03-08-2006
إسرائيل تعجز أمام القوة الخفية للمقاومة
يمكن للمرء سماع صدى دوي انطلاق الصواريخ في الجو في جنوب لبنان ولكن عندما ينظر الى الجبال بحثا عن مصدر الصوت لا يرى الا اشجار الزيتون يحركها النسيم فيصدر عنها حفيف ولا يرى اي صواريخ ولا اي مسلحين يجوبون شوارع القرى.
وعمليا فان إسرائيل تقاتل عدوا خفيا. فمقاتلو حزب الله المدربون تدريبا عاليا والمتواجدون على أرضهم في تلال وكهوف جنوب لبنان يستطيعون إطلاق الصواريخ ثم يختفون عن الأنظار.واسرائيل التي تتفوق على حزب الله بما تملكه من سلاح جوي وتكنولوجيا تحارب قوة مقاتلة تعتمد على معرفتها بتضاريس المنطقة والارض وتأييد غالبية الشيعة في المنطقة وعلى الكمائن لدى دخول القوات البرية. وتقصف الطائرات الاسرائيلية الجبال او الطرقات والجسور والقرى المجاورة احيانا بعد ثوان او دقائق من اطلاق صواريخ حزب الله لكن كما اظهر مقتل 54 مدنيا في قانا لا يمكن العثور على الاهداف بسهولة من الجو ومحاولة الوصول اليها برا تكبد الاسرائيليين خسائر في الارواح.
وقال المتحدث السابق باسم قوة حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان تيمور جوكسل "حزب الله يمارس حرب عصابات بطريقة تتسم بالذكاء. هم يعرفون عدم قدرتهم على مواجهة اسرائيل في الساحة المفتوحة مع ما تملكه من قوة جوية لذا فهم ينتظرون ان تتوغل داخل لبنان حيث يعرفون الارض وينصبون الكمائن.
"لهذا لا تتوغل اسرائيل كثيرا داخل الأراضي اللبنانية فلديها القوة لكنها تعرف بالفخاخ المنصوبة لها."وقال مصدر في حزب الله انه عندما انسحب مقاتلو الجماعة من مارون الراس في الأسبوع الثاني للحرب فخخوا منازلهم في القرية الحدودية الأمر الذي أدى الى مقتل إسرائيلي وجرح ثلاثة.
ونصب حزب الله كمينا الاسبوع الماضي قتل فيه ثمانية جنود وجرح 22 في مدنية بنت جبيل المجاورة التي تمكنت إسرائيل من حصارها لكنها لم تتمكن من دخولها على الفور.
وتقاتل اسرائيل حزب الله بقوة تفوق 6000 جندي تساندهم دبابات وغطاء جوي على خمس جبهات في جنوب لبنان. ولكن برغم توغل اسرائيل عبر الحدود في مناطق مختلفة فقد تجنبت حتى الان القيام بغزو واسع النطاق تعرف من التجربة انه قد يورطها في حرب تستمر سنوات.وتقول دورية جينز العالمية لشؤون التمرد والارهاب ان حزب الله يعتبر أقوى مجموعة مسلحة غير رسمية في المنطقة حيث زودته ايران بصواريخ غير موجهة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وقالت في تقرير مشيرة الى الجناح العسكري لحزب الله "مقاتلو المقاومة الإسلامية يعتبرون من بين اكثر المقاتلين من نوعهم التزاما وتدريبا وحماسا."
وأضافت "الأساليب التي يستخدمها افراد المقاومة الإسلامية والتي تزداد تطورا باطراد تدل على أنهم دربوا باستخدام الكتيبات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية مع التركيز في هذا التدريب على أساليب الاستنزاف وسرعة الحركة وجمع المعلومات والمناورات الليلية."
وقال جوكسل ان حزب الله لديه ما لا يزيد على 700 مقاتل متفرغ حسب تقديراته لكنه يستطيع تعبئة ما يقرب من سبعة الاف رجل مدرب بسهولة. وقال ان مقاتلي حزب الله يحاربون في وحدات مستقلة كل واحدة تضم قرابة 20 مقاتلا وهذه طريقة يصعب معها على اسرائيل شل قدرة حزب الله.
وقد دمرت اسرائيل المقر القيادي لحزب الله ومنازل القادة والمسؤولين وشركاتهم ومكاتبهم ولكن الصواريخ ما زالت تتساقط على شمال اسرائيل.وقال جوكسل "استمرار القتال يوما بعد يوم هو بحد ذاته انتصار لحزب الله لان هذه حرب غير متكافئة الى حد بعيد...
"ينبغي لاسرائيل ان تبرهن على انها ضربت اسلحة حزب الله او استولت عليها وقد فشلت في ذلك حتى الان. حاولوا ان يفعلوا ذلك من الجو ولكن لم يستطيعوا العثور عليها لذلك هم يدخلون الان برا."
رويترز
إضافة تعليق جديد