كفريا والفوعة: شهر على الحصار

29-04-2015

كفريا والفوعة: شهر على الحصار

قبل أن تتمكن «جبهة النصرة» من اختراق مدينة إدلب، منذ نحو شهر، شكلت قريتا كفريا والفوعة، اللتين يقطنهما نحو 40 ألف شخص ينتمون إلى أقلية سورية، نقطة متقدمة تخترق القرى التي يسيطر المسلحون عليها، وتحاذي تماماً معقل «النصرة» في ريف إدلب المفتوح على تركيا.دمار في قرية الفوعة جراء قذائف "النصرة"
وكانت مدينة إدلب حينها تمثّل خط إمداد للقريتين، اللتين عانتا منذ بداية الأحداث لعمليات قصف عديدة، كما تعرّض الكثير من سكانهما للخطف والقتل والتنكيل، لتزداد سوداوية الصورة مع سيطرة المسلحين على إدلب، حيث أضحت القريتان محاصرتين بشكل كامل.
شهر مرّ على حصار كفريا والفوعة، اللتين ينتشر أبناؤهما على الحواجز المحيطة بالقريتين دفاعاً عن وجودهم، وسط تهديدات متتالية باقتحامهما، في وقت لم تهدأ فيه وطأة القصف بمختلف أنواع القذائف، الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة في القريتين، وتسبب بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، من دون ورود رقم دقيق.
وأوضح مصدر أهلي من قرية الفوعة أن القريتين تتعرضان للقصف بشكل عنيف ومكثف، بالتزامن مع حصار مطبق تسبب بنقص كبير في المواد الغذائية والطبية ما ينذر بكارثة إنسانية في حال عدم تدخل المنظمات الإنسانية، موضحاً، في الوقت ذاته، أن الحكومة السورية تقوم بشكل دوري بإلقاء بعض المواد الغذائية عبر الطوافات، إلا أنها لا تكفي سكان القرية، كما أن بعضها يسقط خارج نطاق القريتين، أو في الأراضي الزراعية القريبة، التي يقوم عناصر «جبهة النصرة» بقنص مَن يحاول الوصول إليها.
وقال المصدر «في الوقت الحالي نفد الطحين، وبدأنا بطحن الرز لصناعة الخبز، كما أن المواد الطبية شارفت على الانتهاء في وقت ترتفع فيه أعداد الجرحى». وتابع «بعض الأراضي الزراعية الموجودة داخل القريتين، والقريبة جداً تساعدنا على الصمود، حيث نقتات من منتجات هذه الأراضي، ونتقاسمها، لكنها لا تكفي لهذا العدد، لا بد من فك الحصار عنا، أو تدخل المنظمات الإنسانية».
بدوره، أشار مصدر من قوات الدفاع عن القريتين، إلى أن الأهالي كثفوا من تواجدهم على الحواجز، كذلك تمّ تكثيف عمليات الرصد لاستهداف أي تحرك من قبل التنظيم التابع لـ «القاعدة»، لمنع اختراق القريتين والحيلولة دون وقوع مجزرة جديدة في حال نجاح «النصرة» في اقتحامهما، مشدداً على أن «قوات الدفاع عن الفوعة وكفريا تخوض حرب وجود في الوقت الحالي، وتواجه الرصاص بالرصاص.. وحده الحصار الخانق ما يقلقنا».
وفي سياق متصل، كشفت مصادر أهلية من قرية اشتبرق المحاذية لجسر الشغور، التي اقتحمها مسلحو «النصرة» بعد اقتحامهم للمدينة، أن الأرقام التي تم تداولها حول عدد ضحايا القرية، التي شهدت مجزرة خلال اقتحامها، أقل بكثير من الأرقام الحقيقية، حيث تمّ الحديث في البداية عن مقتل نحو 30 من سكان القرية التي بقي فيها نحو 700 مواطن، وينتمي سكانها إلى أقلية سورية، حيث كشفت المعلومات الجديدة عن فقدان الاتصال بأكثر من 300 مواطن، موضحاً أن «مسلحي النصرة طاردوا الأهالي الذين حاولوا الفرار نحو قرية الزيارة داخل الأراضي الزراعية، وقاموا بتصفية عدد كبير منهم، وتركوا جثثهم مرمية تنهشها الكلاب».
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش السوري المرابطة في مستشفى جسر الشغور الوطني، جنوب المدينة، مازالت صامدة رغم محاولات عناصر «داعش» اختراق المستشفى الذي يضم جرحى من المواطنين وعناصر الجيش، موضحاً أن القوات المرابطة في المستشفى نفذت كميناً بإحدى مجموعات «النصرة» التي حاولت التقدم نحو المستشفى، قبل أن تنفذ عملية أخرى وسعت من خلالها دائرة الحماية في محيط المبنى الذي يتعرّض للقصف بشكل متواتر.


علاء حلبي

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...