إلتهاب الكبد الوبائي B. وحديثي الولادة

06-03-2019

إلتهاب الكبد الوبائي B. وحديثي الولادة

إن التهاب الكبد من النمط B أو ما يسمى التهاب الكبد الوبائي هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تتسبب في أمراض حادة ومزمنة على حد سواء.

ينتقل الفيروس من خلال ملامسة دم الشخص المصاب أو سوائل جسمه الأخرى.

يندرج التهاب الكبد من النمط B في عداد الأخطار المهنية الهامة المحدقة بالعاملين الصحيين.

 إن بالمستطاع الوقاية من التهاب الكبد من النمط B بتلقي لقاح أمن وفعال متاح حالياً وخاصه لحديثي الولادة.

إن التهاب الكبد من النمط B هو عدوى كبدية يمكن أن تهدد حياة المصاب بها، وهي ناجمة عن فيروس هذا الإلتهاب.

ويشكل هذا الإلتهاب مشكلة صحية عالمية بارزة. ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة وأن يعرض الناس لخطر الوفاة بشدة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد.

ويتوافر لقاح مضاد لالتهاب الكبد من النمط B منذ عام 1982. وهذا اللقاح ناجح بنسبة 95% في الوقاية من العدوى ومن الإصابة بالمرض المزمن وسرطان الكبد الناجم عن الالتهاب المذكور.

يمكن أن يظل فيروس التهاب الكبد من النمط B على قيد الحياة خارج جسم المريض لمدة 7 أيام على الأقل، وخلال هذه الفترة يظل الفيروس قادراً على التسبب في العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح، وتصل فترة حضانة الفيروس إلى 75 يوماً في المتوسط، ولكنها يمكن أن تتراوح بين 30 إلى 180 يوماً.

ويمكن اكتشاف الفيروس في غضون 30 إلى 60 يوماً بعد العدوى وبمقدوره الاستمرار والتحول إلى التهاب كبد مزمن من النمط B.

وفي المناطق الموطونة بشدة فإن السبيل الأكثر شيوعاً لانتقال التهاب الكبد من النمط B هو من الأم إلى الطفل عند الولادة (سراية الفترة المحيطة بالولادة)، أو عبر السراية الأفقية (التعرض لدم ملوَّث)، ولاسيما من طفل مصاب إلى طفل غير مصاب خلال السنوات الخمس الأولى من العمر. ويعتبر نشوء العدوى المزمنة أمراً شائعاً جداً في صفوف الرضع المصابين بالعدوى من أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة.

كما يمكن أن ينتشر التهاب الكبد من النمط B عن طريق التعرض الجلدي أو العضلي لدم ملوث أو لسوائل بدنية ملوثة مختلفة، وكذلك عبر اللعاب، والسوائل الحيضية، والمهبلية، والمنوية.

ويمكن أن تحدث السراية الجنسية لالتهاب الكبد من النمط B، ولاسيما لدى الرجال غير المطعَّمين الذين يتعاطون الجنس مع رجال آخرين، والرجال من مغايري الجنس ذوي الشركاء الجنسيين المتعددين أو الذين يقيمون صلات مع المشتغلين بالجنس.


وتؤدي العدوى لدى البالغين إلى التهاب الكبد المزمن في نسبة تقل عن 5% من الحالات. كما يمكن أن تحدث سراية الفيروس نتيجة إعادة استخدام الإبر والمحاقن في سياقات الرعاية الصحية أو في صفوف الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. إضافة إلى ذلك فإن العدوى يمكن أن تحدث خلال العمليات الطبية، والجراحية، والسنية، والوشم، أو عبر استخدام أمواس الحلاقة والأشياء الأخرى الملطخة بالدم الملوث.


الأعراض:

لا تظهر أية أعراض على معظم الناس خلال مرحلة العدوى الحادة. غير أن البعض يعاني من أعراض في هذه المرحلة تستمر عدة أسابيع، بما في ذلك اصفرار البشرة والعيون (اليرقان)، والبول الداكن، والإجهاد الشديد، والغثيان، والتقيؤ، والألم البطني. ويمكن لالتهاب الكبد الحاد أن يتطور لدى مجموعة فرعية صغيرة من المصابين به إلى فشل كبدي حاد قد يقود إلى الوفاة.

وعند بعض الناس فإن فيروس التهاب الكبد من النمط B قد يسبب أيضاً عدوى كبدية مزمنة تتطور لاحقاً إلى تليف في الكبد أو إلى سرطان الكبد.

