نحب القمحَ أكثر.. لماذا لا يعترف كثيرون بعيد الحب؟

14-02-2022

نحب القمحَ أكثر.. لماذا لا يعترف كثيرون بعيد الحب؟

Image

يتكئ “أبو حسن”، رجلٌ سبعيني على الجدة “أم حسن”، زوجته منذ ٤٥ عاماً، يسيران بمحاذاة سكة قطار دمشق في طريق الربوة الدمشقية، يقول الرجل لزوجته: “ابقي بجانبي لا تقربي السكة”، علماً أن السكة غادرها قطارها منذ سنوات دون أي عبور.

وما إن يصادف الزوجان بستاناً مخضرّاً ملأت أرضه عشبة “الخبيزة” يسارع الرجل السبعيني لالتقاط أوراقها التي تحب زوجته طهيها، لتقف الأخيرة حاملة كيساً لجمع أوراق عشبة حبهما، يستوقف تلفزيون الخبر الزوجين متسائلاً “ماذا تحضّران لعيد الحب؟”.

يجيبان: “أي عيد حب يابنتي، منذ خطوبتنا قبل 50 عام لم نعرف هذا اليوم، الحب لايحتاج عيداً للإعلان عنه، لا وقت ولا ساعة، الحب موقف حقيقي يوم ضيقنا ومرضنا”، تتابع زوجته عنه: “أحب زوجي في الصيف والشتاء والربيع والخريف، عيد حبنا هو عيد نجاح أولادنا ورؤية أحفادنا”.

وفي أحد مدرجات جامعة دمشق، يقف شاب بانتظار بدء محاضرته، يحادثه تلفزيون الخبر مبتدئاً بسؤال “ماذا يعني لك عيد الحب”؟ ليجيب: “عيد الحب تأليف وإخراج لتمثيلية تعرض يوم واحد في العام، هدفها استغلال الجيوب بعيداً عن القلوب”.

بينما تقول شابة أخرى: “لا أصدق عيد الحب ومظاهره من يحبني فعلاً لا يجلب لي دبدوب بل يتقدم لخطبتي طارقاً باب منزلي، لا يوجد عيد حب، الحب الحقيقي لا يعتمد على المظاهر والوردة والدبوب، حبي لأبي وأختي وأمي وأصدقائي هو الحب، أما ذلك الذي يدّعون هو حب استغلال ومظاهر زائلة”، بحسب تعبيرها.

“جومانة”، شابة أخرى، تقول: “عقدت العزم مع خطيبي، قبل خطبتنا بثلاث سنوات، على عدم الاعتراف بعيد الحب”، مردفة “لا أريده أن يعبر لي عن حبه في هذا اليوم فقط أريد أياماً أكثر من الحب الموصول، لا أحب الوردة الحمراء في يوم محدد، أريدها بعيداً عن المناسبات”.

و تقول أختها: “عندما ارتبط سأطالب حبيبي بأن يسعى ويعمل ليؤمن مستلزمات حياتنا الأساسية، مظاهر عيد الحب لا تعنيني، ما يعنيني هو سعيه لتأسيس حياة مريحة ومستقبل جيد لأطفالنا”.

في المقابل، ينتظر كثير من الشبان والشابات من المغرومين والمغرومات هذا اليوم من كل عام، حيث يترقب أكثرهم آخر صرعات حب العام، بينما تكتفي فئة أخرى بالاطلاع على مجريات هذا العيد ونشرة أسعار مقتنياته.

يذكر أنه تم إعداد هذا الاستطلاع بعيداً عن الحديث عن أسعار الوردة الحمراء وهدايا الحب التي تملأ الأسواق باللون الأحمر، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من موجة ارتفاع أسعار أهم المواد الأساسية لمعيشة المواطن السوري.

الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...