تفاقم أزمة الغاز والمازوت.. والحطب أيضاً

20-01-2008

تفاقم أزمة الغاز والمازوت.. والحطب أيضاً

عادت أزمة مادة المازوت لتحتل المرتبة الأولى في قائمة هواجس المواطنين، ولكن هذه المرة ترافقت بشقيقتها ازمة الغاز..

فهنا طابور لا يعرف اين اوله ولا اين ينتهي بحثاً عن اسطوانة غاز ليس لتسخين المياه للحمام وانما لطهو الطعام لأطفال كزغب القطا وفي جوار طابور اطول من الاول وبجواره طابور مرافق من (البيدونات) الملونة وقد نقش عليها اسماء اصحابها.. نعم عادت فلسفة الطوابير في بلدنا بعد ان قلنا الحمد لله ذهبت طوابير السكر والشاي والرز والخبز والسمنة والخيار والليمون.. بات اليوم المرء لايكاد ان يذهب الى اي مكان حتى يشاهد طوابير السيارات التي تغلق الشارع من اجل املاء خزان الوقود.. وهنا طابور ينتظر الحصول على اسطوانة غاز الحلم او يحمل (بيدون) من مكان الى آخر ليحصل على المازوت ليتقي برد هذه الفترة. ‏

وقد رصدنا الازمة في دمشق العاصمة القدوة، فكيف الحال في المحافظات الاخرى بل في المناطق والقرى البعيدة عن العين. ‏

 - المواطن أحمد عبود قال: والله صار لي ثلاثة ايام وانا انتقل من مكان الى آخر، هذا يقول لي ان الغاز في الشارع الفلاني اذهب اليه فلا أجد ثم اذهب الى المنطقة الفلانية حسبما يقال لي فافعل ولكن دون جدوى.. فهل هذا معقول ثلاثة ايام حتى احصل على اسطوانة غاز ليس لأركبها على محرك السيارة كما يدعي البعض وانما كي اطبخ لاولادي الطعام.. والله لو اعرف ان باستطاعتي ان احصل على ببور غاز من القديمات لاشتريته واخلص من ازمات الغاز عندنا التي لا تنتهي ابداً. ‏

- ام صبوح.. الحاجة فريال قالت: والله عيب.. والله عيب اصبح عمري 55 سنة وقد افنيت عمري نخرج من ازمة مازوت لاخرى غاز.. او انقطاع التيار او الماء.. فإذا جاء الغاز فقد المازوت.. والعكس صحيح لماذا افلام كهذه عندنا فقط.. أليس عيباً انا ارملة وام اولاد وحاملة (بيدون) المازوت من كازية الى اخرى كي احصل على بعض ليترات المازوت كي اشعل المدفأة ساعةمن الزمان لاولادي الايتام. ‏

 - خالد الصالح قال: اعتقدنا ان مثل هذه الازمات باتت من المنسيات لكن للأسف عادت ازمة الغاز وازمة المازوت والسوق السوداء للمازوت والغاز.. فاسطوانة الغاز بـ /250/ ل.س وياريتها تكون معبئة بشكل جيد وانما يوجد فيها اقل من النصف بقليل واضاف الصالح قائلاً: الى متى نبقى تحت رحمة الازمة ولماذا لا تكون لدينا اسطوانات غاز اكثر.. مادام الجميع يعلم ان الشتاء قادم وانه لا يوجد مازوت فلماذا لا يتم أخذ الاحتياط بشكل جيد من الغاز وتوفير اسطوانات الغاز.. ولكن للاسف كل فصل شتاء نمر بهذه الازمة. ‏

- باسم الجميل استوقفناه وهو يحمل بيدون المازوت على دراجته الهوائية وسألناه من اين اشتريت المازوت فضحك قائلاً: لن تصدقوني اذا قلت لكم عندما حصلت على هذا البيدون من المازوت شعرت بالمتعة والفرح وكأنني بيوم زفافي فضحكنا جميعاً على هذا الكلام وقلنا له لماذا فقال درت على كل كازيات دمشق على هذه الدراجة ابحث عن كازية خالية واذا وجدت كازية فيها المازوت يكون امامي في الدور مئات الاشخاص.... واضاف في ليلة البارحة ذهبت الى كازية القدم الساعة الثالثة صباحاً حتى أحصل على بيدون مازوت. ‏

‏ - بعد ذلك توجهنا الى مركز توزيع الغاز في الميدان «المحطة» حيث التقينا الأستاذ جمال النابلسي والذي تحدث قائلاً: إن الأزمة ازدادت تصاعداً مع انخفاض درجات الحرارة بل البرد القارس ولمدة أسبوع متتالي واستخدام التدفئة والطاقة لـ(24)ساعة متواصلة ما أدى الى ازدياد الطلب على مادة المازوت وشكل بعض النقص فتحول المواطن لاستخدام الغاز فضاعف الطلب عليه ما أدى لخلق أزمة ولكن الأزمة بطريقها للحل مع إدخال اسطوانات جديدة بشكل يومي وهذا سوف يخفف من الأزمة. ‏

- دخلنا المركز في الساعة التاسعة والنصف صباحاً فوجدنا المئات في طوابير وعندما سألناهم من أية ساعة هم هنا قال البعض الساعة الخامسة صباحاً والبعض الآخر السادسة صباحاً.. المركز لم يكن فيه ولا اسطوانة غاز بل في تمام الساعة العاشرة صباحاً جاءت سيارة ففرح المواطنون ولكن فرحتهم تبخرت عندما علمنا أنها جاءت لنقل الفوارغ لتذهب الى عدرا لجلب اسطوانات معبأة، ومع العلم أن السيارة لن تعود قبل الواحدة ظلوا محافظين على الدور بانتظار الفرج. ‏

مدير المركز جميل عوض عزا الأزمة لموجة البرد القاسية التي تتعرض لها البلاد واستخدام السيارات الخاصة والعامة الغاز بدلاً من البنزين وقلة مادة المازوت. ‏

- هذه الأزمات متكررة وتحدث كل عام، وتأتي التبريرات ذاتها والتصريحات ذاتها والوعود ذاتها ولكن تبقى الأزمة مستمرة حتى ينتهي الشتاء لتعود في الشتاء القادم لتظهر الأزمة من جديد، فهل هناك تخطيط سليم في فروع المحروقات والغاز؟ وهل هناك مكافحة حقيقية لاستخدام الغاز في السيارات؟ وهل هناك أسطول كاف من السيارات لنقل المازوت والغاز الى مراكز التعبئة والتوزيع؟ وهل وحدات التعبئة كافية؟ وهل هناك وحدات تعبئة احتياطية؟ وهل هناك خطة استراتيجية؟ وهل الاسطوانات التي توزع صالحة للاستعمال؟ وهل زدنا الكمية للموزعين؟ والى متى يبقى المواطن تحت رحمة السماسرة وغيرهم؟ لأن ما يجري أقرب للاذلال والاستجداء.. و.. و...!!. ‏

عارف العلي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...