معرض لجثث تمارس الجنس يثير جدلاً في ألمانيا

08-05-2009

معرض لجثث تمارس الجنس يثير جدلاً في ألمانيا

عرض في معرض الجثث المتنقل  في برلين، جثتين لرجل وامرأة وهما يمارسان الجنس، ليزداد الجدل المثار حول هذا المعرض الذي يتم فيه عرض 200 جثة بشرية في مختلف مراحل الحياة، من الحمل وحتى الشيخوخة، كما تحتوي المجموعة على عدد من الأجنة.المعرض أثار انتقادات بين رواده

وقال تورستين وهليرت المتحدث باسم وزارة الثقافة في برلين إن هناك العديد من الشكاوى حول هذا المعرض، من العامة في الصحف، لكن لم يأت حتى الآن أحد إلى الوزارة ليشتتكي.

وأضاف أن هذا المعرض لا يخالف القانون، قد يخالف الذوق العام، وبالتالي لا يوجد الكثير أمام الحكومة لتفعله حيال ذلك.

كما قال غونثر هاغينز المشرف على المعرض، والذي بات يعرف بألمانيا باسم "طبيب الموت"، إن المعرض يقدم جثثاً يتم عرضها بما تحويه من عضلات وأعصاب والأربطة، مستخدمين تقنية حفظ لهذه الجثث اسمها plastination، وتتضمن العملية تفريغ الجثة من السوائل والدهون، واستبدالها بمادة بلاستيكية صنعت خصيصاً لهذه الغاية.

ووفقاً للموقع الإلكتروني لعالم التشريح هاغينز، فإن الهدف من هذا المعرض هو "تعريف الناس بتركيبة الجسم ووظائف كل جزء فيه، كما يعد فرصة نادرة لرؤية مدى تعقيد تركيبة أجسامنا، وأهمية المحافظة عليها للحياة بشكل أفضل."

وعن مصادر الجثث المعروضة يقول هاغينز، إن الجثث تأتي من متبرعين بها، أناس أوصوا بعرض جثثهم في هذا المعرض، أو استخدامها في أغراض لعلمية ليستفيد منها الناس.

وعند سؤاله عن كيفية اجتماع الجثتين، وهل فعلاً مات هؤلاء أثناء ممارسة الجنس أجاب: "الموت والجنس هما من المواضيع المحرمة، لذا جمعتهما معاً، الموت والحياة معاً، بغير الجنس لا يكون هناك حياة."

وكان هذا المعرض قد قسم الآراء في الماضي بين من يرى أن هاغينز قام بهذا العمل ليصدم الناس ويحقق الشهرة، وبين من يرى غير ذلك.

وكانت السلطات البريطانية قد هددت هاغينز بإلقاء القبض عليه باعتبار أن عمله هذا غير مشروع، وذلك بعد مقابلة مع إحدى محطات التلفزة البريطانية، والتي تلقت مئات الشكاوى ضد هاغينز.

وبرر الطبيب فعله هذا برغبته في تبديد الغموض المتعلق بالجثث بعد فحصها، كما لا يمكن جعل الطبيب كالكهنة في القرون الوسطى، الذين لم يكونوا يسمحون للأناس العاديين بقراءة الكتاب المقدس.