من المتعذر التمييز سريرياً بين التهاب الكبد من النمط B وأنواع هذا الالتهاب الناجمة عن عوامل فيروسية أخرى، ومن ثم فإن التأكيد المخبري أمر لا غنى عنه. ويتوافر عدد من اختبارات الدم لتشخيص المصابين بالتهاب الكبد من النمط B ورصدهم. وبالمستطاع استخدام هذه الاختبارات للتمييز بين العدوى الحادة والمزمنة.

وينصب التشخيص المخبري لعدوى التهاب الكبد من النمط B على الكشف عن المستضد السطحي لهذا الالتهاب وهو HBsAg . وتوصي منظمة الصحة العالمية باختبار كل عينات الدم المُتبرع بها لضمان مأمونية الدم وتفادي السراية العرضية إلى متلقي مشتقات الدم.

وتتميز عدوى فيروس التهاب الكبد الحاد بوجود المستضد HBsAg وأضداد الغلوبولين المناعي (M (IgM للمستضد الأساسيHBcAg. وخلال المرحلة الأولية من العدوى يبدي المرضى أيضاً إيجابية مصلية للمستضد e لالتهاب الكبد من النمط (B (HBeAg. وهذا المستضد هو في العادة واسمة لمستويات عالية من تنسخ الفيروس. ويشير وجود المستضد المذكور إلى أن دم المصابين وسوائلهم البدنية شديدة العدوى.

وتتسم العدوى المزمنة بوجود المستضد HBsAg لمدة لا تقل عن ستة أشهر (بالتزامن مع وجود المستضد HBeAg أو بدونه). وتُعتبر مداومة المستضد HBsAg الواسمة الرئيسية لخطر تطور الحالة إلى مرض الكبد المزمن وسرطان الكبد (سرطانة الخلايا الكبدية) في مرحلة لاحقة من العمر.


العلاج:

ليس هناك من علاج محدد لالتهاب الكبد الحاد من النمط B. ولذلك فإن الرعاية ترمي إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن تغذوي مناسب، بما في ذلك التعويض عن السوائل المفقودة بسبب التقيؤ والإسهال، ويمكن علاج عدوى التهاب الكبد المزمن من النمط B بالأدوية، بما في ذلك الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ ترقي تليف الكبد، ويحد من احتمالات الإصابة بسرطان الكبد، ويعزز من إمكانية بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل.


وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام العلاج الفموي بدواء تينفوفير أو إنتيكافير، لأنهما أشد الأدوية قوة في كبت فيروس التهاب الكبد من النمط B. وقلما يقود هذان العلاجان إلى نشوء مقاومة للأدوية بالمقارنة مع العقاقير الأخرى، كما أنهما يتسمان بسهولة التناول (قرص واحد في اليوم)، إلى جانب أن آثارهما الجانبية قليلة ولذا فإنهما يحتاجان فحسب إلى رصد محدود.

على أن العلاج لا يؤدي إلى الشفاء من عدوى التهاب الكبد من النمط B بالنسبة لمعظم الأشخاص، وإنما إلى كبت تنسخ الفيروس فحسب. ولذلك فإن على غالبية الأشخاص الذين يبدأون بتلقي العلاج من هذا الالتهاب الاستمرار في ذلك طيلة حياتهم.

ويمكن النظر في اعتماد العلاج بحُقن الإنترفيرون بالنسبة لبعض الأشخاص في بعض السياقات ذات الدخل المرتفع، إلا أن هذا الاستخدام أقل جدوى في السياقات منخفضة الموارد بسبب ارتفاع التكلفة والتأثيرات الضارة الواسعة التي تتطلب رصداً دقيقاً.

وفي العديد من السياقات ذات الموارد الشحيحة فإن القدرة محدودة على الحصول على خدمات تشخيص وعلاج التهاب الكبد من النمط B، ويتم تشخيص الكثيرين عندما تكون إصابتهم بمرض سرطان الكبد قد بلغت مرحلة متقدمة. ويترقى سرطان الكبد بسرعة، وبما أن خيارات العلاج محدودة تكون الحصيلة رديئة عموما. وفي البلدان ذات الدخل المنخفض، فإن أغلب الاشخاص يلقون حتفهم بسبب سرطان الكبد خلال أشهر قليلة من تشخيص المرض. وفي البلدان ذات الدخل المرتفع فإن بمقدور الجراحة والمعالجة الكيميائية أن تطيلا العمر لبضع سنوات. وتُستخدم عمليان زرع الكبد أحياناً في هذه البلدان فيما يتعلق بالمصابين بتليف الكبد مع تحقيق درجات متفاوتة من النجاح.

