الاحتلال يخطط لهدم 60 مسكناً قبل نهاية العام

04-11-2009

الاحتلال يخطط لهدم 60 مسكناً قبل نهاية العام

وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مساء أمس، إلى القاهرة، في زيارة لم تكن مدرجة على جدول أعمالها في المنطقة، وتهدف إلى بذل مزيد من الجهود لتبديد الخيبة العربية من الموقف الأميركي الذي يبيح لإسرائيل مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي صعّد فيه الاحتلال ومستوطنوه حملتهم لتهويد القدس المحتلة، حيث استولت مجموعة من اليهود المتشددين، أمس، على منزل لعائلة الكرد الفلسطينية في حي الشيخ جراح فيما ذكرت مؤسسة فلسطينية أنّ الاحتلال يخطط لهدم عشرات المنازل في المدينة بحلول نهاية العام الحالي. فلسطينيون يتحدثون إلى صحافيين أمام المنزل في القدس المحتلة أمس
وبحماية قوات الاحتلال الاسرائيلية، اقتحمت مجموعة يهودية متشددة الجزء المغلق من منزل مسنة فلسطينية في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة. واعتدى المتطرفون على رفقة الكرد (85 عاماً) وأخرجوها وأثاثها من المنزل بهدف الاستيلاء عليه وتحويله إلى بؤرة استيطانية. ويقع المنزل ضمن منازل الحي الـ28 التي يتهدد سكانها خطر الترحيل والطرد منها، علماً بأنّ قراراً سابقاً صدر عن محكمة إسرائيلية حظر الدخول إلى المنزل.
كما ادى هدم سلطات الاحتلال، أمس الأول، لثلاثة مبانٍ مأهولة بالسكان في حي الثوري في سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وفي بيت حنينا شمالي القدس، إلى تشريد أكثر من خمسين مقدسياً أكثر من نصفهم من الأطفال.
وحذرت «مؤسسة المقدسي» الفلسطينية من مخطط وضعته بلدية الاحتلال في القدس لهدم 35 منزلاً فلسطينياً في شرقي المدينة المحتلة خلال الأيام المقبلة بزعم عدم الترخيص والبناء غير القانوني.
وأشارت المؤسسة إلى أنها حصلت على وثيقة تم تسريبها من داخل البلدية الإسرائيلية تبين عدد المنازل الفلسطينية التي ستقوم بهدمها خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنّ المنازل المهددة بالهدم تقع في أحياء البلدة القديمة والثوري وبيت حنينا وجبل المكبر وأم ليسون وصور باهر ووادي الجوز وبلدة سلون وبلدة العيسوية ورأس العمود. وأضافت أن الوثيقة تشير إلى أن البلدية تعتزم هدم ما يزيد عن ستين منزلاً فلسطينياً في مدينة القدس حتى نهاية العام الحالي. وقد قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «مذهول» من تصرفات اسرائيل.
في القاهرة، وقال وزير الخارجية المصرية احمد أبو الغيط، قبيل وصول كلينتون «نحن نرغب في الحصول على ضمانات للفلسطينيين... نعطيهم ما يضمن لهم أن هذه المفاوضات لن تستخدم لإضاعة الوقت ولن تستخدم لتحقيق الأهداف الإسرائيلية ضدهم»، مشيراً إلى أنّ القاهرة ترغب في «ضمانات تعطيهم الحق في دولة فلسطينية».
وأضاف أبو الغيط، رداً على سؤال حول موقف كلينتون من استئناف المفاوضات، انه يأمل في الحصول على توضيحات لوجهة نظر واشنطن، موضحاً «ينبغي أن أنتظر لأرى رد فعل وزيرة الخارجية الأميركية عندما تصل إلى القاهرة، لأنها قدمت توضيحات معينة الليلة الماضية. وعلينا أن نستمع إلى هذه التوضيحات منها بشكل مباشر، ثم نبحث القضية بعد ذلك».
وفي رام الله، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنّ «تراجع كلينتون عن تصريحاتها بخصوص الوقف الجزئي للاستيطان غير كاف من اجل استئناف المفاوضات مع اسرائيل»، مطالباً الإدراة الأميركية بأن «تلزم اسرائيل بوقف شامل وكامل للاستيطان في الاراضي الفلسطينية بما فيها النمو الطبيعي وخاصة في القدس». وشدد ابو ردينة على ان السلطة الفلسطينية تعتبر ان «اي وقف جزئي للاستيطان غير مقبول ولن يؤدي الى استئناف المفاوضات».
من جهتها، دافعت كلينتون مجدداً عن الاقتراح الإسرائيلي الأخير بشأن الاستيطان. وقالت كلينتون، في مقابلة مع قناة «الحرة» الأميركية: «عندما دعونا في ظل قيادة الرئيس باراك أوباما إلى إنهاء الأنشطة الاستيطانية، كان ذلك تعبيراً جديداً عن السياسة الأميركية والتزاماً متجدداً بقناعة إدارة أوباما الراسخة بأن الأنشطة الاستيطانية غير مشروعة»، لكنها رأت أن ما اقترحه رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا الصدد سينهي الأنشطة الاستيطانية التي يمكن أن تمضي قدماً، كما سينهي مصادرة الأراضي الفلسطينية.
في غضون ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون إلى إطلاق «خطة مارشال» بعشرة مليارات دولار لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني، وبالتالي دعم عملية السلام. وقال أيالون «لقد خابت آمالنا جداً من الدول العربية، ولسنا وحدنا في المجتمع الدولي لأن بإمكان الدول العربية أن تفعل المزيد، أولاً وخصوصاً المملكة العربية السعودية».
وأضاف «نحن بحاجة لأمر ما مثل خطة مارشال لتأمين وظائف وإقامة منطقة صناعية في الأراضي الفلسطينية»، معتبراً أنّ «ضخّ 10 مليارات دولار الآن، في يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية) في الاقتصاد الفلسطيني قد يؤدي إلى عجائب ومعجزات».
وتساءل «أين المال اليوم؟ أولاً في دول الخليج. إذا نظرنا إلى السعودية، فمع ملايين من مليارات الدولارات التي يجنونها من النفط، بإمكانهم بكل تأكيد إرسال قليل من المال إلى الفلسطينيين في طريقة تساهم في الاقتصاد الفلسطيني».
يأتي ذلك في وقت رفض مجلس النواب الأميركي تقرير المحقق الدولي ريتشارد غولدستون. وأقر البرلمانيون بغالبية 344 صوتاً في مقابل 36 قراراً يدعو إلى «رفض ومن دون أي لبس تقديم أي دعم أو أي درس في المستقبل» للتقرير.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...