من دون خبرات أو رأسمال: مهنة تلقى رواجًا بين الشباب

21-04-2023

من دون خبرات أو رأسمال: مهنة تلقى رواجًا بين الشباب

وجهت الأوضاع الاقتصادية الصعبة في سوريا، العديد من الشباب، للبحث عن فرص عمل متنوعة تختلف عن الأعمال التقليدية القديمة (تجارة – وظيفة – حرفة)، لم يكن أولها التسويق عبر الانترنت، ولن يكون آخرها عمال توصيل الطلبات للمنازل أو المحال.

تعقيبًا على ذلك، تحدث “رامز أحمد” (سنة ثالثة أدب عربي)عن سبب اختياره مهنة توصيل الطلبات، معتبراً أنها تناسب طبيعة دوامه الجامعي، إضافة لسد معظم احتياجاته الدراسية وفق الأجر المتفق عليه مع صاحب المطعم والذي يصل أحياناً حسب نسب المبيع لأكثر من 100 ألف ليرة أسبوعياً، كما أنها أيسر من مهنة إعطاء الدروس المنزلية كونها تقتصر فقط على الفصل الدراسي.

أما “كريم حسن” (طالب معلوماتية سنة ثانية) فأوضح أن سبب اختياره لهذه المهنة هو سهولة إيجاد فرصة عمل ضمن مجال التوصيل، إذ إن التقدم لها لا يتطلب خبرات مهنية ولا سيرة ذاتية تعجيزية، مضيفاً أن عمال التوصيل يحصلون في بعض الأحيان على مكافأة نظير الالتزام بالمواعيد.

هذا النوع من الأعمال الذي توجه له الشباب لم يقتصر على مهنة التوصيل، فمثلًا لدينا “بتول مصطفى” (طالبة صيدلة سنة ثالثة)، التي اختارت الاستفادة من فرعها بتركيب مستحضرات تجميل بسيطة وتسويقها عبر الانترنت مع خدمة التوصيل، إضافة لعملها في مجال تجميل الأظافر، مبينة أن أجرة جلسة تجميل أظافر واحدة تساوي راتب موظف لشهر كامل.

وقد علق على هذه الظاهرة الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام والمستشار في تطوير الأعمال الدكتور “محمد راتب الشعار”، مبينًا أن “ضيق الوضع الاقتصادي ليس فقط على الطالب الجامعي، ونحن اليوم بسوق المال وليس سوق العمل”.

وشدد على ضرورة عدم تحميل الطالب مصروفه لأهله أو الدولة، وأنه يجب تعزيز ثقافة العمل والاعتماد على الذات.

وأكد “الشعار” أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب الجامعيين وبسنواتهم الأولى هم بسوق العمل أساساً وبخبرات “مخيفة”، وهو مفتوح لكل طالبي العمل، أما من يفتقر للخبرة والمهارة فلن يجد مكاناً له اليوم.

وبيّن أن الخبرة والمهارة مجهود شخصي يجب على الشباب اليوم اكتسابها والخوض في مضمارها وإثبات أنفسهم بما يقدمونه من خبرات ومهارات دون انتظار من يقدمه لهم.
وعن سبل تقديم تسهيلات للشباب في سوق العمل، أشار “الشعار” إلى ضرورة أن تكون المسؤوليات جماعية من أرباب العمل وتقديم فرص تكون بمنزلة تدريب وعمل بنفس الوقت لهؤلاء الشباب، إضافة لضرورة إدراج ثقافة الفكر المهني المتجسد بسوق المال مع مواد التعليم الأخرى في عقول الشباب اليوم، معتبرًا أنها مسؤولية الشباب أنفسهم.

الوطن
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...