لماذا ينام كبار السن ساعات أقل؟

25-05-2016

لماذا ينام كبار السن ساعات أقل؟

يُعتقد بأنه كلما طالت أعمارنا، قلّت ساعات النوم التي نحتاج إليها. لكن ربما تكون هناك أسباب أخرى تدفعنا للاستيقاظ من النوم مبكراً، غير تلك المتعلقة بالتقدم في السن.
من الشائع أن يقول كبار السن إنهم يعانون من مشكلة النوم. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن نصفهم يذكرون معاناتهم من اضطرابات النوم، ويقول ما نسبته الربع أو الثلث منهم إنهم يعانون من الأرق. في بعض الحالات، يؤدي الانزعاج الناجم عن حالة مرضية إلى تفاقم مشاكل النوم، غير أن الكثيرين يرون أنه حتى مع انعدام المضايقات الناجمة عن الأعراض الجسدية، يظل النوم يهرب منهم لفترة من الليل.
ويمكن لنقص النوم أن يؤدي إلى تأثيرات على الجهاز المناعي، ونواح صحية عديدة أخرى، إضافة إلى النعاس أثناء النهار. لكن ربما لا يحتاج الناس إلى كل ذلك النوم عندما يتقدم بهم العمر، وبذلك لن تكون هناك حاجة للقلق.
إن تحديد ساعات النوم التي يحتاجها الناس من ذوي الأعمار المختلفة هو أصعب مما يبدو عليه الأمر. وتستطيع بالطبع أن تقيس عدد الساعات الفعلية التي يقضيها الناس في النوم، وإذا ما قمت بذلك فستجد أن كبار السن ينامون أقل ممن هم أصغر سناً. لكن ذلك يشير فقط إلى أنهم يحصلون على نوم أقل، وليس إلى حاجتهم إلى نوم أقل.
يقول البعض إن السبب وراء عدم قدرة كبار السن على النوم في الليل أحياناً هو أنهم يغفون لبعض الوقت نهاراً. لكن آخرين يجادلون بأنه لا ينبغي اعتبار الشعور المفرط بالنعاس أثناء النهار كعرض مفروغ منه من أعراض الشيخوخة.
وإذا ما تصورنا للحظة أن المسنين يحتاجون إلى الكمية من النوم ذاتها، فلِمَ إذاً ينامون لساعات أقل؟ إحدى الفرضيات تقول إن عملية التقدم في السن تربك إيقاع ساعاتهم البيولوجية، ما يتسبب في استيقاظهم في وقت مبكر.
وأظهرت الدراسات أن هذه الساعة البيولوجية تتغير وتؤدي إلى استيقاظ الناس في أوقات أكثر بكوراً في الصباح، والذهاب إلى الفراش في وقت مبكر من الليل. ربما لا يزالون بحاجة إلى النوم، لكنهم لا يستطيعون أخذ قسطٍ منه، وعندما يغفون فإن جودة النوم لا تكون بالدرجة ذاتها التي كانت عليها عندما كانوا أصغر سناً.
وتعكس اختبارات الحرمان من النوم العمليات المتعلقة بالساعة البيولوجية للجسم، مثل تغيرات درجة حرارة الجسم في أوقات مختلفة من اليوم، وإفراز الهرمون الذي يعرف باسم «ميلاتونين» في المساء. كما تقاس النشاطات الدماغية ذات الموجات القصيرة لأدمغة المتطوعين مرات عدة خلال النهار والليل.
وتوصل الباحثون إلى أن كبار السن يحسّون بالنعاس في أوقات مختلفة عن الآخرين الأقل سناً، وكانت لديهم تواقيت مختلفة لنشاطات الدماغ ذات الموجات القصيرة.
ويشير المشرف على إحدى الدراسات في هذا الشأن، أركادي بوتيلوف، إلى أنه ربما توجد آليتان مسؤولتان عن نقصان وقت النوم. وهو يعتقد أن العمليات المسببة لتذبذبات الموجات القصيرة للدماغ خلال النوم تضعف في فترة الكهولة، ما يجعل من الأصعب الاستمرار في النوم لفترة أطول.
وعلاوة على ذلك، يضعف لدى المسنين الإيقاع الأقوى للساعة البيولوجية لأن التغييرات الحاصلة في درجة حرارة الجسم تضعف لديهم بمرور الوقت، بالإضافة إلى ضعف إفراز الـ «ميلاتونين».
وربما لا تكون غفوة النهار هي المسؤولة عن الحرمان من النوم ليلاً. وبدلاً من ذلك، فإن نقص النوم في الليل هو ما قد يتسبب في الشعور بالنعاس أثناء النهار، ما يؤدي إلى الحاجة إلى غفوة أو قيلولة لتعويض النوم المفقود.

(«بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...