أهالي الحسكة يقبلون على البالة

مع اقتراب موعد حلول عيد الفطر السعيد وفي ظل الارتفاع الكبير بأسعار الألبسة الجديدة بات سوق البالة وسط مدينة الحسكة وجهة الكثير من الأهالي لشراء حاجتهم من مختلف الألبسة التي تلائم أفراد الأسرة وبأسعار مقبولة نسبياً، بعد أن كوت نيران أسعار المواد الغذائية جيوبهم طيلة فترة شهر رمضان الكريم.

سوق البالة الذي يمتد من ساحة السيد الرئيس موازياً لشارع فلسطين شمالاً كان قبل الحرب سوقاً للألبسة والأحذية والعطورات ذات الماركات السورية الشهيرة والعالمية المعروفة، حيث حولته الأيام نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين إلى سوق للبالة بعد أن هجر أصحاب محال الماركات محالهم وقاموا بتأجيرها لمن يرغب في بيع الألبسة المستعملة.

أمام كوم من ألبسة البالة المخصصة للأطفال تقف سيدة تدعى أم عاطف من أهالي حي العزيزية تبحث عما يناسب طفلتها ذات الأعوام الخمسة وطفلها ذي الأعوام الثلاثة فإيجاد الملابس التي تناسب قياس أطفالها يشبه البحث عن إبرة في كومة قش ويحتاج إلى وقت وصبر لشراء الأفضل والأجمل.

أم عاطف التي يعمل زوجها سائق تكسي ترى أن الواقع المعيشي لغالبية الأهالي لم يعد يسمح بشراء ما يرغبون به من المواد الغذائية والألبسة لاسيما خلال شهر رمضان الحالي، الذي يعد من أصعب أشهر رمضان التي مرت خلال سنوات الأزمة ومع اقتراب موعد حلول العيد لابد من إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال لشراء الألبسة لهم وأمام الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة الجديدة التي تكلف ما بين 75 ألفاً إلى 100 ألف ليرة للطفل الواحد كان لابد من التوجه إلى البالة للشراء والتي تكلف بحدود 10-15 ألف ليرة.

أما الشاب الجامعي طلال سعود فيرى أن البالة أصبحت ملجأ له وللكثير من الشباب لشراء الألبسة لعدم قدرته على شراء الألبسة الجديدة حيث يراجع السوق كل يوم سبت عندما يقوم الباعة بافتتاح مجموعات جديدة من الألبسة المستعملة لشراء الأفضل، مشيراً إلى أنه يقوم بشراء بنطال الجينز بسعر يتراوح بين 3000-5000، بينما سعره الجديد يتراوح بين 25 -35 ألف ليرة سورية.

أبو أحمد صاحب أحد المحال يوضح أن سوق البالة توسع خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان بيعه مقتصراً على بعض أصناف الألبسة أصبح اليوم يوفر مختلف الأصناف الرجالي والنسائي والأطفال والشباب، إضافةً إلى الحقائب والأحذية وحتى ألعاب الأطفال، مبيناً أن الكثير من الأهالي تخلّوا عن فكرة لبس الجديد مقابل شراء البضاعة الأرخص التي يوفرها سوق البالة.