الوقاية:

إن اللقاح المضاد لالتهاب الكبد من النمط B هو الركيزة الأساسية للوقاية منه. وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء هذا اللقاح لكل الرضع في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، ومن الأفضل أن يتم ذلك في غضون 24 ساعة. وينبغي إعطاء جرعتين إلى ثلاث جرعات بعد الجرعة الولادية لاستكمال السلسلة الأولية. وفي معظم الحالات يعتبر أحد الخيارين التاليين مناسبا:

• جدول مؤلف من 3 جرعات للقاح التهاب الكبد من النمط B، على أن تُعطى الجرعة الأولى (أحادية التكافؤ) عند الولادة بينما تُعطى الجرعتان الثانية والثالثة (أحادية التكافؤ أو لقاح مختلط) في وقت الجرعات الأولى والثالثة للقاح المضاد للخناق والشاهوق (السعال الديكي) والكزاز (DTP) ذاته؛ أو


• أربع جرعات، حيث يتم إعطاء ثلاث جرعات أحادية التكافؤ أو جرعات لقاحات مختلطة بعد الجرعة الولادية أحادية التكافؤ، وعادة ما يتم إعطاء هذه الجرعات بالترافق مع لقاحات الرضع الروتينية الأخرى.


وتسفر سلسلة اللقاحات الكاملة عن إحداث مستويات أضداد واقية لدى أكثر من 95% من الرضع، والأطفال، وصغار البالغين. وتدوم الحماية لفترة لا تقل عن 20 عاماً وتستمر طيلة العمر على الأرجح. وهكذا فإن منظمة الصحة العالمية لا توصي بالتطعيم المعزز لمن استكملوا جدول التطعيم ثلاثي الجرعات.

وينبغي أن يُعطى اللقاح لجميع الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة ولم يسبق لهم التطعيم إذا كانوا يعيشون في بلدان تشهد توطناً منخفضاً أو متوسطاً. وفي هذه السياقات فإن من المحتمل أن يصاب بالعدوى عدد أكبر من الأشخاص في المجموعات المعرضة لمخاطر عالية، ويتعين إعطاءهم اللقاح أيضا. ويشمل هؤلاء الأشخاص:

• المحتاجون إلى الدم أو مشتقاته بشكل متكرر، والمرضى الخاضعون لعمليات غسل الكلى، والخاضعون لعمليات زرع الأعضاء الصلبة.

• نزلاء السجون.

• متعاطو المخدرات بالحقن.

• المخالطون الأسريون والجنسيون للمصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد من النمط B.

• الأشخاص متعددو الشركاء الجنسيين.

• العاملون في الرعاية الصحية وسواهم ممن يتعرضون للدم ومشتقاته أثناء عملهم

• المسافرون الذين لم يستكملوا سلسلة التطعيم المضاد لالتهاب الكبد من النمط B، والذين يجب أن يوفر لهم اللقاح قبل مغادرة المناطق الموطونة.

ويتمتع اللقاح بسجل ممتاز من حيث المأمونية والفعالية. ومنذ عام 1982 تم استخدام أكثر من مليار جرعة منه في مختلف أرجاء العالم. وفي الكثير من البلدان التي كانت نسبة إصابة الأطفال بالعدوى المزمنة فيها تتراوح عادة بين 8 و15% أدى التطعيم إلى خفض معدلات هذه العدوى إلى أقل من 1% عند الأطفال المُمنَّعين.

وحتى عام 2014 قام 184 بلداً بتطعيم الأطفال ضد التهاب الكبد من النمط B كجزء من جداول التطعيم وتلقت نسبة 82% من الأطفال اللقاح المضاد لهذا الالتهاب. ويمثل ذلك زيادة كبرى بالمقارنة مع 31 بلداً عام 1992، وهو العام الذي أصدرت فيه جمعية الصحة العالمية قراراً يوصي بالتطعيم الشامل ضد التهاب الكبد من النمط B. وفضلاً عن ذلك فقد وصل عدد الدول الأعضاء التي بدأت بتطبيق إعطاء الجرعة الولادية من لقاح التهاب الكبد من النمط B إلى 96 دولة حتى عام 2014.

وفضلاً عن ذلك فإن تنفيذ استراتيجيات مأمونية الدم، بما في ذلك الفحص المضمون الجودة لكل كميات الدم ومكوناته المتبرع بها لأغراض نقل الدم، يمكن أن يقي من سراية التهاب الكبد من النمط B. كما يمكن أن تشكل ممارسات الحقن المأمونة، والاستغناء عن عمليات الحقن غير الضرورية ولا المأمونة، استراتيجيات فعالة للحماية من سراية فيروس التهاب الكبد من النمط B. كذلك فإن الممارسات الجنسية المأمونة، بما في ذلك خفض عدد الشركاء واستخدام التدابير الواقية العازلة ، تكفل الحماية أيضاً من السراية.

 

 



منظمة الصحة العالمية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...