لندن: مؤسسات مدنية تروج للمبادرة العربية

تستعد مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني العالمية لطرح مبادرة السلام العربية لـ«التسويق»، في ظل ارتدادات عدوان غزة على عملية السلام وانتخاب اليمين الإسرائيلي المتشدد و«حالة الإحباط» التي تشكلت عموماً حول التوجهات السلمية في المنطقة.
ففي انعكاس جديد للعدوان الإسرائيلي على غزة، قال رئيس «مؤسسة آنا ليند» أندريه أزولاي، في لندن، أمس، إن المؤسسة تنوي عقد اجتماع مع شركائها في العاصمة البريطانية لمناقشة آثار ما جرى في كانون الثاني الماضي من أحداث على عملية السلام، موضحاً أن المبادرة العربية للسلام ستكون إحدى الأدوات التي يمكن لتلك المنظمات استخدامها في الترويج للسلام مجدداً.
وأشار أزولاي، خلال اجتماع لمؤسسات مدنية بحضور باحثين وإعلاميين في لندن، إلى أن مؤسسته وشركاءها سيعملون على الترويج للمبادرة العربية للسلام في أوساط الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها حلاً جيداً وواضحاً، معتبراً أن المبادرة يمكن أن « تكون موضوعاً للنقاش بين أفراد هذين المجتمعين»، مشيرا إلى انه «يمكن الاستفادة أيضاً من الزخم الأميركي المؤيد لترويج لغة الحوار ودعم عملية السلام».
ورأى أزولاي، اليهودي الذي عمل مستشارا سابقا للملك المغربي محمد السادس، أنه يمكن لرجال الدين المتنورين والمنفتحين أن يقوموا بدور مشابه. وقال «على المسلم أن يرفض معاداة السامية، وعلى اليهودي أن يرفض معاداة الإسلام»، معتبراً في الوقت ذاته أن جذور ما يجري «سياسية، ونهايته سياسية أيضاً».
وأوضح أن الاجتماع الذي تنوي مؤسسته عقده في لندن مع شركائها (بحدود 2000 جمعية أهلية وتجمع تنموي) سيركز أيضاً حول السؤال عن دور السياسي وأين يقف من الرأي العام الحالي؟ ولكن من دون أن يعني ذلك أن هذا الاجتماع يؤسس لحملة ضغط سياسي،  مضيفاً أن المقصود هنا «هو أن نخلق قناة اتصال ورابطاً بين الرأي العام والسياسي».
ولا يخفي أزولاي قلقه من «غياب الثقة بدعاة السلام» بعد الأحداث الأخيرة، وهو كلام يؤيده فيه العديد ممن شاركوا في الاجتماع، خصوصاً بعد فوز اليمين الإسرائيلي بالانتخابات التشريعية، حيث اعتبر العديد من الحاضرين أن العدوان على غزة «لم يوسع الهوة بين دعاة السلام والرأي العام فحسب، بل منح المتطرفين من الطرفين مساحة للعمل أكثر ضد السلام».

زياد حيدر

المصدر: السفير