ازدياد الإكراه والإغراء الديني في إسرائيل

05-07-2012

ازدياد الإكراه والإغراء الديني في إسرائيل

في ظل الأزمة السياسية المستعرة في إسرائيل حول «لجنة بلاسنر» وتقريرها بشأن بدائل «قانون طال» لتجنيد الحريديم في الجيش تزداد مظاهر الإكراه والإغراء الديني في المجتمع. وبالرغم من أن مبادئ ما يُعرَف في إسرائيل بنظام «الأمر الواقع» فرضت أعرافاً يهودية على المجتمع بينها رقابة «الطعام الحلال» («كشروت»)، واحترام حرمة يوم السبت، وإيقاف المواصلات العامة فيه، ومنع المواصلات الخاصة من المرور في أحياء محددة، إلا أن فرض هذه الأعراف في ازدياد وتوسّع، فالمزيد من المدن والأحياء تشهد آليات فرض أعراف دينية متشددة كانت حكراً على أحياء محددة في القدس وبني براك، لكنها صارت تتنقل من مدينة إلى أخرى شمالاً وجنوباً ووسطاً.
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل متزايد إلى الخلافات في صفوف الجيش حول الغناء، وحول تجنيد الفتيات، بل وحول التضارب بين فتاوى الحاخامات وأوامر الضباط. وقد أضيف إلى ذلك مؤخراً دخول الإغراء الديني إلى عالم السياحة والفنادق، وهو ما اعتبرته صحف إسرائيلية نوعاً من «الثورة الدينية» بقيادة الحاخام الأكبر لإسرائيل يونا متسجار. ويعمل متسجار حالياً على منح ترتيب للفنادق وفق «يهوديتها»، ويندرج في هذا الترتيب تشغيل أو عدم تشغيل عمال عرب في المطبخ، أو وجود فصل بين الرجال والنساء في المسابح من عدمه.
وأشارت «معاريف» إلى تغيير دراماتيكي يتوقع حدوثه في منظومة منح شهادة «كشروت» من الحاخامية الكبرى في إسرائيل للفنادق الكبرى. وهكذا فإن الحاخام الأكبر لإسرائيل يونا متسجار، بالتعاون مع لجنة الحاخامات، يبلورون معايير جديدة لمنح «كشروت» للفنادق. وبموجب هذه المعايير فإن الفندق الذي يكيف نفسه أكثر لمتطلبات الشريعة اليهودية ويوفر مناخاً يناسب الحياة الدينية، كالامتناع عن تشغيل أغراب في المطبخ، واحترام يوم السبت، سينال درجات أعلى معبر عنها بنجوم.
وبموجب المعايير الجديدة في الحاخامية ستمنح نجمتان إلى خمس نجوم «كشروت» وفق معايير متراكمة: الفندق الذي ينال شهادة «كشروت» عادية ينال نجمتين، في حين ينال ثلاثة نجوم الفندق الذي لا يستخدم في مطبخه أجانب أو عرباً، أما الفندق الذي يجلب اللحوم فقط من جزار حريدي مرخص فإنه ينال أربع نجوم. ويمكن للفندق أن يفخر بخمس نجوم من الحاخامية إذا حافظ على حرمة السبت وشرف النساء بالتأكيد على اللباس المحتشم ومنع استخدام الهاتف أو سماع الموسيقى في أيام السبت.
وبموجب هذه الإجراءات فإن الفنادق الراغبة في تزيين واجهتها بنجوم الحاخامية أكثر من نجمتين مضطرة لأن تطرد من العمال عمالاً غير يهود يعملون في المطبخ. أما الفنادق التي تريد الحصول على نجوم «كشروت» أربع أو أكثر فستضطر للتعاقد على شراء اللحوم من مذابح الحريديم. وهذه المذابح تتشدد كثيرا في الذبح وتربية الماشية أكثر من المذابح العادية حتى تلك التي تلتزم بالتقاليد اليهودية.
أما النجمة الخامسة فهي الأشد إثارة والتي يمكن أن تثير اعتراضات شديدة لأنها تفرض طابعاً دينياً على الفندق من خلال التشديد على الحشمة. وفي نطاق المحظورات ضمن هذا الترتيب يمنع سماع الموسيقى في بهو الفندق في أيام السبت وواجب تخصيص ساعات سباحة خاصة للنساء ومثلها للرجال، بحيث يغدو الفصل بين الجنسين في برك السباحة قائماً. وكذلك يتعلق الأمر بلباس العاملات في الفندق وتشغيل مصعد خاص ليوم السبت لا يحوي أزراراً ويقف عند كل طابق ويحظر استخدام الهاتف أو تشغيل أي جهاز كهربي يوم السبت.
ويرى رجال الدين أن مثل هذه الخطوات ستشجع القطاع المتدين الذي يزداد توسعاً على الانخراط في السياحة الداخلية. ومن المؤكد أن هذا ما كان ليتم لولا القوة التي يستشعرها رجال الدين اليهود، جراء اتساع نطاق التدين عموماً في إسرائيل. ويشكل القطاع المتدين في إسرائيل اليوم ما بين تقليدي وحريدي ما لا يقل عن أربعين في المئة من المجتمع اليهودي في إسرائيل.
من جهة أخرى أفتى الحاخام دافيد ليئور وهو من كبار الحاخامات المستوطنين بفتاوى بالغة التشدد ضد العرب واليساريين. وفي كتاب جديد حول فتاويه يقول حاخام مستوطني الخليل: إنه لا يحق لليهودي أن يصادق من لا يلتزم بشعائر الدين ومنهم اليساري والعربي. كما يبيح لليهود كراهية رجال الشرطة أو الجيش ممن يزيلون المستوطنات أو يعرقلون المستوطنين. ولا يسمح الحاخام باستخدام الانترنت أو التلفزيون لأن لا فائدة ترجى منهما. وهو لا ينصح بتربية كلب في البيت.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...