مجمع الرمال الذهبية السياحي الإسكان تحوله إلى محطة صرف صحي

24-08-2010

مجمع الرمال الذهبية السياحي الإسكان تحوله إلى محطة صرف صحي

لا شك في أن الكثيرين في سورية وخارجها باتوا يدركون أهمية مجمع الرمال الذهبية السياحي بعد أن نال عدة جوائز عالمية على مدى السنوات العشر الماضية لجودة خدماته ودوره المميز في السياحة الداخلية وفي استقطاب السياح العرب والأجانب.. ولمن لا يعرف هذا المجمع بشكل جيد نشير إلى أنه أكبر مجمع اصطيافي على الشاطئ السوري فهو يتربع على مساحة إجمالية مقدارها 600 دونم يضاف إليها مساحة تصل إلى 250 دونماً عبارة عن مروج خضراء تفصله عن البحر تشكل لوحة جميلة جداً..
 ويضم 1100 دارة سياحية موزعة بشكل هندسي مميز وجميعها تقريباً تطل بشكل أو بآخر على البحر.. وفيه الحدائق المميزة بأشجارها وأزهارها ومروجها.. والشوارع والساحات والمرافق الجيدة.. إضافة للأسواق والمطاعم والمقاصف.. ومنذ إنشائه من الجمعية التعاونية السياحية بحمص في بداية الثمانينيات ومياه الصرف الصحي الناتجة عن داراته ومنشآته تصب في محطة معالجة بنيت وجهزت منذ ذلك الحين خصيصاً للمجمع وهي تعمل بشكل ممتاز وتمنع تلوث البحر بمياه الصرف الصحي.. وهي المحطة الوحيدة على الشاطئ السوري حتى الآن.

