ما هو حجم امبراطورية القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية

25-02-2007

ما هو حجم امبراطورية القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية

الجمل: (737 قاعدة عسكرية للولايات المتحدة= امبراطورية عالمية):عنوان التقرير الذي نشره شالمرس جونسون مؤخرا في صحيفة" آلترنيت " الألكترونية الأمريكية و يقول فيه بأنه كان يتم تقدير حجم الامبراطوريات الاستعمارية بما تسيطر عليه من مستعمرات في العالم، والآن تغيّر الوضع نوعياً للولايات المتحدة فقد أصبح حجم الولايات المتحدة الاستعماري السائد حالياً في العالم يُقاس بعدد القواعد العسكرية التي تملكها في العالم، وذلك لأن الحكومة الأمريكية توظف قواعدها العسكرية في تسيير الشؤون الداخلية للبلدان التي تستضيفها بشكل تقوم فيه بتوجيه هذه الدول سياسياً واقتصادياً واجتماعياً عن طريق وجودها العسكري، تماماً مثلما كان يفعل (المندوب السامي) في الفترة الاستعمارية السابقة.
إن إحصاء عدد القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة حالياً في العالم غير متاح ولا يمكن الحصول عليه، وذلك لأنه يعتبر من الأسرار التي يتكتم عليها بشدة كل من البنتاغون ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض ووزارة الخارجية الامريكية، وكل التقارير الدورية السنوية التي يصدرها البنتاغون تقدم معلومات مضللة للغاية، وبرغم ذلك فقد أفاد مصدر مسؤول شديد الاطلاع بأن القواعد الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم قد بلغ عددها في عام 2005 وحده 737 قاعدة، ومعظم هذه القواعد هي قواعد جوية وقواعد بحرية للقاذفات والمقاتلات والغواصات والبوارج والسفن الحربية، وقد قمنا بعملية تدقيق بسيطة للتأكد من صحة هذه المعلومات عن طريق استخدام المؤشرات المالية، وتبين لنا أن ميزانية الأموال التي تصرّف بها البنتاغون في تمويل قواعده العسكرية الخارجية في عام 2005 قد بلغت 127 مليار دولار. كذلك بلغ عدد الجنود الذين تم نشرهم وتوزيعهم في القواعد الأمريكية الخارجية في عام 2005 حوالي 196975، مع عدد إضافي بلغ حوالي 81425 جندياً، وقد تبين لاحقاً أن الأرقام المتعلقة بعدد القوات في عام 2005م كانت هراء في هراء، وقد كانت الأرقام الحقيقية لعدد الجنود الأمريكيين المتواجدين في القواعد الخارجية حوالي 473306، إضافة إلى أكثر من 30 ألف موظف مدني (شبه عسكري) يعملون في هذه القواعد.
هذه الأرقام بالرغم من ضخامتها إلا أنها تمثل أرقام الحد الأدنى الممكن، وعلى الأغلب أن تكون الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك، وعلى سبيل المثال لم يشر تقرير البنتاغون حول القواعد إلى القوات الامريكية الموجودة في كوسوفو وصربيا، ولم يشر إلى القوات الأمريكية الموجودة في العراق، كذلك حذف التقرير القواعد الموجودة في العراق وأفغانستان والتي تعمل فيها أكثر من 160 كتيبة، وأيضاً لا توجد أي إشارة في تقرير البنتاغون للقواعد الأمريكية الموجودة في إسرائيل وقطر وقيرغيزستان وأوزبكستان. كذلك لم يشر التقرير إلى 20 موقعاً عسكرياً أمريكياً تمت إقامتها داخل الأراضي التركية، وبالقدر نفسه لم يشر البنتاغون إلى منشآت تم بناؤها خارج أمريكا بتكلفة بلغت 5 مليارات دولار، وهي منشآت تم بناءها وتجهيزها من أجل تنفيذ العمليات السرية والتجسسية.
يقول بعض خبراء البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة الأمن القومي الأمريكية بأن عدم الإشارة علناً إلى هذه القواعد يرجع بشكل أساسي إلى رغبة البلدان المضيفة، والتي تتخوف حكوماتها من الإعلان عن وجود قواعد أمريكية في أراضيها، وبالتالي توقع هذه الحكومات موافقات إقامة القواعد مع الحكومة الأمريكية مع اشتراط قاطع وواضح يلزم الحكومة الأمريكية بإبقاء الموضوع برمته طي السرية والكتمان.
يقول شالمرس جونسون بأن المملكة الأردنية الهاشمية يمكن اعتبارها مثالاً لهذه النوع من الدول، وذلك لأنه عندما نقوم دائماً بنشر قوات أمريكية داخل الأراضي الأردنية يبلغ عددها حوالي 5 آلاف جندي موزعة في قواعد داخل الأراضي الأردنية وفي مواجهة الحدود العراقية والسورية، فقد ظل الأردنيون يشددون دائماً بألا يتم الإعلان بواسطة الحكومة الأمريكية عن وجود أي ترتيبات خاصة عسكرية أمريكية- أردنية، أو قواعد أمريكية داخل الأردن، أو وجود عسكري أمريكي داخل الأردن.
وأشار الكاتب قائلاً بأن المملكة الأردنية الهاشمية قد تعاونت بقدر كبير مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تعذيب السجناء والمعتقلين الذين كانت الوكالة تقوم بتسليمهم إلى سلطات المملكة الأردنية الهاشمية من أجل التحقيق معهم نيابة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وعموماً يقول الكاتب بأن الولايات المتحدة عندما لا تكون موجودة في بلد ما بمثابة المحتل أو المخلص كما هو الحال في ألمانيا واليابان وإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية وفي كوريا بعد هدنة الحرب الكورية، فإنه من الصعب جداً أن يتم تأمين أنواع الاتفاقيات والمعاهدات التي تسمح للبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) بأن يقوم بكل ما يرغب في، وقد أدى هذا الأمر إلى جعل البلدان المضيفة للقواعد العسكرية الأمريكية تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما تقوم به القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وبناء على ذلك يمكن القول بأن ما تقوم به القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في بعض الدول العربية ضد العراق على سبيل المثال فإن هذه الدول بالضرورة تتحمل مسؤولية كبيرة في كل الأدوار والوظائف التي قامت بتنفيذها القواعد العسكرية الموجودة في أراضيها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...