المغرب: تفريق عنيف لمظاهرات تطالب بإصلاح سياسي

24-05-2011

المغرب: تفريق عنيف لمظاهرات تطالب بإصلاح سياسي

فرقت الشرطة المغربية بقسوة، الأحد، تظاهرات دعت إليها حركة 20 فبراير للمطالبة بإصلاحات سياسية كبرى في المملكة، وذلك قبل شهر من الموعد الذي حدده الملك محمد السادس لتسلم اقتراحات الإصلاح الدستوري المرتقب، ودارت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدد من المدن المغربية سقط خلالها العديد من الجرحى واعتقل المئات .

وأكد مصدر من تنسيقية حركة 20 فبراير بالدار البيضاء أن عدد المعتقلين ناهز 180 شخصاً، بينما تجاوزت عدد الإصابات نحو 50 إصابة من بينهم متظاهرات .

وانطلقت المطاردات مباشرة بعد وقت قصير من موعد المسيرة التي كانت تعتزم الحركة تنظيمها في حي سباتة الشعبي في عمق الدار البيضاء، واضطرت قوات الأمن المدججة بالهراوات إلى الدخول في لعبة “زنقة زنقة” بعد أن انطلق المتظاهرون مباشرة بعد صلاة العصر من المساجد القريبة . وسيطرت جماعة العدل والإحسان على مجريات المسيرة وتحكمت في تسيير لعبة الفأر والقط مع قوات الأمن التي جرى استدراجها إلى حرب أزقة أنهكت قواها، لكن المتظاهرين لم يردوا على التدخل العنيف للأمن، واكتفوا فقط بترديد شعارات “مسيرة سليمة” وتلقي هراوات فرق التدخل السريع .

وأجهضت السلطات المغربية في الرباط مسيرة كان يعتزم القيام بها شباب الحركة، وتصدى رجال الأمن للمتظاهرين بحزم ولم يسمحوا لهم بالتجمهر، وهاجموا متظاهرين أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، وفرقوا اعتصاماً رمزياً كانوا يعتزمون القيام به وألحقوا إصابات بليغة بالمتظاهرين واعتقلوا أكثر من عشرين منهم .

وشهدت مدينة طنجة بدورها تدخلاً عنيفاً لقوات الأمن لتفريق المتظاهرين أسفر عن اعتقالات وإصابات في صفوف شباب الحركة . واستمرت المواجهات حتى منتصف ليلة الاثنين بحي بني مكادة الشعبي، واتخذت المواجهات طابعا عنيفا عندما قامت قوات الأمن بمطاردة المتظاهرين داخل الأزقة والشوارع المحاذية للحي المذكور .

وانتهت المواجهات باعتقال نحو مئة متظاهر، فيما أصيب أكثر من 12 متظاهراً، بينما أصيب 4 من رجال الأمن إصابات بليغة .

وفي فاس تدخلت قوات الأمن في حي عوينات الحاج الشعبي بشكل عنيف لمنع مسيرة دعت إليها حركة 20 فبراير خلف بدوره إصابات بليغة في صفوف المتظاهرين . وقال مصدر إن ناشطا في صفوف الحركة ويدعى نبيل طلحة أصيب إصابة خطرة وجرى إدخاله إلى قسم العناية المركزة، وطورد المتظاهرون وحجزت اللافتات واليافطات التي كان مناصرو الحركة أحضروها، وصودرت آلات التصوير لمنع توثيق التدخل العنيف .

ودعا نشطاء سياسيون وحقوقيون وفعاليات مدنية في بيان لهم، أمس، الدولة إلى التعقل، واعتبر البيان أن قمع الحركة الشبابية يشكل تصعيدا في أسلوب تعاطي الدولة مع الحق في التظاهر السلمي . وأكد بيان لتنسيقية حركة 20 فبراير في الرباط أن التعاطي الأمني العنيف يفضح الوجه الحقيقي للسلطات من خلال أساليب القمع الوحشية التي تعرضت لها مسيرات الرباط وتمارة وعدد من المدن المغربية في الأسابيع الأخيرة، مما يؤكد غياب قناعة أو نية حقيقية لدى الجهات الرسمية في الانتقال إلى الديمقراطية، ومناورة من أجل ربح الوقت وفرض ما أسماه البيان “الدستور الممنوح” والعمل على إنتاج نفس السياسة القمعية المعاكسة لإرادة الشعب منذ عقود .

حكيم عنكر

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...