المصدر: CNN

التعليقات

لا ادري ما هو مصدر الصدمة في اي عمل فني و خصوصاً فى المجتمع الحديث إلا جرعة زائدة من النفاق الاجتماعي و إشارات التواصل المبالغ بها لمجتمع متكلف . الصدمة مرتبطة الى حد ما بالجهل - بمعنى غياب المعطيات و ليس بالمعنى الأدبي- و هي مرتبطة بالمستقر و هتان صفتان لا يمكن ان تنطبقا على المجتمع المعاصر و بالتالي فإن الحديث عن صدمة لا يمكن ان يبقى في حدود المعنى المعجمي للكلمة و غلا فإن النص االاعلامي سيكون أقرب الى عويل البسوس. أي انه سيقع في كلاسيكية الفتنة. في شرق آسيا القديم كانت الجثث تتر ك عند مجاري الأنهار حتى تهتدي اليها الأرواح في الاسلام - اللاحق حضارياً- كان ثمة تأكيد على مسائل متباعدة و مترابطة و منها كان النظافة و ضرورة التعجيل بدفن الموتى. في الحقيقة لم تكن الأديان عمودية قط كما يبدو بل كانت في جدل أفقي و بالتالي لا يشكل الخطاب الديني قطيعة كما يحاول الأصوليون الادعاء. و خصوصاً إذا عرفنا أن الحضارة القديمة مثل يومنا هذا تنتقل بالتجارة ! و هذا ما يفسر تسرب روائح العطور و البخور الى شوارع دمشق و مولاتها و متاجرها و هو ما خبره التجار في الخليج و هو ما قدم الى الخليج من آسيا. معرفياً يقوم توازن العامة على مفهوم الحجاب. و هذا هو معنى قوله تعالى لقوم عيسى عليه السلام أنكم إن رئيتموني تموتون. بنفس المعنى يقف النسيان كحجاب و هو ىلية نفسية تقوم بعزل الخبرات الشعورية و يحبطها. و لهذا قالت العرب في نعيم الجاهل و قلق العارف. في يومنا هذا و منذ الأزل نعيش في نظام كراديس , حيز, مصنفات... و نخلق جدران عزل وهمية أو واقعية : خطوط على الخرائط, جدران, كودات لغوية... و لو اننا فتحنا كل هذه الفضاءات على بعضها لوقعنا في حيص بيص. فرؤية الجثث ليست مسألة مألوفة لصانع زجاج. و لكنها مالوفة في جامعة الطب و في المشافي و في ا لمقابر. و الموت نفسه ليس مفاجئاً فخبرتنا مع الموت قد تكون الخبرة الوحيدة الحية منذ ابينا أدم - أو القرد- و تاريخنا البشري لا يخلو من جدل حول كثير من المسائل الخلافية أخلاقياً و التي يعد الدين اللاعب الأساسي كمرجعية في قرائتها . و هنا لا بد لنا من الاشارة الى ان الانسان لا يزال بدائياً . فلا تزاال المادة أقدر على صدمه من الفكرة. فموضوع مثل التحويلات الجينية يعد اكثر خلافية و اعمق تاثيراً و لكنه شبه مجرد و لهذا لا يتم الحديث عن صدمة حول أبحاثه التي يتم الاشارة اليها من وقت لآخر. المسألة التي نحن بصددها هي ان الفن تجاوز هويته التي تمركز حولها لعقود و تحول الى براند -علامة قيمة- و يمكن الاستفاضة في غير مكان حول تحول الفن الى قيمة عامة عابرة للهوية بهدف ردم الفجوات الناتجة عن القفزات المعرفية ضمن المنظومات الواحدة او فيما بينها. و عليه من الطبيعي ان نتوقع بث العمليات الجراحية الكبرى على شاشات التلفزة تماماً مثل بث المباريات الرياضية. و التجاور الديني و نشوء المجتماعات المدنية المختلطة سيسهل نشوء القانون الشرطي أو الاتفاقي كبديل عن القوانين الشمولية . و أبسط مثال عنه هو ما نجده في عالم الانترنيت عندما يضعون اي مادة مسبوقة باشارة الى ان تصفحها يقع بالمسؤولية على المتصفح. و تكون ضغطة مفتاح الدخول بمثابة التوقيع الالكتروني الذي يعفي الموقع من اية تبعات قانونية. هل الموت جديد في الفن حتى نتحدث عن صدمة؟ أم انه الجسد المفتوح بعد ان اسقط عنه حجاب الجلد و حماية الدين؟ ثمة صدمة دائماً عندما نقابل الموت و لكن هذه الصدمة أصغر من ان تشغل عالم الفن و غن كانت لتشغل فغنها ستشغل بقية العالم و لكن هذا ليس جديد على البشرية فالتغيير لم يكن قط مسألة يسيرة و أمر النبي محمد عليه السلام لأصحابه بتكسير الأصنام - ألهة بالنسبة للآخر- هو نقلة معرفية تتسم بالكثير من العنف و الاشكالية- صادمة- و مثل هذا الفعل حدث تاريحياً في سياقات مختلفة و أحدها تمزيق الوليد بن عبد الملك للقرآن الكريم و تحديه للذات الالهية. في الفن الحديث يمكن الوقوف على تجارب مرتبطة بالمحرم في كثير من المستويات السياسية و الاجتماعية و منها معظم فنون الحركة النسائية في الستينات . جنس, جسد... قد تكون السوائل هي اكثر العناصر الفنية التي تحمل دلالات جنسية او انسانية مثيرة للجدل : الدم, البول, المني, الغائط... اعمال فنية من قبيل الغائط المعلب لمانزوني Piero Manzoni , و مسيح يغرق في البول لسيرانو Andres Serrano أعمال الفوتوغراف ذات الجمال الكلاسيكي المشبع موتاً لجويل بيتر ويتكن Joel-Peter Witkin كلها أثارت جدلاً حول المحرم و لكنها بقيت في التارخ المعاصر للفكر البشري كايقونة. اعمال الفنان- ؟؟؟؟؟- دافيد نوبيرا David Nebreda تكاد تتجاوز بقونها الحس البلاستيكي لمعرض الجثث. فدافيد نوبيرا يصنع من نفسه جثة حقيقة متحركة و يقوم بدرس تشرح على جسده الحي. السؤال هو ما الذي يصنع الصدمة في المجتمع المعاصر؟ أم انها قيمة تجارية تضاف لتصنع المنتج و تحقق رواجه؟ لقد تجاوز العالم الأزمة الأخلاقية للحروب , و جماعات حماية الحيوانات يخشون من الاجابة عن الجدوى الحقيقية من القتل . فقتل ملفوفة او تفاحة ليس اقل عنفاً من قتل الخاروف فقط لن التفاحة صوتها ليس مسموع.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...