إذاً هذا المجمع يوفر الظروف والشروط المناسبة لأعضائه أولاً ولزواره وقاصديه من السياح من داخل سورية ومن خارجها ثانياً وكل من يزوره يتمنى العودة إليه مرة ثانية وثالثة و.. إلخ لما يتمتع به من نظافة وترتيب وتنظيم وأمان وراحة وهدوء. أمام هذا الواقع وبدل أن تكافئه الجهات المعنية ونسهم في الحفاظ عليه وتطويره باستمرار ولاسيما أن القائمين عليه أقدموا على خطوة مميزة جديدة وهي إقامة فندق استثماري بداخله وضع حجر الأساس له رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري بتاريخ 4/7/2008 وتم الانتهاء من بناء هيكله بالكامل والعام القادم يكون جاهزاً لاستقبال السياح وإقامة مسبح أولمبي مع مدينة ألعاب مائية.. بدل ذلك فوجئ هذا المجمع بإدارته وأعضائه ومحبيه بإقرار محطة معالجة للصرف الصحي القادم من شمال وجنوب المجمع في مدخله الأساسي من جهة أوتستراد طرطوس - اللاذقية وتحديداً وسط غابة صنوبرية غرسها المجمع منذ 10 سنوات بموافقة محافظ طرطوس وتضم نحو ستة آلاف شجرة رائعة. السؤال الذي يطرحه الجميع لماذا تم إقرار هذه المحطة التي ستستقبل كميات كبيرة جداً من مياه الصرف الصحي القادمة من جهتي طرطوس وبانياس في هذا المكان؟ ترى ألم يكن بالإمكان وضعها في مكان آخر أقل ضرراً صحياً وبيئياً وسياحياً؟ الجواب نعم كان بالإمكان ذلك.. ونعتقد أنه بالإمكان حتى الآن تغيير الموقع المقرر ولاسيما أن الجهات المسؤولة في بلدنا وجهت بذلك بعد إثارة القضية في الصحافة منذ عامين. ولا بأس أن ندخل في بعض تفاصيل هذه القضية التي تشكل أزمة كبيرة للمجمع بإدارته وأعضائه وزواره وقاصديه. وبتاريخ 22/5/2008 وجه وزير الإدارة المحلية كتاباً برقم 5792/ص إلى وزير الإسكان والتعمير بخصوص الموضوع نفسه.. وكان جواب وزير الإسكان والتعمير بالكتاب رقم 5353/ص تاريخ 24/6/2008 الموجه إلى وزير الإدارة المحلية وجاء فيه: نبين أن الموقع المختار هو الأنسب فنياً لإنشاء محطة المعالجة لمحور بانياس - طرطوس وفقاً لكتاب الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية المرفق رقم 232/ص. ف. ح تاريخ 8/6/2008 والمؤكد بكتاب الجانب الصيني الذي قدم اقتراح تمويل المشروع بموجب الفاكس المؤرخ بتاريخ 7/6/2008 بعد قيامهم بزيارة الموقع والمنطقة المحيطة مع شركة الدراسات.. مع العلم بأن الوزارة بصدد تشكيل لجنة من (الوزارة - شركة الدراسات - محافظة طرطوس) لمعالجة الموضوع ووضع الحل الأنسب.
وفعلاً شكل وزير الإسكان والتعمير لجنة بالقرار 3537 تاريخ 13/7/2008 برئاسة المهندس ماهر الخطيب من مديرية الصرف الصحي وعضوية ممثلين عن المديرية والسياحة ومؤسسة مياه طرطوس وشركة الدراسات بحمص ومديرية الخدمات الفنية والشركة العامة للصرف الصحي ومديرية البيئة بطرطوس. وحددت مهمتها بتدقيق موقع محطة معالجة محور بانياس - طرطوس وفقاً للدراسة الإقليمية المعدة من شركة الدراسات ودراسة مضمون كتاب وزارة الإدارة المحلية رقم 5792/ص/ش. ف تاريخ 22/5/2008 ووزارة السياحة واتخاذ القرار المناسب.. ونصت المادة الثالثة من القرار على أن تنتهي اللجنة من عملها خلال خمسة عشر يوماً وترفع توصياتها الفنية بشكل محدد.. لكن رغم تحديد مدة عمل اللجنة بـ15 يوماً فقد بقيت دون أن تنجز عملها ودون أن تقدم محضرها نحو العامين رغم الاعتراضات والكتب المرفوعة من إدارة مجمع الرمال لمحافظ طرطوس وللجهات المعنية.. ورغم الكتب التي رفعها محافظ طرطوس لوزارتي الإدارة المحلية والإسكان والتعمير. ومن الكتب التي رفعها محافظ طرطوس بهذا الخصوص الكتاب رقم 13773/10/11/2 تاريخ 14/10/2009 (أي بعد 15 شهراً على تشكيل اللجنة) الموجه إلى وزارة الإسكان والتعمير وجاء فيه ما يلي:
قد تم تشكيل لجنة من قبلكم لدراسة موضوع موقع محطة المعالجة في مدخل مجمع الرمال الذهبية وتحديد موقع للمحطة مناسب من النواحي الصحية والبيئية وحتى تاريخه لم يبت بالموضوع.. ونظراً لأهمية هذا الموضوع وضرورة معالجته بما أمكن من السرعة.. نرجو التكرم بالاطلاع والتوجيه للجنة المشكلة من قبلكم للإسراع بالبت بتحديد الموقع لحماية قطاع المنطقة من التلوث. ولا ندري الأسباب التي شكلت عائقاً أمام إنجاز عمل اللجنة وأمام اختيار موقع بديل للموقع الحالي وقبل أن أشير إلى وجهة نظر شركة الصرف الصحي بطرطوس بهذا الموضوع وآخر الإجراءات المتعلقة به أشير إلى أن الموقع الذي تقرر إقامة محطة المعالجة فيه (في مدخل الرمال الذهبية) كان في عام 2002 عبارة عن مكب للقمامة والأنقاض ومستودع لتجميع الآليات المنسقة والإطارات وقطع الحديد المهترئة العائدة لشركة الطرق والجسور وبناء على توجيه محافظ طرطوس يومها تم ترحيل الأنقاض والآليات من شركة الطرق.. كما قام مجمع الرمال الذهبية وعلى نفقته بتشجير الأرض بنحو ستة آلاف غرسة صنوبرية مميزة وحوّل المكان إلى غابة رائعة بات عمر الشجر فيها 10 سنوات وأصبحت من أجمل الغابات الاصطناعية نظراً للاهتمام الكبير بها من إدارة المجمع.. وبعد كل ذلك يأتي من يقرر قلع أشجارها وتخريبها وإقامة محطة صرف صحي مكانها!!
والآن ماذا يقول مدير عام شركة الصرف الصحي بطرطوس المهندس مازن غنوم رداً على أسئلتنا الموجهة له؟ يقول: اللجنة المشكلة من الوزارة انتهت عملها منذ عدة أشهر واقترحت في محضرها دراسة 3 مواقع بديلة من الموقع الكائن في مدخل الرمال الذهبية.. وقد شكل محافظ طرطوس لجنة من كل الجهات المحلية المعنية بالمحافظة وقد أنجزت هذه اللجنة عملها ودرست المواقع الثلاثة ووصفت واقعها بشكل تفصيلي من جميع الجوانب وقارنته مع الموقع الأساسي ثم تم رفع محضرها مع التوصيات الفنية بحمص.. وبدورها الشركة المذكورة درست المحضر ورفعته مع اقتراحها الفني لوزارة الإسكان والتعمير مرفقاً باقتراح الشركة الصينية إلى وزارة الإسكان والتعمير وفي ضوء ذلك وافقت الوزارة وأصدرت القرار القاضي بإبقاء المحطة في الموقع الأساسي وهو مدخل الرمال الذهبية.. وقد تمت مخاطبة الجهات المعنية ومحافظ طرطوس بهذا القرار والموضوع أصبح نهائياً وأعتقد أن إجراءات التعاقد والتمويل للمحطة جارية بشكل جيد.

إن مجمع الرمال الذهبية السياحي بإدارته وأعضائه ورواده والمتضررين الآخرين من إقامة محطة الصرف الصحي في مدخل المجمع وفي الغابة الصنوبرية لا يعتبرون أن الموضوع بات منتهياً لذلك ما زالوا يحاولون بكل الوسائل لنقل المحطة من هذا الموقع.. وهم يستنجدون طالبين مساعدتهم لدى الجهات المسؤولة في عملية النقل إلى مكان أقل ضرراً صحياً وبيئياً وسياحياً.

 

محمد حسين

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...