حرب نفسية: استهداف الإعلاميين ومنشورات وتشويش

19-11-2012

حرب نفسية: استهداف الإعلاميين ومنشورات وتشويش

تخوض إسرائيل إلى جانب عدوانها العسكري ضد قطاع غزة حرباً نفسية وإعلامية، تطورت إلى قصف مكتبي قناتي «القدس» و«الأقصى» في مدينة غزة، في وقت تستمر آلتها الإعلامية في التشويش على الإذاعات المحلية في القطاع.
وبدأت إسرائيل حربها النفسية ضد أهل غزة عبر المنشورات التي ألقتها طائراتها الحربية، وتدعو فيها السكان إلى الخروج ضد حركة حماس وحكومتها والابتعاد عن الأماكن التي يعتقد أن الصواريخ تطلق منها باتجاه الأراضي المحتلة.
وفي دليل على فشلها في هذا الخيار، ومقارنة مع المرات السابقة، فقد كانت المنشورات تحمل أرقام هواتف إسرائيلية للإبلاغ عن مطلقي وأماكن الصواريخ، لكن هذه المرة خلت المنشورات الملقاة على غزة من هذه الأرقام.
وتبع إلقاء المنشورات، خوض المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية وغيره ما يمكن وصفه بالحرب الالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لنفي الرواية الفلسطينية وإظهار القدرات العسكرية الإسرائيلية.
وهذه المرة أيضاً، ووجهت هذه الفكرة بانتشار واسع للفلسطينيين والعرب والمتضامنين الأجانب والمغتربين الفلسطينيين على موقعي «فايسبوك»، و«تويتر» لإظهار حجم المعاناة في القطاع الساحلي وبث صور الأطفال الذين طاولتهم شظايا القصف الإسرائيلي.
وعقب ذلك، استهدفت إسرائيل بالتشويش تارة وبالدخول على موجات البث الإذاعية تارة أخرى، وخصوصاً إذاعتي «القدس» و«الأقصى»، ما أدى إلى تعطيل بثهما قبل أن يعود ويتقطع ويعود مرة أخرى... في خطوة لا تزال مستمرة.
وبثت إسرائيل رسائل إلى الفلسطينيين أشبه بالبيانات العسكرية عبر الإذاعات المحلية تدعوهم للابتعاد عن المناطق التي تتعرض للقصف، بدعوى الخشية على حياتهم!
وختمت إسرائيل - حتى الآن - عدوانها النفسي والإعلامي بقصف طال مكتب «فضائية القدس» الفلسطينية فجر أمس، في برج الشوا حصري، وهو مبنى يستخدمه الصحافيون المحليون والأجانب كمكاتب لهم.
وأصيب في القصف الإسرائيلي على مكتب القناة، سبعة صحافيين من بينهم المصور خضر الزهار الذي بترت قدمه نتيجة القصف، فيما تعمدت إسرائيل قصف المبنى نفسه أكثر من مرة عندما حضر الصحافيون للاطمئنان على زملائهم وتصوير ما جرى.
واستهدف الطيران الحربي أيضاً قناة «الأقصى» الأرضية، التي يقع فيها أحد استديوهات البث الخارجي لقناة «الأقصى» الفضائية، وتعرضت معه شركة «فلسطين للإعلام» لخسائر مادية في أجهزة البث والتصوير.
إلى ذلك، أعلنت قناة «روسيا اليوم» أن الغارة الإسرائيلية دمرت مكتب قسم القناة الناطق بالعربية في مبنى الشوا، من دون أن تسفر عن إصابات.
وجاء في بيان القناة: «دُمر مكتب قناة روسيا اليوم في غارة إسرائيلية على مبنى مركز الشوا للصحافة. ولم يصب فريق (القناة)». وذكرت القناة أن مكتبها «يقع في الطابق الأخير من مبنى يضم 11 طابقا مع وسائل إعلام أخرى من بينها «سكاي نيوز» و«اي تي في» ووكالات أنباء فلسطينية». وأوضحت أن «الجانب الإسرائيلي أطلق أربعة صواريخ أصاب احدها مكتب روسيا اليوم».
ولم يكن الإعلام الالكتروني الفلسطيني في منأى عن الاستهداف الإعلامي، حيث تعرضت أربعة مواقع إخبارية للتوقف نتيجة الكم المهول من الضغوط، وتعرضها للقرصنة من قبل «هاكر» يعتقد أنه إسرائيلي.
ويرى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إيهاب الغصين أن نقل الرواية الفلسطينية الحقيقية عن العدوان والانتهاكات الإسرائيلية في القطاع دفع الاحتلال إلى ضرب واستهداف الإعلاميين لدفعهم للخوف وعدم نقل الصورة الحقيقية.
وقال الغصين إن ذلك لن يحدث لأن الإعلاميين الفلسطينيين إلى جانب قوى شعبهم يواجهون العدوان الإسرائيلي، ويجتهدون لفضح الجرائم التي ترتكب بحق أهل القطاع، مشيداً بالجهود التي يبذلها الإعلاميون في مواجهة الحرب النفسية والدعائية الإسرائيلية.
من جهته، ذكر «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» أن الصحافيين والعاملين لدى وسائل الإعلام يتمتعون بحماية خاصة كالمدنيين زمن الحرب وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وبالتالي فإن استهدافهم يشكل جريمة منظمة لإخراس صوت الصحافة، ولمنعها من تغطية ما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم بحق المدنيين في قطاع غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن لإسرائيل سجلا داميا مع الصحافيين، حيث ارتكبت عشرات الجرائم بحق الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية منذ العام 2000. وقد قُتل جراء تلك الجرائم 11 صحافياً، من بينهم أجنبيان، خلال قيامهم بعملهم المهني في تغطية جرائم تلك القوات بحق المدنيين الفلسطينيين.

ضياء الكحلوت

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...