مفاجأة انتخابات ولاية ماساشوستس الأميركية: الدلالات والإشارات

24-01-2010

مفاجأة انتخابات ولاية ماساشوستس الأميركية: الدلالات والإشارات

الجمل: شهدت ولاية ماساشوستس الأميركية قبل ثلاثة أيام انعقاد جولة انتخابية استثنائية لاختيار مرشح الولاية لتولي عضوية مجلس الشيوخ الأميركي بدلا عن السيناتور الراحل تيد كينيدي: أثارت نتيجة انتخابات ولاية ماساشوستس ضجة كبيرة تفوق ضجة الحملات الانتخابية التي دارت قبلها, فما هي أبعاد ودلالات ما حدث في هذه الانتخابات:
المفاجأة التي حملتها نتيجة الانتخابات:massachusetts
تعتبر ولاية ماساشوستس من أبرز وأهم معاقل الديموقراطيين في الولايات المتحدة الأميركية, وتحديدا عائلة كينيدي الشهيرة, وعلى الخمسين عاما الماضية, ظلت هذه الولاية حكرا لنفوذ الديموقراطيين, والذين ظلوا, حتى انتخابات العام الماضي الرئاسية يحصلون بكل سهولة على أصوات ناخبيها, وبأغلبية كبيرة تتيح للديموقراطيين تغطية خسائرهم في الولايات الجمهورية الأخرى.
بعد فرز الأصوات, تم إعلان النتيجة هذه المرة بفوز المرشح الجمهوري المحافظ سكوت براون, وبأغلبية ليست قليلة عن منافسه المرشح الديموقراطي..
أكدت التحليلات وتعليقات المراقبين والتقارير الصحفية, بأن فوز الجمهوريين في ولاية ماساشوستس, هو أمر استثنائي ونادر الحدوث, ويحمل المزيد من الإشارات الخطرة للديموقراطيين في الكونغرس, وأيضا لإدارة أوباما, وذلك لجهة الآتي:
•وجود عملية تحول في الرأي العام الأميركي لصالح الجمهوريين.
•تآكل شعبية الحزب الديموقراطي في الولايات التي تمثل معاقله الرئيسية.
•إن الحزب الجمهوري أصبح في هذه اللحظة قادر على الفوز على الحزب الديموقراطي في سائر اتحاد الولايات الأخرى, وبكل سهولة.
سوف لن تتوقف تداعيات نتيجة انتخابات ولاية ماساشوستس, عند مجرد صعود السيناتور الجمهوري المحافظ سكوت براون ليحل محل السيناتور الديموقراطي الليبرالي تيد كينيدي في مجلس الشيوخ الأميركي, وإنما سوف تمتد هذه التداعيات لتطال المزيد من الأبعاد المؤسسية السياسية داخل الحزب الديموقراطي, وداخل الأجهزة والكيانات السياسية الأميركية.
لعبة صراع الجمهوريين-الديموقراطيين: إلى أين؟Senator Scott Brown
تؤكد كل الإحصائيات والقياسات الكمية للأرقام والمعلومات, بأن الحزب الديموقراطي الأميركي هو الأكثر عددا والأكبر حجما لجهة الانتشار في الولايات المتحدة الأميركية, وبأن الحزب الجمهوري الأميركي هو الأكثر قدرة وبراعة في استخدام المناورة وإدارة الحملات, إضافة إلى تميزه بوفرة الموارد المالية والإعلامية.
يتميز الديموقراطيون بالاهتمام أكثر فأكثر بالشأن الداخلي الأميركي, وبالتالي, تراهن الإدارات الجمهورية على إعطاء الأولية لجدول أعمال السياسة الداخلية, وتغليبه على جدول أعمال السياسة الخارجية.
أما بالنسبة للجمهوريين, فهم أكثر اهتماما بالشأن الخارجي الأميركي, وبالتالي, فقد ظلت الإدارات الجمهورية تراهن على أولوية جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية, وتغليبه على جدول أعمال السياسة الداخلية الأميركية.
وتأسيسا على ذلك, فإن فوز المرشح الجمهوري سكوت براون في ماساشوستس, يمثل في حد ذاته النقطة الفاصلة, التي يتوجب على إدارة أوباما الوقوف عندها, والقيام بعملية تحول سريعة في أجندة الإدارة الأميركية الحالية, باتجاه, إعطاء اهتمام أكبر بأجندة السياسة الخارجية الأميركية, إضافة إلى إجراء التعديلات الحاسمة في أجندة السياسة الداخلية الأميركية.
أبرز المشاكل التي سوف تواجه إدارة أوباما الديموقراطية, سوف تحدث خلال الفترة القادمة, وتحديدا في مجلس الشوخ الأميركي, وذلك بسبب الآتي:
•تغير صيغة توازن القوى: يتكون مجلس الشيوخ الأميركي من 100سيناتور, وبصعود السيناتور الجمهوري الجديد سكوت براون, يصبح التوازن هو: 58 سيناتور ديموقراطي-40سيناتور جمهوري -2 سيناتور مستقل.
•مخاوف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي "السيناتورات الديموقراطيين" وأعضاء مجلس النواب الأميركي "المشرعون الديموقراطيون" من احتمالات خسارتهم لمقاعدهم لصالح الجمهوريين في انتخابات الكونغرس القادمة.
إن التغيير الذي حدث في معادلة التوازنات داخل مجلس الشيوخ الأميركي, إضافة إلى مخاوف أعضاء الكونغرس الديموقراطيين, سوف تشكل عوامل ضغط جديدة, إزاء توجهات سياسات إدارة أوباما, فالمزيد من الديموقراطيين سوف يقفون إلى جانب اقتراحات ومشروعات الجمهوريين, وهذا معناه, أن مشروع الضمان الصحي الذي تراهن عليه إدارة أوباما سوف لن يرى النور بسهولة, طالما أن الجمهوريين يعارضونه, وطالما أن العديد من الديموقراطيين, سوف يقفون إلى جانبهم, أما بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية, فمن المتوقع أن يقف أعضاء الكونغرس الديموقراطيين إلى جانب اقتراحات الجمهوريين القائلة بضرورة تصعيد حرب أفغانستان والعراق, والموافقة على المزيد من ميزانيات تمويل الحرب ضد الإرهاب, فهل يا ترى سوف تتراجع إدارة أوباما الديموقراطية عن توجهاتها, أم أنها سوف لن تهتم وتمضي قدما في ممارسة سياسة الهروب للأمام.؟
 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...