التغيرات المناخية أكبر تحديات الصحة العالمية

10-04-2008

التغيرات المناخية أكبر تحديات الصحة العالمية

تحتفل منظمة الصحة العالمية هذا العام بعيدها الستين، وبدلا من الإسهاب في ما تسميه نجاحاتها في مكافحة الأوبئة والأمراض في أكثر دول العالم فقرا، فضلت المدير العام للصحة العالمية مارغريت تشان النظر للمستقبل وما يحمله من مخاطر صحية محدقة بالبشرية والتحديات المرتبطة بها.

فقد طالبت تشان -في بيان صادر عن المنظمة اليوم- بضرورة زيادة الجهود الرامية للتصدي لتحديات التغيرات المناخية المقبلة على العالم، ووضع جدول أعمال للبحوث المطلوبة لمواجهة المشكلات الناجمة عنها.

والهدف من ذلك الحصول على أفضل البيانات حول حجم وطبيعية تأثير التغيرات المناخية على الصحة العامة، ودعم الدول في طرق التنبؤ والمراقبة وأفضل طرق مواجهة الكوارث المحتملة.

ويطالب خبراء الصحة بضرورة البدء أولا في دعم الدول النامية والأشد فقرا للحصول على الخدمات الصحية الأساسية، التي من شأنها أن تكون سبيل وقاية حتى وإن كانت محدودة. 

وقد استندت تشان في مطالبها تلك إلى أن تداعيات تلك التغيرات المناخية باتت واقعا لا يقبل الشك، وحذرت من تأثير العواصف والجفاف وموجات الحرارة العالية والفيضانات على الصحة العامة، فضلا عما تسببه تلك التغيرات المناخية من تدمير للأخضر واليابس.

وقد حدد خبراء الصحة العالمية القطاعات التي ستتأثر بشدة بالتغيرات المناخية في السنوات المقبلة، فأولها سيكون القطاع الزراعي، إذ يؤدي ارتفاع الحرارة إلى زيادة حالات الجفاف وانتشار الفيضانات ما ينعكس على فقدان نسبة كبيرة من المحاصيل الزراعية الهامة، سيما في الدول ذات الكثافة السكانية العالية.

وبالتالي سيؤدي هذا إلى سوء التغذية وربما المجاعات في بعض المناطق، وإذا كانت الأوضاع الحالية تتسبب في وفاة 3.5 ملايين إنسان سنويا، فإن تفاقمها يعني مضاعفة هذا العدد.

والثاني سيكون انتشار ما توصف بالظواهر الجوية المتطرفة من عواصف وفيضانات، التي ستؤدي إلى تفشي أمراض مثل الكوليرا، سيما مع فشل أنظمة الصرف الصحي وعدم وجود مصادر للمياه الصالحة للشرب.

أما موجات الحرارة العالية فستؤثر –حسب الخبراء- على سكان المدن بالدرجة الأولى، ما سيرفع من معدلات المرض والوفيات.

ولا شك في أن كل تلك المتغيرات المناخية ستعمل على تغيير التوزيع الجغرافي للحشرات الناقلة لأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، وهو ما يثير قلق خبراء الصحة العالمية كثيرا.

ورغم أن تغيير المناخ ظاهرة عالمية تنطبق على كل دول العالم، إلا خبراء الصحة العالمية أن الدول النامية والأكثر فقرا في العالم هي التي ستتضرر من تلك المشكلة المناخية المقبلة دون غيرها.

واستدلت تشان على ذلك بأمثلة واقعية مثل فيضانات أنغولا وكيف تسببت بانتشار الكوليرا هناك، فضلا عن حزام الجفاف الذي يزحف على وسط القارة السمراء تدريجيا.

وكانت فكرة إنشاء المنظمة قد انطلقت عام 1945 باقتراح من الهند والبرازيل ثم عقدت أول مؤتمراتها الدولية في 22 يوليو/ تموز 1946، بهدف مكافحة الأمراض المنتشرة في الدول المتضررة من الحروب.

وتم الاتفاق على أن يكون السابع من أبريل/ نيسان من كل عام يوما للصحة العالمي، بدأ برحلة مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية ليصل اليوم إلى انطلاقة للبحث عن علاج للمشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري.

تامر أبو العينين

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...