إسرائيل تُبلغ الأمم المتحدة رسمياً: التجسّس على لبـنان لـن يتوقـف

27-10-2009

إسرائيل تُبلغ الأمم المتحدة رسمياً: التجسّس على لبـنان لـن يتوقـف

أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة، أنها ستواصل مساعيها لجمع معلومات استخباراتية في الجنوب اللبناني طالما لا تسيطر الحكومة اللبنانية على هذه المنطقة بشكل كامل. وجاء هذا البلاغ في أعقاب استفسارات من الأمم المتحدة قدمت لإسرائيل حول «أجهزة التنصت» التي تم اكتشافها قرب قرية حولا في الأسبوع الماضي. وأشارت صحيفة «هآرتس» التي نشرت النبأ، إلى أن إسرائيل لم تنف ولم تؤكد أن الأجهزة التي تمّ تفجيرها كانت أجهزة تجسس زرعتها هناك.جنود إسرائيليون يستمعون إلى شرح جنرال أميركي خلال مناورة في قاعدة عسكرية قرب تل أبيب أمس
وكتبت «هآرتس» ان اجتماعاً ثلاثياً لمندوبين لبنانيين واسرائيليين ومن المنظمة الدولية، عقد يوم الأربعاء الماضي في مقر القوات الدولية في الناقورة، للبحث في التوتر الذي ساد المنطقة خصوصاً جراء الاتهام اللبناني لإسرائيل بزرع أجهزة تجسس للتنصت على الاتصالات اللبنانية. ومثل القوات الدولية في هذا الاجتماع قائدها في الجنوب اللبناني الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو، في حين مثل الجانب اللبناني قائد وحدة الارتباط في الجيش، ومثل الجانب الإسرائيلي رئيس الوحدة الإستراتيجية في شعبة التخطيط في هيئة الأركان العميد يوسي هايمان.
ونقلت «هآرتس» عن دبلوماسي غربي مطلع على تفاصيل اللقاء، قوله إن أحد المواضيع المركزية التي أثيرت هناك كانت كشف أجهزة التنصت تلك. وكانت أجهزة الأمن اللبنانية قد أشارت إلى أن التحقيقات التي جرت حول الموضوع أظهرت أن المسألة تتعلق بالربط مع الشبكة السلكية المستقلة لاتصالات «حزب الله» والتي تعمل بانفصال عن شبكة الاتصالات الرسمية في لبنان.
وطلب قائد القوات الدولية وقائد وحدة الارتباط اللبناني توضيحات حول مسألة أجهزة التنصت من المندوب الإسرائيلي. وقال ممثلو القوات الدولية في اللقاء إنها أجهزة تنصت زرعت، كما يبدو، أثناء حرب لبنان الثانية في آب العام 2006، غير أن ممثلي الجيش اللبناني قالوا إن الأجهزة التي اكتشفت تبدو أحدث من ذلك. وأوضحوا ان «الأمر يبدو وكأنه شيء جديد زرع في الآونة الأخيرة».
وبحسب الدبلوماسي الغربي، فإن الجنرال هايمان لم ينف حقيقة أنها أجهزة تنصت إسرائيلية، ولم يجب مباشرة على الأسئلة التي وجهت إليه. ومع ذلك، فإنه شدد على أن إسرائيل تستخدم قدراتها الاستخباراتية في ضوء الخطر البادي من جانب «حزب الله». وقال هايمان إنه «فقط ما أن تسيطر الحكومة اللبنانية على الجنوب اللبناني، فإن إسرائيل ستوقف طلعاتها الجوية الاستطلاعية، وإلى أن يحدث ذلك، فإن إسرائيل ستواصل استخدام كل السبل للدفاع عن مواطنيها».
وأضاف الجنرال الإسرائيلي، وفق «هآرتس»، أنه لا ينبغي توقع أن «تنتظر إسرائيل أن يعتدي عليها أحد، وألا تفعل شيئاً». وشدد على وجوب فحص حادث كشف أجهزة التنصت في «سياق أوسع»، في ضوء الوضع القائم في الجنوب اللبناني، «حيث يواصل حزب الله التسلح، وهناك بين الحين والآخر إطلاق صواريخ نحو إسرائيل». وقال هايمان إنه «في ضوء ذلك كله، نحن لا نرى ان هذا الحادث يمثل انتهاكا إسرائيليا للقرار 1701».
وكانت قضية أجهزة التنصت قد بدأت بتفجيرات وقعت على مقربة من الحدود، تبين بعدها أنها جراء قيام إسرائيل بتفجير أجهزة التنصت هذه بطريقة التدمير الذاتي، بعد اكتشافها على أيدي المقاومة والجيش اللبناني. وكانت هذه الأجهزة مدفونة في الأرض وتعمل ببطاريات طويلة الأجل.
ومن المقرر أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الى مجلس الأمن الدولي، تقريره الدوري عن تنفيذ القرار 1701. وسيقدم التقرير على خلفية التحقيقات التي أجريت في عدد من التفجيرات التي وقعت في قرى لبنانية، وإطلاق صواريخ «كاتيوشا» على إسرائيل في ذكرى هجمات الحــادي عشــر من أيلول في الولايات المتحدة، واكتشاف أجهــزة التنــصت الإسرائيلية.
وذكرت «هآرتس» ان إسرائيل بعثت في الأسابيع الأخيرة بعدد من الرسائل الى الأمم المتحدة، تطالب فيها بأن يشمل تقرير الأمين العام تفاصيل الأحداث التي «تشهد على أن حزب الله يواصل التسلح جنوبي نهر الليطاني، وأن حزب الله يعمل في القرى الجنوبية، ويخزن أسلحة في بيوت مدنية».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...