حـــب بـ«التـركـي»

26-03-2009

حـــب بـ«التـركـي»

مع انتشار الدراما التركية المدبلجة إلى العربية باللهجة السورية، وحصدها متابعة جماهيرية كبيرة، كان أكثر سؤال شغل الإعلام هو البحث في سر نجاح هذه الأعمال الدرامية. وفي تفسير نجاح الأعمال التركية اتفق الكثيرون على أن ذلك يرجع إلى المساحة الهائلة من المشاعر الإنسانية التي لامست قلوب المشاهدين، إلا أن الحديث عن مساحة هـائلة من المشاعر الإنسانية يثير الاستغــراب حين نستذكر أعمالا مثل مسلــسل «أهل الغرام» و«ندى الأيام»، و«سيرة الحب» و«اسأل روحـــك»، لتبقى امن «قصة شتاء».لمشاعر في الدراما التركية مجرد مـــسألة تتعلق بغرابة الحكاية أو إثـارتها.
الغرابة والإثارة هنا، بلا شك، يتعلقان بمقاربة الحكايات التركية لجوانب نستهجنها نحن كمجتمعات عربية. بمعنى أن أياً منا بوسعه أن يتقبل حكاية درامية تحمل البطلة فيه مولوداً من أب مجهول أو حتى معروف وتتعامل مع الأمر بوصفه مسألة شخصية كما حدث في مسلسلي «دموع الورد»، و«سنوات الضياع»، وفي هذا الأخير ستكون المفارقة المثيرة للاستغراب أن تحرص عائلة البنت الحامل أن تخفي سر الحمل عن أب المولود الحقيقي. في مسلسل «نور»، يعرض العمل في واحد من خيوطه عيش أحد أفراد العائلة مع حبيبته في بيت العائلة الكبيرة، لتكون مسألة زواجهما مسألة قابلة للنقاش. وفي دراما «ويبقى الحب» التي تعرض حالياً على «الراي» سنجد مشاهد تُصنف على أنها ساخنة، كانت مقبولة في الأفلام العربية، ولكنها لم تعرض أبداً في الدراما التلفزيونية على قاعدة أن الدراما تدخل كل بيت.
وفق هذا المنظور، تسجل الدراما التركية تقدمها على الدراما العربية في ما يخص الحب كموضوع، ومن هنا يصح التشكيك بمقولة أن المساحة الكبيرة من المعطاة للمشاعر الإنسانية تكفي لتغري المشـاهد العربي بمتابعتها وتفضيلها على الدراما العربية.
في الغالب، يبقى إغراء المشاهدة رهناً بجرعة الإثارة والمغامرات والعنف التي لم تخلُ منها أي من المسلسلات التركية السابقة، هذا إذا ما أردنا البحث في سر نجاح المسلسلات التركية من باب الحب، أما الحديث عن تأثير اللهجة السورية وتكنيك العـمل الإخراجي في تلك الأعمال فــذلك موضــوع آخر، لا يعنينا الآن في سياق حــديثنا عن الحب بـ«التركي».

 

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...