السوريون أصحاب أكبر بئر أثري في الشرق الأدنى

05-11-2014

السوريون أصحاب أكبر بئر أثري في الشرق الأدنى

تقدم سورية للعالم مع كل اكتشاف أثري جديد الأدلة الدامغة التي توثق عظمة حضارتها و تميزها عن باقي الحضارات وإسهامها في مسيرة التطور الإنساني الحضاري.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار و المتاحف أن سورية تمتلك في ضوء المعطيات الأثرية الحالية أكبر وأكثر تكلفة لبئر أثري في الشرق الأدنى اكتشفت عام 1999 في القصر الملكي في مملكة قطنا بحمص و تؤرخ بعصر البرونز.

ولفت السيد إلى أن البئر قد حفر على شكل مربع تقريبا ويبلغ طول ضلعيه 10 ضرب11 ويبلغ عمق البئر الإجمالي عند قياسه من أرضيه غرف القصر المجاورة له 19 مترا و أحيطت البئر بجدران من الآجر الطيني التي شكلت أيضا أساسات الغرف المجاورة لها في الغرب و الجنوب و الشرق في حين شكلت من جهة الشمال جدران القصر الخارجية.

ويؤكد المؤرخ أن البئر تمتلك الكثير من المزايا المعمارية واللقى الأثرية التي جعلت منها واحدة من أهم الآبار الأثرية المكتشفة في سورية و العالم و أهم ما يميز البئر معماريا ضخامة الدرج داخلها البالغ عرضه مترا ونصف المتر عند الجهة الشرقية من البئر و المؤلف من درجات بازلتية موزعة بصورة منتظمة و مثبتة في جدران صخرية على مساند متدرجة كالسلم نحو الأسفل والذي يسمح بالنزول فيه حتى القاع الأمر الذي يمكننا من الحصول على الماء إما بواسطة سحبه بالحبل نحو الأعلى أو من خلال النزول إلى البئر ويتخذ درج البئر مسارا منكسرا عدة مرات على امتداد الجدران الجانبية الأربعة متجها نحو الأسفل ثم ينعطف عند الجهة الشرقية مشكلا المقطع الخامس والأخير.

ولفت نائب مدير المخابر إلى أن أهم اللقى الأثرية التي اكتشفت في البئر تتمثل في 3000 كسرة من الرسوم الجدارية الملونة التي سقطت في البئر مع بقايا جدران و أرضية الغرفة /ن/ الواقعة شرقي البئر عند تدمير القصر سنة 1340 ق.م على يد الحثيين.

وأوضح السيد أنه عثر في البئر على أكبر و أهم كمية من الأخشاب الرطبة التي عثر عليها في بلدان الشرق الأدنى الجافة والمؤرخة بعصر البرونز سقطت في البئر من الطابق الأول عند تدمير قصر مملكة قطنا الملكي أهمها عوارض خشبية سقفية ضخمة يبلغ وزن أضخمها 800 كيلوغرام و يبلغ طول أطولها 5 أمتار, ويؤكد وجودها تطور تقنية النجارة الخشبية في سورية خلال عصر البرونز.

ومن بين الاكتشافات المهمة أيضا ثلاث قطع خشبية متطاولة بقيت عليها آثار حبال ربما كانت جزءا من ملفاف مزود بحبل لسحب الماء من البئر.


عماد الدغلي

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...