مسلسلات الشام يؤرّقها الحبّ والجنس... والعشوائيّات

03-04-2009

مسلسلات الشام يؤرّقها الحبّ والجنس... والعشوائيّات

بدأ أخيراً تصوير مجموعة مسلسلات سورية أبرزها «قلبي معكم» و«قاع المدينة» و«عن الخوف والعزلة». تختلف مواضيع الأعمال الثلاثة، يجمعها مشاركة نخبة من الممثلين السوريين. هكذا، يسيطر الموضوع الطبّي على «قلبي معكم». علماً بأنّ الساحة الدرامية خلت من أي عمل يسلّط الضوء على حياة الأطباء منذ مسلسل «الطبيبة» الشهير (1988) للمخرج فردوس الأتاسي. يطلّ العمل الجديد للكاتبة أمل حنا والمخرج سامر برقاوي على عالم الأطباء بأبعاده الإنسانية، من خلال محاولة تقديم صورة مثالية عن هذه المهنة وعجز ممارسيها عن بلوغ هذا المثال. «قلبي معكم» الذي تنتجه شركة «سورية الدولية» يؤدّي بطولته عباس النوري وعبد المنعم عمايري وضحى الدبس وريم علي ونادين تحسين بك ونضال سيجري وحسن عويتي وتاج حيدر وأيمن رضا.نادين تحسين بك وعباس النوري في «قلبي معكم».
وتدور أحداث المسلسل حول الطبيب بشر (عباس النوري) صاحب مستشفى خاص ورثه عن والده. ويعمل بشر بكدّ بغية افتتاح قسم جديد متخصص في الجراحة التجميلية. وذلك للإفادة من موارده المادية لتحقيق حلمه بإنشاء مستشفى مجاني. وتتجاوز علاقة الطبيب بمرضاه مسألة العلاج إلى الاهتمام بشؤون حياتهم. هنا، سنتعرف إلى قصص عدد من المرضى، كالمسنّ الذي لا يريد أن يكون عالة على أولاده، والفتاة التي تحاول الانتحار، والمريض ذي الحالة المستعصية. كما نتعرف إلى طاقم المستشفى من أطباء وممرضين وقصصهم. يتزوج بشر حنان (نادين تحسين بك) التي تصغره كثيراً. ويكتشف بعد الزواج أنها عاجزة عن ملء حياته العاطفية، فتنشأ علاقة بينه وبين أمل، المرأة الناضجة والمتزوجة. ومن شخصيات المستشفى، الطبيب فؤاد الذي جاء من الريف وتزوّج بسهير شقيقة حنان، والممرضة اعتدال وزوجها صابر. ولبشر ولدَان هما هاني وسهير، يوجّه أحدهما لدراسة الطب ليتابع إرث العائلة ويساعده على تحقيق مشاريعه، لكن هاني يكتشف أن الطب ليس المهنة التي خلق لها، ما يقود إلى تعقيد الوضع. ومع تطور الأحداث، يتحول مشروع بناء المستشفى المجاني إلى خشبة خلاص لشخصيات المسلسل.
يذكر أنّ اختيار المخرج الشاب سامر برقاوي أتى بعد اعتذار سيف الدين سبيعي الذي بدأ بتصوير مسلسل «عن الخوف والعزلة» لمصلحة الشركة نفسها. أما «عن الخوف والعزلة» فقد بدأ تصويره منذ فترة وجيزة، وهو من تأليف فادي قوشقجي ومن بطولة عبد المنعم عمايري وكاريس بشار ورفيق سبيعي وثناء دبسي وسليم صبري وميسون أبو أسعد وزهير عبد الكريم وسوسن أرشيد ونجاح سفكوني.
ينطلق المسلسل من السؤال عمّا يحدث عندما يفقد الإنسان الحبّ والاستقرار العاطفي والجنسي؟ وكيف ينعكس ذلك على سلوكه؟ وكيف يستطيع أن يبني حياته بمعزل عن حياة شخصية حميمة؟ أبطال العمل هم أربعة إخوة تمثّل الحروف الأولى من أسمائهم مفردة «الحب» (أكرم، لميس، حسام، بسمة)، لكن هذه المفردة تغيب عن حياتهم فيتّجهون إلى بناء عوالم سرية بديلة.
ويتطرق العمل إلى صراع القيم، وخصوصاً الصراع بين الأخلاق العامة والشعور بالانتماء، وبين من يبحثون عن منافعهم الشخصية لكنهم يغلّفون نزعاتهم المصلحية بطلاء أخلاقي. وهؤلاء قد ينتمون فكرياً على الأقل إلى السلطة أو المعارضة، لكن من دون أن يتخذ العمل طابعاً سياسياً. بل تسلّط الأحداث الضوء على حالات فردية قد تكون في موقع السلطة، أو تمثّل شكلاً من أشكال المعارضة.
إلى جانب «قلبي معكم» و«عن الخوف والعزلة»، فإن عملاً جديداً يتناول بيئة العشوائيات في طور التحضير وهو «قاع المدينة» للكاتب محمد العاص، والمخرج سمير حسين (إنتاج شركة «عاج»). العمل الجديد من بطولة أيمن زيدان وباسم ياخور وعبد المنعم عمايري وغسان مسعود وجيني إسبر وكندة حنا ولينا حورانة وأماني الحكيم. تدول الأحداث في أكثر من محور. من جهة، هناك شخصية طلال، مدرّس الفنون الذي يحلم بإقامة معرض لرسومه يحسّن من خلاله وضعه المادي لكن فيضان المجارير في الحي يتلف أعماله. يتعرّف طلال إلى روعة مدرّسة الموسيقى الانتهازية وسيترك زوجته رنا من أجلها. من جهة أخرى، هناك جهاد، الإنسان البسيط الذي يملك محلاً لمواد البناء لكنه يتورط في جريمة قتل بالخطأ. إضافةً إلى شخصية أبو ربيع الرجل المتقاعد المتزمت أخلاقياً في الظاهر، الذي يتبع نزواته على حساب حياة عائلته... وبمعزل عن هذه المحاور الأساسية، يتشعب المسلسل إلى قصص رديفة وشخصيات ثانوية كأبي ماهر وغرامياته مع السكرتيرات، وأبي جميل وزوجته وابنته سمر وخطيبها الكهل، وخالد وشقيقته المدمنة على المخدرات التي يتفانى في مساعدتها. وبين حاجة أبطال العمل إلى تحقيق مآربهم حتى بطرق غير مشروعة، وبين بزوغ العواطف الإنسانية والشعور الأخلاقي، تتصاعد الدراما المشوّقة ذات الملمس الواقعي.

 

«أجدب نوترشام»

 مسلسل «عن الخوف والعزلة» ليس العمل الأوّل الذي يقدّم فيه الروائي والسيناريست فادي قوشقجي نصاً يحتوي على طروحات فكرية، وخصوصاً بعد الجدل الذي أثاره عمله الأخير «ليس سراباً» إضافة إلى باقي نصوصه كـ «على طول الأيام»، و«فجر آخر». أما سيف الدين السبيعي مخرج العمل، فيبدو أنه لم يقرّر بعد إذا كان سيستأنف العمل في الجزء الثالث من سلسلة «الحصرم الشامي»، في وقت رُشِّح فيه لإخراج المسلسل الكوميدي «أجدب نوترشام»، الذي يروي السيرة الذاتية لنصّاب فاشل يسرق المواطنين ثمّ يتعرّف إلى السياسيين ليصبح سياسياً كبيراً .

منار ديب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...