سائقو أندونيسيا يدفعون الأجرة لركابهم

01-03-2007

سائقو أندونيسيا يدفعون الأجرة لركابهم

يبدو العنوان غريبا للوهلة الأولى, ولكن الأشد منه غرابة أن يعمل الكثيرون بمهنة راكب -وليس سائقا- في سيارة خاصة.

الراكب الثالث أو الجوكي المنقذ -كما هو متعارف عليه في جاكرتا- هي إحدى المهن التي يمتهنها الآلاف من سمعظم شوارع جاكرتا تعاني من اختناقات لنحو سبع ساعات يوميا كان العاصمة الإندونيسية.

فقد سنت هيئة تنظيم قطاع المرور في جاكرتا منذ عدة سنوات، قانونا ينص على مخالفة كل حافلة صغيرة خاصة يبلغ عدد ركابها أقل من ثلاثة أشخاص, في ساعات الذروة في الصباح والمساء حيث تختنق الشوارع بالازدحامات المرورية.

وهي تسعى بهذا القانون للتخفيف من الازدحامات المرورية التي تعاني منها المدينة, وذلك بدعوة المواطنين للتخفيف من استخدام السيارات الخاصة واللجوء إلى وسائل النقل العامة, واقتصار أفراد الأسرة الواحدة على استخدام سيارة واحدة بدلا من عدة سيارات, وتخصيص أوقات الذروة لتنقل الموظفين فقط.

وللتخلص من المخالفة يلجأ مالكو السيارات الخاصة إلى مئات الأشخاص المتواجدين على جنبات الشوارع يلوحون بأيديهم لعرض خدمة الركوب مقابل أجر يتم الاتفاق عليه عند الوصول إلى المحطة المرغوبة.

وتختلف الأجرة المقدمة للراكب (الجوكي) بحسب طول المسافة ونقطة الوصول وتوفر وسائل المواصلات الرخيصة فيها, ليتسنى له العودة إلى مكانه الأصلي بأرخص الأسعار.

وعبر كثير من السائقين للجزيرة نت عن عدم رضاهم عن القوانين الجزئية التي تسن لحل أزمة الاختناقات المرورية المزمنة التي تعاني منها جاكرتا, وطالبوا بحلول جذرية شاملة تتمثل بتوفير خدمة ما يعرف بقطارات الأنفاق وزيادة عدد الجسور وفتح طرقات وشوارع جديدة, ونقل بعض المؤسسات والشركات إلى اطراف العاصمة ما يخفف الضغط عن مركزها.

غير أنهم أشادوا بالخدمة التي يقدمها الجوكي لهم إذ هي نوع من المنفعة المتبادلة, فالجوكي يحصل على أقل من دولار كأجر لقاء الخدمة التي يؤديها, وهو بذلك يوفر على السائق ثمن المخالفة الباهظ والذي قد يصل إلى نحو 100 دولار.

ويصل عدد سكان جاكرتا نحو 15 مليون شخص يتزايد نهارا مع توجه مئات الآلاف من العمال والموظفين من القرى المجاورة إلى أماكن عملهم في العاصمة.

وبحسب إحصائيات هيئة تنظيم قطاع المرور في جاكرتا فإن عدد المركبات التي توجد في شوارع المدينة يوميا يزيد عن نحو ستة ملايين مركبة منها 82% تقل راكب أو راكبين.

وتشغل المركبات الخاصة ما نسبته 88% من مساحة الشوارع, ويعاني 81% من شوارع جاكرتا اختناقات مرورية حادة على مدار أكثر من سبع ساعات من فترة دوام الموظفين.

ويضطر كثير من الموظفين ممن يملكون السيارات إلى استخدام الدراجات النارية لتجنب أزمات المرور, حيث يبلغ عدد هذه الدراجات في العاصمة وحدها نحو ثلاثة ملايين.

محمود العدم

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...