ريفوود». ويضيف أنّ «إحضار بقايا الطعام إلى مكب النفايات غير مسموح به، فالغذاء يفسد وينتج عن ذلك غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري»، ما دفع شركة «ريفوود» إلى التفكير في إعادة تدوير بقايا المنتجات الغذائية.وبإعادة تدوير البطاطا والجزر يتم إنتاج الديزل أو الغاز المسال أوالسماد العضوي الذي يسمح للمزارعين باستخدامه ثانية، بحسب ما يوضح بوي،


(عن «دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...