تريد تدفئة مجانية وهواء نقياً؟ احلب بقرة!

25-11-2009

تريد تدفئة مجانية وهواء نقياً؟ احلب بقرة!

ابتكر سكان جزيرة سامسو الدنماركية نموذجا مثاليا لضمان الاكتفاء الذاتي من الطاقة المتجددة، بل وحتى الاستفادة من حلب الأبقار لأغراض التدفئة وخفض غازات الاحتباس الحراري. ولطالما اشتهرت هذه الجزيرة الممتدة على مساحة 114 كلم2، الواقعة في خليج كاغات في بحر الشمال، بوصفها «نموذجاً للتنمية المستدامة»، حيث أنها تعتمد على توربينات الرياح والألواح الشمسية في توليد الكهرباء التي يستهلكها سكانها البالغ عددهم 4 آلاف نسمة.
وحفز فوزها في مسابقة وطنية في العام 1997 «كمجتمع سكاني نموذجي في مجال استخدام مصادر الطاقة المتجددة»، سكانها على تغيير مفاهيم حياتهم لتحقيق المزيد من الفاعلية في نمط حياتهم، إلى الاستفادة من إنتاج الحليب كوسيلة لتوليد الطاقة. وأثناء حلب الأبقار، تبلغ درجة حرارة الحليب 38 درجة مئوية، ويتوجب تبريده على الفور بمعدل ثلاث درجات مئوية.
فما كان من بعض مربي الماشية إلا أن أوصلوا محول حرارة بمستودع الحليب أثناء عملية الحلب، لتفادي انبعاث حرارة الحليب في الهواء، وتحويلها في المقابل إلى مصدر طاقة لتدفئة منازلهم.
لكنهم رغم قدراتهم على الابتكار، لم ينجحوا في حل مشكلة غاز الميثان وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تولدها الأبقار أثناء الهضم. فانكبوا على دراسة نظام تستخدمه مزرعة نموذجية في شبه جزيرة غوتلاند، قادر على إعادة تدوير الغازات والنفايات الصادرة عن الخنازير، واستعمالها كمصدر طاقة وأسمدة لزراعة البندورة.
ورغم أن تحويل حرارة الحليب إلى تدفئة منزلية هو مجرد عنصر صغير في نظام الطاقة في الجزيرة، إلا أنه يدل على مدى عزم أهاليها على العيش في انسجام مع الطبيعة.
فالعنصر الرئيسي لتوليد الطاقة فيها هو 11 توربينة رياح تولد 28.000 ميغاوات سنويا، وهي الكمية الكافية لتغطية استهلاك سكان الجزيرة من الكهرباء، وتشغيل جميع وسائل النقل، بل وتحقيق فائض بنسبة 10 في المئة، تبيعه لمناطق أخرى في الدنمارك.
كما أن الجزيرة تبيع للأراضي القارية قدرا من الطاقة النظيفة يفوق ما تشتريه منها من الوقود الأحفوري. كما أنها تهتم الآن باختبار سيارات كهربائية. ويقول مدير أكاديمية الطاقة في الجزيرة سورين هيرمانسين، «المسافات هنا قصيرة جدا، تقل عن 50 كيلومترا»، بينما بإمكان السيارات الكهربائية أن تقطع مسافة 120 كلم.
وبالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة، تكتسب قضية ادخار استهلاك الكهرباء أهمية بالغة بالنسبة لسكان جــزيرة سامسو، فهم «يشترون أبسط التجهيزات الكهربائية، وأكثرها فاعلية، حرصاً على ادخار الكهرباء».
وبهذا، وبوسائل مبتكرة أخرى، تحولت سامسو من جزيرة تعتمد على النفط والفحم بنسبة 100 في المئة حتى العام 1997، إلى جزيرة ذات اكتفاء ذاتي من الطاقة المتجددة اعتبارا من العام 2003. والأهم هو أنها لم تنتج منذ العام 2007 أي غاز مسبب للاحتباس.


عن «أي.بي.اس»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...