زياد الرحباني: آذارا الشهر الغدار

18-10-2006

زياد الرحباني: آذارا الشهر الغدار

غيمة صيف وتمرُّ. حتى لو صادَفَ أن حلَّ الصيف مرةً في آذار، ستمرُّ . إن غيوم آذار أسرع الغيوم على الاطلاق فهو الشهرُ الغدّار. إن آذار القادم سيكون غدّاراً وصاعقاً، سيتحول الى ظاهرة مناخية غير مسبوقة. إن آذار القادم قادمٌ وبسرعة فقد خفَّ طولا ً وعرضاً فأقترب "وزنه فارغاً" من "وزنه محمّلاً". لماذا؟ لأنَّ: 1- الآن وقد فقد الأمل بالحوار بين 8 و14 آذار، وَجَب َطرح 8 من 31 (آذار طبيعي و"خشبي"!) والنتيجة: 23
2- بما أن بيار الجميل لا يمكن أن يخون الطبقة العاملة فهو لن يخون أباه، ولا نسيب لحود يخون بكركي، وصولانج لا تخون الشهيد البشير، حتى الحكيم لن يخونه فكيف بابنه نديم؟ كما ولن يخون أحداً من حلفائه وطبعاً "الستريدا"، وسينسحب كل هؤلاء معاً لأسباب دينية تَنَسُكِيّة لكن جهادية.
3- أمّا "اليسار الأممي الديمقراطي" فسينشق هو الآخر إنما لأسباب ماركسية وجودية ويؤسس لحركة آذار تصحيحية.
ماذا سَيَحلُّ عندها بآذار المعهود؟ غضب الطبيعة أولاً!!! إن نسبة المنسحبين ومن لون واحد (أزرق) تشكل أقل من النصف بقليل فنطرح 10 من 23، يكون المتبقي 13 يوما! أي بقلب ال31 رأساً على رأس! وسيصبح شهر شباط بمجموعه الشاذ أصلاً، أطول من آذار بمرتين ويومين و3 مرات كل سنة كبيس (13/29). سنشهد تحولات جذرية خيالية، سيبدأ الربيع فجأة بعد طوفانات شباط، سيطلع البحر على المخالفات البحرية ويزيد التصحُّر على المرتفعات، ستتقلص فترة بقاء القوات الدولية المعززة والمكرّمة، سوف يتقارب صيام النصارى من صيام المحمّديين دون معتقداتهم. سيتحالف جعجع مع نصرالله قبل عون، ستزيد العُطَل، لكن ورغم ما سبق سيصبح آذار أخَف، صُحّياً أكثر، قليل الدسم خالياً من غنوة وعيدو والسِكَّر، سيكون diet قاسيا لكن متوازنا للسُنّة، سيكون شهرهم مستقبلاً ومستقبلٌ ومستقبلٍ. شهرُ السُنّةِ حتى دُروزِهِم وخاصةً المسيحيين منهم.

زياد الرحباني

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...