مادوف في السجن لـ150 سنة

30-06-2009

مادوف في السجن لـ150 سنة

برنارد مادوفاختار قاضي المحكمة الفدرالية في نيويورك، أمس، أن ينزل أقصى عقوبة ممكنة على رجل الأعمال الأميركي اليهودي الشهير برنارد مادوف، المتهم في أكبر فضيحة نصب مالي في تاريخ الولايات المتحدة، فقضى بمعاقبته بالسجن لمدة 150 عاماً.
وأعلن القاضي ديني شين أنه «حكم على برنارد مادوف بالسجن 150 عاماً. هذا ما قررته هذه المحكمة». وتردّد التصفيق والهتافات في أنحاء قاعة المحكمة، في حين وقف رئيس مجلس إدارة «ناسداك» سابقاً منكس الرأس، وقد شبك يديه أمامه، قائلاً إنه «سيعيش مع الألم» ما تبقى من عمره.
وكان هذا الابن المدلل السابق للأوساط المالية، الذي تلاعب لمدة 30 عاما بمليارات الدولارات التي عهدت بها إليه مصارف وأثرياء ومنظمات خيرية معظمها يهودية، اقر بذنبه في 12 آذار الماضي في إحدى عشرة تهمة وجهت إليه بينها النصب والحنث باليمين وتبييض الأموال والسرقة.
وكانت فضيحة «أمير وول ستريت» قد انفجرت عصر 11 كانون الأول عندما صدر عن مكتب نيابة نيويورك والشرطة الفدرالية بيان مقتضب يفيد باعتقال رجل الأعمال المشهور والرئيس المدير العام السابق لمؤسسة «برنارد مادوف انفستمنت سيكوريتيز».
وما زاد من أهمية هذه القضية، هو أن غالبية ضحايا مادوف كانوا من أبناء جلدته، من الأميركيين اليهود، حيث فقدت العديد من الجمعيات الخيرية اليهودية، وكذلك منظمات أميركية صهيونية كانت تقدم الدعم لإسرائيل، مئات الملايين من الدولارات بعد انهيار الإمبراطورية الماليــة التي أسسها.
وفيما تشير مصادر عدة إلى أن الخسائر التي ألحقها مادوف بضحاياه تفوق الخمسة وستين مليار دولار، فإن محاميه زعموا أمام المحكمة أن هذا الرقم مبالغ فيه وأن إجمالي الخسائر يصل إلى ثلاثة عشر مليار دولار فقط.
وفي بداية الجلسة، سمح القاضي لتسعة من ممثلي الضحايا بالحديث قبل إصدار الحكم. وبينما هم يصارعون دموعهم، روى كل منهم كيف انقلب حاله وأسرته رأسا على عقب، وكيف أنهم تحولوا من أثرياء ومتوسطي الدخل إلى معدمين تقريباً بعدما فقدوا كل الأموال التي ادخروها لسنوات التقاعد أو لتعليم أبنائهم في المستقبل.
إحدى الضحايا وصفت مادوف بالوحش والمتجرد من المشاعر الإنسانية، بينما طالب آخرون بألا يكتفي القاضي بإرساله إلى سجن عادي، بل إلى سجن شديد الحراسة لكي يذوق المزيد من المعاناة.
أما ضحية أخرى كانت تعمل عارضة أزياء فدعت الله أن يذهب مادوف إلى الجحيم بعد أن يقضي حتفه داخل زنزانة ضيقة في السجن.
وبعد الانتهاء من سماع شهادات بعض أهالي الضحايا وممثلي الإدعاء والدفاع، سمح القاضي لمادوف بالحديث للمرة الأخيرة، وكان يرتدي بــزة فاخــرة بناء على طلبه بدلاً من ملابـس السجن.
وبدا صوته متحشرجاً، وتوقف لشرب الماء مرات عدة قبل أن يلتفت نحو ضحاياه للمرة الأولى ويخاطبهم مبديا أشد الندم والاعتذار رغم معرفته بأن ذلك لن يعيد إليهم الأموال التي فقدوها. كما حاول تبرئة ساحة زوجته وأبنائه زاعماً أنهم لم يكونوا على دراية بعمليات النصب التي تورط بها، وذلك بعد ورود تقارير عدة تفيد بأنه حول أموالاً طائلة للخارج وقام بكتابة ممتلكات باسم زوجته وأســرته بعد أن عرف أن مؤسسته المالية على وشك الانهيار.
وأدعى مادوف أنه لم يكن يتوقع أبداً فشل استثماراته وأنه كان دائما يعتقد أنه سيتمكن من تعويض الخسائر التي أصابته، ولكنه اكتشف لاحقا أنه كلما تورط في هذه الاستثمارات زادت المصاعب التي يواجهها.
ووجه العديد من ضحايا مادوف انتقادات حادة للحكومة الأميركية وهيئة الرقابة على سوق المال، التي سمحت له بالمضي قدما في احتياله على مدى عشرين عاماً. وطالبوا بتشديد الرقابة على التعاملات المالية. كما شكوا من تعقيد الإجراءات التي قد تستغرق سنوات حتى يتمكنوا من استعادة جزء يسير من أموالهم التي فقدوها.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...