خلافات نتنياهو-ليبرمان حول التعيينات الدبلوماسية وصفقة شاليط

21-12-2009

خلافات نتنياهو-ليبرمان حول التعيينات الدبلوماسية وصفقة شاليط

الجمل: تشير التقارير والمعلومات الواردة من إسرائيل, إلى تزايد خلافات الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان, وذلك على النحو الذي لو تصاعد فإنه بلا شك سوف يهدد استقرار حكومة تحالف الليكود-إسرائيل بيتنا, فما هي الخلافات؟ وإلى أي مدى يمكن أن تنجح عملية إدارة الخلافات بين الطرفين؟
تفاصيل خلافات نتنياهو-ليبرمان:
برغم الطابع اليميني-الديني الذي تتميز به الحكومة الإسرائيلية الحالية, فإن تطورات الوقائع والأحداث الميدانية الجارية, أدت كما هو واضح إلى نشوء الخلافات بين أركان تحالف هذه الحكومة, وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى تزايد الخلافات المتراكمة بين زعيم الليكود بنيامين نتنياهو, الذي يتولى منصب رئيس الوزراء, وزعيم إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان الذي يتولى منصب وزير الخارجية, هذا, وتتمثل خلافات الطرفين في النقاط الآتية:
• صفقة شاليط: يصر أفيغدور ليبرمان على ضرورة عدم القبول بتنفيذ أي صفقة إذا كانت تتضمن إطلاق سراح البرغوثي.
• ملف المستوطنات: برغم تحايل نتنياهو في قرار وقف توسيع الاستيطان لفترة عشرة أشهر, وبرغم إدراك الجميع لمدى شكلية وعدم مصداقية هذا القرار, فإن ليبرمان رفع صوته مشددا بعدم شرعية هذا القرار.
• ملف التعيينات: سعى أفيغدور ليبرمان لتعيين بعض المبعوثين الدبلوماسيين الإسرائيليين على خلفية حصة حزب إسرائيل بيتنا في المناصب, والتي تمنع الحزب حق تعيين «مبعوثا دبلوماسيا» وبالمقابل ظل نتنياهو أكثر رفضا لعملية التعيين.
تقول المعلومات والتقارير بأن خلافات نتنياهو-ليبرمان حول صفقة شاليط, وملف المستوطنات, ظلت تأخذ طابعا سياسيا, أما الخلاف حول ملف التعيينات فقد أخذ طابعا سياسيا-شخصيا مرتفع الشدة, فقد أصر ليبرمان على تعيين ألون بينكاس ليتولى منصب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة, وتعيين شاي بازاك ليتولى منصب القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك, وأكدت التسريبات, بأن ليبرمان قد أكد بأنه سوف يقدم أسماء المرشحين لمجلس الوزراء الإسرائيلي لإجازتها والموافقة عليها, حتى لو لم يوافق بنيامين نتنياهو.
ماذا تقول سردية ملف التعيينات؟
أكدت التقارير بان هذا الأسبوع سوف يشهد لقاء نتنياهو-ليبرمان, والذي سوف ينظر في أمر خلافات الطرفين حول تعيينات المبعوثين الدبلوماسيين الإسرائيليين الجدد.
سوف يتضمن جدول أعمال لقاء نتنياهو-ليبرمان, مناقشة الآتي:
• مدى صلاحية تولي ألون بيناكس منصب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة.
• مدى صلاحية تولي شاي بازاك منصب القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك.
• مدى صلاحية قائمة ال11 مرشحا لتولي المناصب الدبلوماسية في الخارج, ومدى صلاحية وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في إعداد قائمة الترشيحات منفردا ودون الرجوع للأطراف الأخرى.
أفادت التسريبات الإسرائيلية, بأن الوزير أفيغدور ليبرمان, قد أطلق بعض التصريحات الاستباقية, والتي قال فيها, بأنه سوف لن يقبل مطلقا تعيين أي أشخاص آخرين, بخلاف الذين قام هو شخصيا بتسميتهم.
