دروس لا تزال ماثلة من كارثة فوكوشيما

07-11-2011

دروس لا تزال ماثلة من كارثة فوكوشيما

سدّدت كارثة فوكوشيما ضربة قوية لصورة الطاقة النووية وعلمائها ونظرياتها. إذ ذكّرت هذه الكارثة ببديهة أساسية علمياً وهي أن السيطرة على الطاقة الذرية تشكل المدخل الفعلي لإستخدامها، خصوصاً لأهداف سلمية، وإلا تبقى هذه الطاقة رهينة للحظ والمصادفات والإحتمالات. بقول آخر، تثبت الكوارث الذرية خطأ الإندفاع إلى هذه الطاقة قبل السيطرة على التفاعلات الذرية، ما يعني أن الكوارث النووية تؤكّد أهمية المضي بقوة في البحوث على الذرّة.

ويشكّل «مُصادِم هادرون الكبير» Great Hadrons Collider الذي ينهض بأمره علماء أوروبا، المشروع الأضخم علمياً في دراسة الذرة وطاقاتها ومكوّناتها.

في المقابل، لا تكفّ روسيا عن السعي لإثبات وجودها كقوة عظمى، خصوصاً في مجال علمي متقدّم كعلوم الذرّة. إذ شرعت أخيراً، في بناء مُصادِم ضخم للجزيئات في «مختبر فيزياء الطاقة العالية». جاءت هذه الخطوة ضمن إطار «المشروع الدولي لتطوير الطاقة». ومن المقرر أن ينتهي انجاز المُصادِم الروسي عام 2017.

وفي تـصـــريح نقلتـــه وكالة أنباء روسية، أوضح فلاديمير كيكيدزة، المشرف على هذا المختبر، لفلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية، أن بعض التقنيات المستخدمة في هذا المُصادِم تستعمل أيضاً في «مُصادِم هادرون الكبير» في سويسرا، مشيراً إلى أن أغلب التقنيات المستخدمة في المُصادِم الروسي يعزّ نظيرها عالمياً.

وأضاف كيكيدزة أن الهدف من إنشاء المُصادِم هو الحصول على مادة جديدة تنتج بواسطة اصطدام نوى ذرية تتحرك بتسارع كبير.

في المقابل، أبدى بوتين اهتماماً فائقاً في مسألة الشبه بين عمل مُصادم الجزيئات والحوادث الكونية الضخمة، مثل إصطدام النجوم والكواكب.

وأكد كيكيدزة أنه بالاستناد إلى نتائج البحوث والتجارب في المُصادِم سيكون من السهل فهم الحوادث الكبرى في الفضاء الكوني. وذكر أن للبحوث العلمية أهمية عملانية كبيرة، مُضيفاً أن من الممكن استخدام نتائج بحوث المُصادِم في مجال الطب، خصوصاً الطب الإشعاعي، والطاقة النووية وعلوم الفضاء وصناعة الإلكترونيات.

وأضاف كيكيدزة: «في الوقت الحاضر، تُدرس طريقة لمعالجة مرض السرطان بواسطة حزمة من نوى الذرات الثقيلة. تجري دراسة هذه الطريقة الحديثة في اليابان».

وفي ختام حوارهما، توجّه مدير المخبر إلى رئيس الحكومة بطلب زيادة الدعم المالي للبحوث التي تُجرى في إطار هذا المشروع العلمي، «الذي يشكّل انجازه رمزاً لتبوؤ روسيا مركز الصدارة في العلوم الأساسية».


المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...