فتيات بوجهين لا يكذبن ولكن يتجملن

08-11-2006

فتيات بوجهين لا يكذبن ولكن يتجملن

يلوح لنا الأهل منذ الطفولة بعصا العقوبة إذا كذبنا.. نتعلم أن الكذب عيب وحرام.. في المدرسة.. في الجامعة.. رغم أننا نرى الكذب من حولنا,خاصة عندما نخرج للحياة, ويوصينا المخلصون بالمرونة والمجاملة والتحدث بكلام لبق وجميل, حتى لا نؤذي مشاعر الآخرين, ونتمكن من كسب ودهم..‏

باختصار يبدو الكذب بمسميات جديدة, ونصبح كمن يرتدي أقنعة مزيفة وأكثر من يفعل ذلك.. هن الفتيات, فلماذا يكذبن, عفواً يجاملن??‏

خلود.د - أدب عربي, ارتدت الحجاب لكي تتزوج بمن تحب, على الرغم من أنها كانت ترتدي الموضة المنتشرة اليوم تقول: كان زميلي أيمن شاباً غاية في الشهامة والتحضر والاحترام.. لكني لم ألفت انتباهه أبداً.. يحدثني دون أن ينظر إلي بسبب ملابسي القصيرة والمثيرة التي كنت أرتديها.. ويتحفظ كثيراً إذا صادفته وقد حاولت أن أعرف ما يحب في الفتاة من أصدقائك, وحين علمت أنه يفضل التعامل مع فتيات محتشمات, فهو شاب متدين بدون أن يبدو عليه التعصب والتشدد, ولأنني رأيت فيه الرجل الذي أريد الزواج منه لأخلاقه العالية ونفسه الطيبة, ولأنال رضاه وقبوله, ارتديت الحجاب, وغيري كثيرات بدأن يرتدين الحجاب لإرضاء من حولهن.. وليس لقناعتهن به, إنه ليس كذباً ولكنه تجميل لصورتنا.‏

أما دعاء كرم -كلية الزراعة, فتؤكد أن والدتها هي السبب الذي يدفعها إلى الكذب بسبب ازدواجيتها في التعامل بينها وبين أخيها, تقول:‏

والدتي ترحب بصديقات أخي, وتجيب على هواتفهن بمودة ورقة غريبة.. بل أجدها سعيدة بابنها الذي أصبح شاباً يعرف الكثير من الفتيات, في حين إذا اتصل أحد زملائي تغضب وتثور ويتحول المنزل من وجهة نظرها إلى منزل ليس فيه احترام أو قدوة.. لقد قررت أنه عندما يريد أحد زملائي الاتصال بي يعطيني إشارة على الموبايل.. وإذا سألتني أمي أقول لها إحدى صديقاتي.. لقد جعلتني أظهر أمامها بوجه تريده هي, وأمارس حياتي بوجه آخر أريده لنفسي.‏

وترى هنا منصور طالبة هندسة أن المجتمع هو المسؤول الوحيد عن ارتداء الفتيات للأقنعة والوجوه المزيفة حيث يجعلنا نؤمن بأشياء كثيرة وفي لحظة يطالبنا بأن نقدم سلوكاً مخالفاً تماماً, تقول:‏

الدراسة في كلية عملية يتطلب حركة نشيطة فأرتدي دائماً البنطال لأسمع تعليقات تتهمني بأنني مسترجلة.. فأضطر بين الحين والآخر لارتداء ملابس أعتبرها غير مريحة فقط لأثبت للآخرين أنني أنثى.. وبالمقابل يتهمون الفتيات اللواتي يظهرن أنوثتهن في الجامعة بالتحرر الزائف والابتذال.. فلنكتشف أننا حتى عندما نتجمل ونقدم أنفسنا بغير صورتها الحقيقية نتعرض لرؤية المجتمع الذي لا يرضيه شيء..‏

أما سمر السمان - كلية الحقوق, فهي تعترف أن الفتيات أبداً لا يقدمن شخصياتهن كما هي في الواقع والسبب أن الصراحة بضاعة لا سوق لها هذه الأيام وتقول: نحن لا نكذب بالأشياء الخطيرة والعميقة في الحياة.. بل نحن لا نكذب لكن نجمل صورتنا أمام الآخرين نقدم أنفسنا كما يحب الطرف الآخر سواء أكان شاباً أم فتاة أن يرانا..‏

إنها حيل دفاعية لنتمكن من الانتساب لهذا المجتمع المتلون ونستمر في الحياة ونقطع هذه المرحلة الحساسة., إذ ربما نتمكن في الحياة العملية من تقديم أنفسنا بلا رتوش ولا تجميل اجتماعي.‏

رويدة عفوف

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...