وإضافة لذلك, أشارت التسريبات, بأن أفيغدور ليبرمان, قد ظل يحدث نتنياهو طوال التسعة أشهر الماضية, عن ضرورة تعيين بيناكس لمنصب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة, ولكن بنيامين نتنياهو لم يرد عليه بالإيجاب, وظل أكثر تماديا في تجاهل مطلب حليفه ليبرمان.
التطورات الأخيرة الجارية, تقول بأن الوزير أفيغدور ليبرمان, قد قام برفع الأسماء للجنة الخدمة المدنية الإسرائيلية, وحصل على موافقتها, ثم بعد ذلك سلم القائمة والموافقة إلى سكرتارية مجلس الوزراء الإسرائيلي, والذي وافق بدوره على إدراج القائمة ضمن بنود جدول أعمال الإجماع الدوري لمجلس الوزراء الإسرائيلي, وبعدها حدثت المفاجأة, فقد أصدر رئيس الوزراء نتنياهو توجيها بحذف موضوع قائمة ليبرمان من أجندة اجتماع مجلس الوزراء, وأكد مكتب بنيامين نتنياهو, بأنه قد اندهش إزاء قيام ليبرمان بتقديم القائمة, وبالمقابل أعلن ليبرمان بأنه أكثر اندهاشا إزاء تصرف نتنياهو بهذه الطريقة, خاصة وأن سكرتارية مجلس الوزراء تقوم بإجازة وإعداد بنود جدول أعمال مجلس الوزراء قبل ثلاثة أيام على الأقل من انعقاد الاجتماع, وتقوم بتوزيعها على أعضاء المجلس ورئيسه نتنياهو, فلماذا طلب نتنياهو إلغاء البند قبل انعقاد المجلس بوقت قليل؟ ولماذا أعلن اندهاشه, علما بأن السكرتارية قامت بتسليمه أجندة الاجتماع قبل ثلاثة أيام.
ائتلاف الليكود-إسرائيل بيتنا: إلى أين ؟
برغم وجود العديد من وجهات النظر المتعلقة بعملية صنع قرار السياسة العامة, فإن المقاربة العامة تقول بأن عملية صنع القرار تعبر في كافة جوانبها على المفاضلة بين الخيارات المتاحة على أساس اعتبارات حسابات المخاطر والفرص الخاصة بكل بديل, ولكن. بإسقاط هذا المفهوم, أو بالأحرى مقاربة عملية صنع القرار الإسرائيلي من خلال هذا المفهوم, تجد أن خلافات بنيامين نتنياهو-أفيغدور ليبرمان, تحمل بين طياتها خطوط وملامح "الشخصنة المرتفعة الشدة".
وبالنسبة للكثيرين, أو بالأحرى بالنسبة للأغلبية العظمى من الناس بما فيهم معظم الإسرائيليين, لا يوجد فرق كبير بين الليكود, وإسرائيل بيتنا, و"هالبيت اليهودي", و"هاتوراها يهودا", و"شاس" إزاء أجندة السياسة الداخلية والخارجية الإسرائيلية, ولكن, ما هو موجود في معظم الأحوال المزيد من الخلافات ذات الطابع الاستعلائي.
فبنيامين نتنياهو, وإن كان من جهة يعلم جيدا, أسس الاتفاق الذي قامت على أساسه حكومته الائتلافية, فإنه من جهة أخرى يسعى إلى القيام بدور "المحرك الأول" الأرسطي. أو فلنقل "المعلم الأول" الذي يمثل مصدر كل شيء, أما أفيغدور ليبرمان, فهو وإن كان حزبه أقل وزنا سياسيا عن الليكود, فإنه يسعى بكل ما يملك من قوة إلى عدم إخفاء مشاعر التطرف اليهودي والنفسي, فهو وزير الخارجية, ولكنه يريد أن يتصرف في السياسة الخارجية وكأنما هي ملكا حصريا له.
لقد نجح نتنياهو في الصعود إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي من خلال التسويق لمشاعر تأكيد الذات والعدائية اليهودية, وفي نفس الوقت فقد نجح أيضا أفيغدور ليبرمان في الصعود -ولو بقدر أقل- إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي من خلال التسويق لمشاعر تأكيد الذات والعدائية اليهودية, والآن على ما يبدو, فقد جاء دور الطرفين: تأكيد ذات وعدائية نتنياهو, في مواجهة تأكيد ذات وعدائية ليبرمان, فهل يا ترى سوف ينجح اجتماع الأسبوع القادم, في تأجيل صدام قاطرة نتنياهو-ليبرمان, أم أن الصدام سوف يقع.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...