لافروف يلتقي دي ميستورا: لتحديد هوية "المعارضة المعتدلة" والجيش السوري يستعيد طريق إمداد حلب

04-11-2015

لافروف يلتقي دي ميستورا: لتحديد هوية "المعارضة المعتدلة" والجيش السوري يستعيد طريق إمداد حلب

استعاد الجيش السوري سيطرته على طريق أثريا-خناصر الوحيدة المؤدية إلى مناطق سيطرته في مدينة حلب، بعدما قطع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" جزءاً منها قبل أسبوعين.
ونقلت وكالة "سانا" السورية للأنباء عن مصدر عسكري سوري قوله إن "وحدات من قواتنا المسلّحة بسطت سيطرتها الكاملة على طريق حلب-اثريا-خناصر-السلمية بعد القضاء على أعداد من إرهابيي داعش"، مضيفاً أن الطريق "سيُفتح أمام المواطنين اعتباراً من يوم غد". وأفاد مراسل "السفير" عن تسيير قافلة تحمل مواد غذائية إلى مدينة حلب بعد سيطرة الجيش على طريق خناصر.قافلة تحمل مواد غذائية إلى مدينة حلب بعد سيطرة الجيش على طريق خناصر ("السفير")
وتُعدّ هذه الطريق حيوية لقوات النظام ولسكان مدينة حلب التي تشهد منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على أحيائها الغربية والفصائل المقاتلة التي تُسيطر على أحيائها الشرقية.
وتمكّنت الفصائل المقاتلة حينها من قطع طريق حلب دمشق الدولي ومحاصرة المدينة قبل أن تعمل قوات النظام في العام 2014 على فتح طريق أخرى تمرّ عبر بلدتي السفيرة وخناصر اللتين تسيطر عليهما في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
ونجح تنظيم الدولة الاسلامية في قطع طريق خناصر-اثريا قبل اسبوعين تزامناً مع شنّه هجوماً على بلدة السفيرة الواقعة على الطريق ذاته، وتمكّن من التقدّم في محيطها قبل أن تتصدّى له قوات النظام بعدما استقدمت تعزيزات إضافية إلى المنطقة.
وعانى مئات الآلاف من سكان مدينة حلب في الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري من حصار خانق في الأسبوع الأخير نتيجة قطع هذه الطريق ومن ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية نتيجة عدم توفّرها أو احتكار بيعها.
وفي الرقة، شنت الطائرات الروسية غارات مكثفة على مواقع تنظيم "داعش"، وأفادت مصادر ميدانية عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم جراء هذه الغارات.
وبعد تحليق خمس طائرات حربية روسية لأكثر من ساعتين في أجواء المدينة، تم إحصاء ما يزيد عن 30 غارة متتالية على مراكز تنظيم "داعش".
سياسياً، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مواصلة العمل لإيجاد حلّ للأزمة السورية في إطار صيغة لقاء فيينا، مشيراً إلى ضرورة تحديد هوية "المعارضة المعتدلة" في سوريا لتكون شريكاً في الحوار.
واعتبر لافروف، بعد لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو الاربعاء، أن "لقاء فيينا كان عملياً إطاراً مثالياً" لمتابعة البحث عن سبل لحل الأزمة السورية. وقال إن "مهمة اللاعبين الخارجيين هي المساعدة على إجلاس الأطراف إلى طاولة المفاوضات"، مؤكداً أن موسكو معنية بتعزيز إطار فيينا بالشأن السوري.
وأكد لافروف الالتزام بوثيقة جنيف وبيان فيينا، مشيراً إلى أن طاولة حوار التسوية حول سوريا يجب أن تجمع كل مجموعات المعارضة حيث يجب تحديد " من هي المعارضة المعتدلة ومن هم الإرهابيون قبل عقد لقاء ثان حول سوريا".
وينتظر وزير الخارجية الروسي أن يتم في الأيام القليلة المقبلة الاتفاق على قائمة المجموعات السورية المعارضة التي تستطيع الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تسوية الأزمة السورية.
ورأى أن "الحوار السوري-السوري الذي يستحق الثقة بتمثيله الشامل يجب أن يضمّ إلى طاولة المفاوضات كل طيف المجتمع السوري بما في ذلك كل مجموعات المعارضة"، مؤكداً أنه على اللاعبين الخارجيين "التأثير لتشكيل وفد موحّد للمعارضة إلى المفاوضات مع الحكومة". 
وحول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، قال لافروف إن "مصير أي شخصية في حياة سوريا السياسية يجب أن يقرّره شعبها في انتخابات عامة".
وأكد دي ميستورا، بدوره، استعداد الأمم المتحدة لعقد لقاء سوري-سوري في جنيف، منوّهاً بأن ممثلي دمشق مستعدون للمشاركة في لقاء مع المعارضة السورية.
ورأى أن حوار التسوية بين المعارضة والحكومة السوريتين يجب أن يبدأ من دون شروط مسبقة، مضيفاً "هذا ما اتفقنا عليه في فيينا، يجب أن يتفق كل شيء مع بيان جنيف. يجب أن يكون الجميع مستعدين للحوار".
وإذ اقترح تشكيل أربع مجموعات اتصال في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة، شدّد المبعوث الأممي على أنه يجب تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالانتخابات في سوريا.
وأعلن أنه ينوي متابعة التباحث بشأن تسوية الأزمة في الأيام القليلة المقبلة في واشنطن.
إلى ذلك، بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب لاردوغان، في مكالمة هاتفية، الوضع في سوريا وأكدا استعدادهما للحوار بهذا الشأن.
وأفاد المكتب الصحافي للكرملين بأن الرئيسين "تبادلا وجهات النظر حول الوضع في سوريا في ضوء لقاء فيينا، وناقشا بعض المسائل الخاصة بالتعاون الروسي-التركي بما فيه التحضير للاجتماع التالي لمجلس التعاون الثنائي على أعلى مستوى، والمقرّر عقده في كانون المقبل في روسيا، حيث أكدا على استعداد الطرفين للاستمرار في الحوار السياسي وتطوير التعاون التجاري الاقتصادي لمصلحة الجانبين قدماً".
وأضاف أنه "تم الاتفاق على عقد لقاء ثنائي في إطار قمة مجموعة العشرين في أنطاليا".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...