المراكز الثقافية الأجنبية في دمشق: تسويق أم نشر ثقافات

25-09-2006

المراكز الثقافية الأجنبية في دمشق: تسويق أم نشر ثقافات

خيل دي كاراسكو: سنحيي ليالي رمضانية للتقارب الديني والثقافي ...الشفيعي العلاقات الثقافية السورية الإيرانية تمتد في جذور التاريخ....زافغارودني

هدفنا تطوير التعاون الثقافي والعلمي مع البلدان الأخرى...‏

تقوم المراكز الثقافية غير العربية بجهد يفوق اضعافا مضاعفة الجهود الخجولة لمراكزنا العربية والمحلية التي يربو عددها على الاربعمئة .‏

وهؤلاء يعزون تقصيرهم أنهم لا يلقون الدعم الكافي من المؤسسات الحكومية والوزارات, فيما الآخرون يؤكدون بأن وزارة الثقافة والسياحة وحتى الاعلام تقدم لهم كل الدعم والتسهيلات فماذا تنتظر مراكز ثقافتنا العربية?‏

هل تنتظر الدعم من المحافظة حتى تخرجها من الركام ?! أم دعم وزارة الصحة لترسل لها اسعافا سريعا ينعشها ويعيد إليها دورة الحياة, قبل ان تلعن وفاتها , وتبيع مكتباتها في المزاد العلني لتصبح بعدها مأوى للفئران . حتى نحيي مراكز الثقافة يلزمنا وضع استراتيجية ثقافية تقوم على اتفاق رسمي واجماع المسؤولية على تعيين اهم المبادئ الاولويات التي يجب مراعاتها في الحركة الثقافية وهذا ما تتبعه المراكز الثقافية غير العربية ونبدأ بأقدمها وهو المركز الثقافي الاسباني وعمره خمس وخمسون سنة المشهور بمعهد ثربانتس.‏

> بداية سألنا مديره السيد انطونيو عن التبادل الثقافي بين البلدين ووسائل تطوير العلاقات الثقافية بين سورية واسبانيا? فأجاب:‏

>> الثقافتان العربية والاسبانية تكمل الواحدة الاخرى بسبب الاختلاط بين العرب والاسبان عبر مئات السنين ومن المهم جدا لتوطيد هذا التبادل تعليم من خلال اللغة العربية وتعليم الاسبانية ولذلك عملت اسبانيا على فتح مراكز تعليم في دول عدة ومنها سورية, وقامت سورية بفتح مركز لتعليم اللغة العربية في اسبانيا .‏

> وماذا عن الترجمة والتي تعتبر معينا ثرا لتماذج الثقافات؟

>> (الترجمة مهمة جداً لاستيعاب ما يتم التحدث عنه باللغة الاخرى , وقد قام معهد ثربانتس بشراء جهاز ترجمة فورية اضافة الى انه تعاقد مع مترجمين ليقوموا بالترجمة الحرفية لأن أي متلق اذا اعتمد على الترجمة الفردية لن يستطيع الوصول الى الفكرة الاساسية).‏

> السيد ديمتري ( زافغارودني ) مدير المركز الثقافي الروسي فيرى ان الترجمة هي الوسيلة الوحيدة لنقل الادب الروسي والعربي الى الشعبين, فالشاعر والكاتب يلعبان دورا كبيرا في تكوين روح الشعب ومن هنا يصبح تعليم اللغة الروسية وتعلم العربية ضرورة لا غنى عنها وهناك الف 1000 خريج درسوا في روسيا وبعد العودة الى الوطن لعبوا دورا ايجابيا في بناء الاقتصاد والثقافة بين سورية وروسيا , واشار الى ان العلاقة بين البلدين تعود بجذورها الى القرن العاشر الميلادي منذ القديس ميخائيل مطران كييف المتحدر من اصل سوري, وان محاولات الطائرات الاسرائيلية 1973 تدمير البناء القديم باءت بالفشل وبقي يتابع نشاطاته في مجال الثقافة‏

> اما السيد حسين الشفيعي الملحق الثقافي الايراني كان من دواعي سروره ان العلاقات الثقافية السورية الايرانية تمتد في اعماق القرون والعصور, والمراكز العلمية الكبيرة في عصر الامويين والعباسيين ساعدت على استقطاب الادمغة والنخب الثقافية حينذاك كالغزالي الذي هاجر من طوس الى بلاد الشام , والشيخ البهائي والفارابي الذين يمموا وجههم شطر بغداد والشام وما يلفت النظر هو هجرة الايرانيين الى بلاد الشام متتبعين النهضة الثقافية والعلمية هناك لذلك كان تأسيس المركز الثقافي الايراني بدمشق امراً لازماً وضروريا لانها يعطي اهمية خاصة للعالم الاسلامي بسبب وجود مشتركات ثقافية عدة بينها وبينهم.‏

> السيد خيل دي كاراسكو تحدث عن هذا التداخل الثقافي فقال في تموز اقيم مؤتمر الامويين, شارك فيه العديد من المحاضرين الاسبان , وسنقوم بإحضا راثنين من كبار المهتمين بالثقافة الاسبانية وفي اطار التبادل لثقافي قام المركز بتنظيم( ليالي رمضانية) من اجل التقارب الديني والذي يعتبر تقاربا ثقافيا في الوقت نفسه وهذا المهرجان نظم العام الماضي ولاقى تشجيعاً كبيراً.‏

واحضرنا ابا شادي وهو الحكواتي الدمشقي المعروف وسنحضر ادواردو ميندوثا وهو من اكبر الكتاب الاسبان , ليتحدث عن التقاليد العربية الحكواتية الاسبانية وبالمقابل سننظم حفلة لعيد الميلاد في دمشق لأن سورية افضل مكان للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين وسنعقد مؤتمراً كبيراً لعالم الاجتماع ابن خلدون وخطابه في الاصلاح عن طريق احضار واحد أ كبر المهتمين بالادب العربي رفائيل بينييه بلفييو .‏

> واضاف السيد انطونيو نحن لدينا برنامج ثقافي الاكثر زخما بين جميع المراكز الثقافية الاجنبية لأننا نستقبل الدعم الكبير من وزارة الثقافة والسياحة.‏

في المركز الثقافي الروسي لاحظت ان هناك معرضاً للكتب وعليه سألت مدير المركز هل هناك اقبال على المعرض فأجاب:‏

نواجه طلبا شديدا من القراء السوريين ولذلك فمعرضنا دائم وفيه الكثير من الكتب : علمية فنية- ثقافية....اضافة الى امسيات ادبية وشعرية مشتركة بيننا وبين اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب في روسيا.‏

حوار حضارات لاصراع ثقافات‏

> استاذ شفيعي : نحن بحاجة الى السلام والى الحوار وانتم تقيمون لهذا الحوار مؤتمرا سنويا هل هذا الحوار هو تأسيس للتواصل بين الثقافات والانفتاح على الآخر ؟

>> اعتقد ان العالم بحاجة الى السلام والى الحوار ويجب ان يحترم كل واحد الرأي الآخر وواجبنا كمثقفين ان ندعو الاطراف كلها للتفكير بالآليات التي توصل الى الحوار وتحدي الارهاب الحقيقي و الاحتلال, ومشكلة العالم اليوم هو ذلك الصراع القائم بين الثقافات فكل ثقافة تريد ان تفرض هيمنتها وسيطرتها على الاخرى والغزو الثقافي اساسه نفي الاخر نفيا ثقافيا وسلب حريته نحن كحضارة اسلامية نحترم الآخر مهما كان ونجادله بالتي هي احسن ونقرأ الديمقراطية قراءة صحيحة لأن الدول جميعا لها الحق في نشر ثقافتها .‏

هناك افتراءات واضاليل يتهم بها المسلمون ما دور كم كمراكز اشعاع حضارية في تصحيح هذه الصورة المشوهة.‏

> السيد انطونيو: المركز الثقافي الاسباني يقوم بتقديم صورة رائعة عن الثقافة العربية كما يراها في الواقع وعندما اقيم معرض للتصوير الضوئي عن الأمويين حضره السيد الرئيس بشار الأسد في اسبانيا ورأى كيف هي الشام بعيون الاسبانيين, وعندما يأتي اي زائر اسباني الى سورية يرى كم ان هذا الشعب عريق ومضياف وسبق وان قلت انه افضل بلد للتعايش الديني بين الاسلام والمسيحيين. ومن استراتيجيتنا كمركز ثقافي محاربة الطائفية ونبذها هكذا بدأ اجابته السيد حسين شفيعي على السؤال نفسه مضيفاً: نحن نعاني من وجود بعض الذين يدعون لاذكاء نار الفتنة ونحن في امس الحاجة لتوحيد صفوفنا. وان يكون خطابنا ثقافيا موحدا ولا سبيل الى ذلك الا بالعلم, فهو وحده يستطيع ان يخرجنا من التشرذم الذي نعانيه وبالعلم نتحدى العالم ثم ان قراءتنا للاسلام قراءة صحيحة تساعدنا في ذلك فالثقافة الاسلامية يجب ان تكون نشيطة في التعامل مع الثقافات الاخرى.‏

- السيد انطونيو مدير المركز الثقافي الاسباني قال: اننا بفضل وزارة الثقافة والسياحة استطعنا ان ننتقل من المعهد الثقافي الاصغر في سورية والشرق الاوسط الى الاكبر في الشرق الاوسط وواحد من اكبر المعاهد سرفانتس في العالم . لماذا لا يطلب المركز الثقافي العربي بأبي رمانة ان يغير مكانه الاصغر الى مكان اوسع واكبر ام انه يتبع حكمة مكان الضيق يتسع لألف صديق فلا يريد توسعا ثقافيا ولا توسيعا مكانيا .‏

- الاستاذ حسين شفيعي قال: ان معرض الكتاب الذي يقام في المستشارية الايرانية يلقى اقبالا كبيرا من قبل الادباء والكتاب السوريين وكذلك معرض الكتاب الروسي الدائم ترى لم تشكو معارض كتبنا من قلة الرواد?‏

- السيد ديمتري يقول : ان المركز الثقافي الروسي يقوم بتنظيم دورات مستمرة للراغبين بتعلم الموسيقا -بيانو- غيتار وآلات نفخية الخ .. ومدرسة الموسيقا لديهم لا تحتاج الى مسابقة او واسطة كالمعهد العالي للموسيقا عندنا لا ادري ما مدى صحة كلامه وربما هم ايضا يقبلون طلابهم بالطريقة نفسها. أمسيات شعرية: الامسيات الشعرية والادبية تشهد حضورا كثيفا في المراكز الثقافية الاجنبية لماذا اذا الشكوى في مراكزنا من حضور الشعر وغياب الجمهور هل صحيح بأن هناك شاعراً يستحق ان يسمع وآخر يستحق ان يصفع يبدو ان الجمهور يضطر الى الغياب تجنبا لذلك .‏

فاديا مصارع

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...