نهب محال اللبنانيين في كينشاسا

25-03-2007

نهب محال اللبنانيين في كينشاسا

كان التجار اللبنانيون في حي الاعمال بوسط كينشاسا يتحسرون امس على خسائر فادحة لحقت بهم من جراء تعرض متاجرهم للنهب على ايدي حرس نائب الرئيس السابق جان - بيار بيمبا الخميس ثم جنود الحرس الرئاسي الجمعة.
وقال محمود حجازي وهو تاجر لبناني في الستين من العمر وبدا عليه الاحباط: "لقد نهبوا من الملابس وحدها ما يوازي قيمة 70 الف دولار، يضاف اليها مخزون من 657 هاتفا نقالا قيمة الواحد نحو مئة دولار".
ويضيف وهو بالكاد يقوى على النظر الى الرفوف الفارغة المقلوبة ارضاً والزجاج المحطم في متجره: "اعيش في الكونغو منذ 20 عاما. تعبت. لا ادري ماذا سأفعل". وسبق لمحاله ان تعرضت للنهب عامي 1991 و1993 من عسكريين تابعين لنظام الديكتاتور الزائيري موبوتو سيسي سيكو لم يتقاضوا اجورهم. ويقول بصوت خافت: "لا يمكن اطلاقا اعتياد ذلك. نأمل دوما ألا يحصل".
وينهره لبناني شاب من سكان الحي جاء يستعلم عنه والغضب يسيطر عليه: "ماذا تفعل حتى الان في هذا البلد؟ عد الى ديارك".
وعند مستديرة فوريسكوم على مسافة بضعة امتار، نهبت كل محال الملبوسات والهواتف تقريباً خلال المواجهات الدموية التي دارت بين الجيش النظامي وحرس بيمبا واستمرت يومين.
وروى كول الذي يعمل ناطوراً: "كان جنود بيمبا اول من بدأ بخلع ابواب متاجر اثناء فرارهم الخميس لسرقة بعض الملابس والتخلص من بزاتهم العسكرية".
وكانت البزات لا تزال مبعثرة في شوارع الحي. وقال: "الجمعة كان دور الجيش. وقفنا متفرجين امام كل هذه المشاهد المؤسفة ولم يكن في وسع اي كان منعها. كان الجنود يطلقون النار في كل مكان عند سماع اي صوت".
وفي احد المتاجر القريبة من المستديرة تظهر آثار دماء على آلة طابعة وعلى الرفوف التي كانت تعرض عليها احدث الهواتف النقالة.
ويقول صاحب المتجر مسعود فواز (26 سنة)، مشيراً الى الاثار الحمراء الداكنة: "انهم وحوش، لقد حطموا الزجاج بايديهم". وروى: "لقد رأيتهم. كانوا من الحرس الرئاسي. جئت الى هنا قرابة الساعة السادسة مساء امس بعدما اخطرني احد ما بأن النور مضاء في محلي، وحين اقتربت تقدم عسكري الى الباب وهو يصوب سلاحه في اتجاه المدخل".
ويقول واقفاً في القاعة الخلفية للمتجر امام خزنته المخلوعة انه لن يعود الى لبنان، ويضيف: "لدي القوة للبقاء هنا. لقد فقدت حمولة، ولكن ستصلني حمولات اخرى. يجب ألا ينتصر هؤلاء الاشخاص".
ويرى احمد حسن الذي يبيع ادوات منزلية كهربائية واجهزة كومبيوتر انه لا يمكن تناسي الخسائر، موضحاً: "لقد اهدرت آلاف الدولارات. ازالوا في يوم واحد سنوات من الاستثمار". وقال التاجر الاربعيني: "على الحكومة ان تساعدنا على مواجهة هذا الوضع من خلال خفض الضرائب مثلا، حتى نتمكن من الانطلاق مجددا". ويتدخل تاجر لبناني شاب ليقول بسخرية: "الحكومة؟ الارجح انها ستطلب منا ان ندفع حتى يسمح لنا بالبقاء".

المصدر: و ص ف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...