العراق: الأكراد يريدون بقاء الاحتلال والعرب يطلبون جلاءه
أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني، أمس، أن الحكومة العراقية لن تحدد جدولا زمنياً لانسحاب قوات الاحتلال الاميركية من بلاده في الوقت الحالي، فيما ارتفعت حدة الخطابين السني والشيعي ضد المحتل الاميركي وحلفائه في الحكومة العراقية، مع اتهام جبهة التوافق العراقية حكومة نوري المالكي ب التواطؤ ضد السنة، إثر هجوم دامٍ على منطقة سنية تخضع ل الخطة الامنية الاميركية العراقية، وإعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حرباً سلمية ضد المحتل، غداة اعتقال معاونه في النجف، صلاح العبيدي.
وأمام الجمعية العامة للامم المتحدة، أعلن الطالباني أن الحكومة العراقية لن تحدد جدولاً زمنياً لانسحاب قوات الاحتلال في الوقت الحالي. وقال إنهم (الاميركيين) أساسيون لنا في الظروف الحالية، فيما نكمل بناء قواتنا المسلحة القادرة على إنهاء الارهاب، وبسط الاستقرار والامن ، مضيفاً عندها فقط سيكون بالامكان الحديث عن جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق .
في هذه الاثناء، وخلال صلاة الجمعة السابقة لشهر رمضان، شن نحو 20 مسلحاً في موكب من خمس سيارات، هجوماً على منازل سكنية في منطقة الحرية السنية شمال شرقي بغداد، وأشعلوا النار في اثنين منهما قبل ان يطلقوا النار على جامعين. وتخضع منطقة الحرية ل الخطة الامنية التي تنفذها القوات الاميركية والعراقية منذ اسابيع لتعزيز الامن في العاصمة، تحت شعار معاً للامام .
واحتجاجاً على هذه الهجمات، أعلن الوقف السني في بغداد تعليق صلوات الجمعة في المنطقة، فيما طالب رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي، رئيس الوزراء نوري المالكي، باتخاذ موقف حيال الهجمات التي تشنها ميليشيات ضد أهل السنة بهدف إفراغ بغداد من السنة وجر البلاد الى الحرب الاهلية . أضاف الدليمي إما أن تكون الحكومة متواطئة أو عاجزة حيال الجرائم الارهابية التي تقع في ظل صمت مريب من قبل الحكومة التي تقف موقف المتفرج والمتواطئ .
وبالتزامن مع خطاب الدليمي، عثرت الشرطة العراقية في بغداد على جثث تسعة أفراد من قبيلة الدليمي معصوبة الاعين ومقيدة الايدي، كانوا اختطفوا أثناء حفلة زفاف أمس الاول، من قبل رجال يرتدون الزي الرسمي للجيش العراقي.
وفي مسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين في تكريت في شمالي بغداد، شارك نحو ثلاثة آلاف شخص بعضهم يحمل أسلحة خفيفة في تظاهرة انطلقت من أمام مسجد صدام الكبير ، مطالبين ب اطلاق سراح السيد الرئيس السابق، و إعادة حزب البعث والجيش العراقي السابق . وحمل المتظاهرون صور صدام، وأطلقت نساء بينهم الرصاص في الهواء. وندد المتظاهرون بالبابا بندكت السادس عشر.
الصدر
وغداة اعتقال قوات عراقية تدعمها قوات أميركية معاون الصدر في النجف صلاح العبيدي، دعا مقتدى الصدر خلال خطبة الجمعة في مسجد الكوفة أنصاره إلى حرب سلمية ضد الاميركيين من دون أن تراق قطرة دم واحدة . وقال أمام آلاف المصلين: قاتلوهم (الاميركيين) بحرب سياسية شعبية سلمية وستبقى المقاومة السلمية عزتنا ، مطالباً بخروج المحتل من أراضينا عبر جدولة الانسحاب .
ووصف الصدر حكومة المالكي بانها حكومة هزيلة لا تستطيع لنفسها نفعاً ولا ضرراً، ولا تستطيع خدمة الشعب بتوفير الامن والخدمات الحياتية . أضاف لقد تنازلت حفاظا على وحدة الصف ولم أقف ضد الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال، وما سكوتي إلا لتكون مقاومة سياسية لوجود المحتل... لكن هذه المواقف لن تثني اميركا عن غيها وظلت تعتدي وستبقى تعتدي .
وانتقد الصدر التنازع السياسي بين الافرقاء العراقيين من أجل لعبة سياسية لا تمت لهم بصلة ، مؤكداً أن الولايات المتحدة تهيئ منذ عشر سنوات لقوات التدخل السريع ضد الامام (المهدي المنتظر)، وافتعلت حرب الخليج لتملأ المنطقة بالبوارج الحربية وله، أي للامام المهدي ، مضيفاً أن في البنتاغون ملفا كاملا وضخما حتى قيل انه يفتقد لصورته الشخصية فقط .
وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اتهمت، أمس، جيش المهدي الذي يتزعمه الصدر ب التحكم بمحطات التزود بالوقود في بغداد والسيطرة على وزارة المواصلات . واعتبرت أن تحكم مقتدى الصدر بميليشياته بدأ يضعف وبدأ قسم كبير منهم يمارس نشاطات عنف مستقلة .
وفي النجف، انتقد القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية، صدر الدين القبانجي، كلام الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان عن حرب أهلية تحدق بالعراق. وقال تحدث أنان بخلفية إيجابية، لكنه قال إن العراق على حافة الحرب الاهلية، نحن لدينا قراءة اخرى ان العراق نحو تصفية الارهاب . أضاف الاسلام العظيم شوه صورته الارهابيون في العراق وغيره .
وتحدث القبانجي عن الفيدرالية قائلاً حين نطالب بها يتحدثون عن التقسيم، نحن أكثرية فكيف نفكر بالانفصال؟ وحين يطالب الناس بإقليم فإنهم على الاقل يريدون التمتع بثرواتهم . أضاف هناك اتفاق في قائمة الائتلاف بان الفدرالية حق لشيعة العراق لا يمكن سلبه... هذا حق لا بد أن نصل اليه يوما .
أعلن الجيش الاميركي، في بيان، مقتل جندي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت قافلته العسكرية في غربي بغداد، أمس الاول.
وقتل 12 عراقياً، بينهم أربعة رجال شرطة، وجرح عشرة مدنيين في هجمات متفرقة في بغداد وضواحيها. وعثرت الشرطة على 38 جثة مجهولة الهوية في بغداد، أعدمت رمياً بالرصاص في عدة أحياء من العاصمة، بالاضافة على جثتين في الموصل وثالثة في كركوك.
وفي سامراء، شكا السكان من حصار يفرضه الاحتلال عليهم عبر ساتر ترابي يحيط بالمدينة من كل جانب .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد