تقرير يعكس صورة كئيبة لـ"الحرب المنسية" في أفغانستان

03-02-2009

تقرير يعكس صورة كئيبة لـ"الحرب المنسية" في أفغانستان

كشف تقرير عسكري عن تدهور حاد في الأوضاع الأمنية في أفغانستان، وأن القنابل التي تزرع بالطرق هي الأسلحة الأكثر فتكاً التي يستخدمها المسلحون ضد المدنيين وقوات التحالف والقوات الأفغانية.

ويشير التقرير، الذي أعده الجيش الأمريكي وقوات التحالف واستند على إحصائيات "الناتو"، إلى ارتفاع بأكثر من 30 في المائة في الهجمات باستخدام ذلك النوع من القنابل من الفترة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.

كما يعكس صورة أكثر كآبة للوضع الأمني العام في مجمل أنحاء البلاد بتزايد معدلات هجمات حركة طالبان وتنظيم القاعدة بنسبة 31 في المائة.

ويصور التقرير واقع الحال في أرض المعارك، حيث تزايدت حصيلة قتلى الجيش الأمريكي بوتيرة غير مسبوقة فيما يطالب القادة العسكريون بضخ آلالاف من القوات الإضافية في محاولة لإخماد العنف المتزايد وللمشاركة في حرب أفغانستان التي أُطلق عليها يوماً "الحرب المنسية."

وتشير الإحصائيات إلى زيادة معدلات قتلى الجيش الأمريكي وقوات التحالف بواقع 26 في المائة، وارتفعت بشكل حاد بين أفراد الجيش الأفغاني لتصل إلى 64 في المائة، منذ يناير/كانون الثاني العام الماضي.

ويورد التقرير أنه رغم تمتع معظم أنحاء أفغانستان بهدوء نسبي، إلا أن المواجهات المستعرة بين المليشيات المسلحة والقوات الدولية مازالت تتواصل في مناطق الشرق والجنوب، حيث وقعت 70 في المائة من الهجمات.

وتتمركز مليشيات طالبان في مناطق الجنوب وتنشط عناصر القاعدة في الشرق، إلا أن عناصر الحركتين تتنقل بين تلك المناطق عبر الحدود الباكستانية.

ويعزو تقرير الناتو بعض أسباب العنف المتزايد لارتفاع أعداد القوات الأمريكية وتنامي الحملات العسكرية التي ينفذها الجيش الأفغاني ضد المليشيات المسلحة،  إلا أن الملاذ الآمن الذي تمثله باكستان لتلك العناصر يتيح لها منفذاً للتراجع وإعادة تنظيم الصفوف ومن ثم العودة للقتال.

وارتفع حجم التفجيرات باستخدام السيارات المفخخة وبوسائل أخرى في كابول على مدى الـ12 شهراً الماضية، كما تزايدت عمليات الاختطاف والاغتيال في العاصمة بمعدل 50 في المائة.

وشهد العام الفائت كذلك زيادة في عدد القتلى المدنيين، وبواقع 60 في المائة، جراء هجمات التحالف ضد المليشيات التي تختفي خلف أهداف مدنية أو ضربات تنفذها تلك العناصر المسلحة ويقع فيها المدنيون ضحايا.

وشكلت تلك النقطة قضية سياسية ساخنة للرئيس، حميد كرزاي، بإثارتها غضب الشارع الأفغاني وتنديده للحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة.

ولاسترضاء شعبه، دأب كرزاي، الذي سيخوض الانتخابات هذا العام، على استنكار الهجمات الجوية والبرية الأمريكية التي سقط خلالها ضحايا من النساء والأطفال.

وقالت قيادات البنتاغون أن انتقادات كرزاي المتكررة تثير حفيظة الرأي العام الأفغاني ضد القوات الأمريكية وتوسع الهوة بين المواطنين والقوات الأمريكية.

وذكر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايكل مولين، أنهما أعربا مراراً عن قلقهما لكرزاي بشأن انتقاداته المتعددة.

إلا أن مسؤولاً بارزاً في البنتاغون أنبرى قائلاً إنها قضية حساسة: "ولا يحق لنا أن نحدد لرئيس دولة أخرى ما يمكنه أو لا يمكنه الحديث عنه."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...