السوق السورية تُغري شركات غربية للمعلوماتية والكومبيوتر

08-12-2007

السوق السورية تُغري شركات غربية للمعلوماتية والكومبيوتر

لم تفلح الضغوط الخارجية واشكال الحصار التكنولوجي الذي فرضته واشنطن على دمشق في الحدّ من «اغراء» السوق السورية للشركات الأجنبية، بما فيها الآتية من الولايات المتحدة، لتقديم خدماتها في هذه السوق التي انفتحت على العالم في الآونة الأخيرة، وتشهد تطوراً اقتصادياً لافتاً. وامكن ملاحظة ذلك في «المعرض الثالث عشر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات» («شام 2007») الذي اختتمت فعالياته أخيراً، إذ ستطاع أن يستقطب تقنيات عالمية طرحت للتو في الأسواق، وجذب المهتمين محلياً ومن البلاد المجاورة.

وأوضح وزير الاتصالات والتقانة السوري عمرو سالم أنه «للمرة الأولى في سورية تُعرض تكنولوجيا رقمية تطابق ما يُعرض في الأسواق العالمية راهناً». وأكّد «أن تقنيات المعلوماتية التي ظهرت في معرض «شام 2007»، اتسمت بالوثوقية والتجدّد، فلم تكن مجرد عروض كلاسيكية». لكنه اشار الى «ان الحظر لا يزال يؤثر سلباً في سرعة تنفيذ المشاريع المعلوماتية على الأقل».

ولاحظ سالم «أن التطور الاقتصادي والانفتاح والإصلاح في سورية أدت إلى فتح السوق السورية وجعلها مغرية للشركات ما يضطرها للضغط على حكوماتها كي تستطيع تقديم خدمات حديثة».

والمعلوم أن المعرض المذكور شغل 15 الف متر مربع وضم 355 جناحاً، وعرضت فيه اكثر من444 علامة تجارية تمثل اكثر من 36 دولة.

وكشف رئيس «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» عماد صابوني ان مشاركة الشركات المنتجة للبرمجيات مثّلت السمة الأبرز لدورة هذا العام. ولفت الى أن «شام 2007» خصّص جناحاً لصناعة البرمجيات وصلت مساحته الى 3000 متر مربع، وضمّ احدث تطبيقات البرمجيات في صناعة الكومبيوتر عالمياً. ونوّه باهتمام الشركات بالمعرض «بدليل ان احدى الشركات الغربية قدمت 25 تطبيقاً جديداً». ولفت صابوني الى ان المعرض أعطى فرصة لطلاب الجامعات والمعاهد لتقديم مشاريع تخرجهم، من خلال حجز جناح لمشاركاتهم بصورة إفرادية.

وانطلاقاً من النجاح الذي حققه المعرض، اعلن رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور مهند علوش ان المساحة الكلية للدورة المقبلة من المعرض حجزت منذ الآن، معتبراً ذلك «علامة فارقة في مسيرة المعرض.

واشار علوش الى أن أكثر من 75 كلية جامعية ومعهداً متخصصاً ومدرسة زارت المعرض، إضافة إلى العديد من الوفود الرسمية التي جاءت من دول عربية وأجنبية منها لبنان وسنغافورة والأردن وبلغاريا.

واعتبر أن «شام 2007» استطاع أن يستقطب تقنيات عالمية طرحت حديثاً في الأسواق العالمية، مثل جهاز «أي فون» المُعرب، الذي يعتبر الأحدث في تكنولوجيا الاتصالات المتطورة، وكذلك النسخ الأكثر تطوراً من أجيال مُشغل الموسيقى الرقمية «أي بود» وغيرهما.

وقال علوش: «خلال المعرض، حضرت التكنولوجيا العالمية المتطورة إلى بلادنا، خصوصاً الشركات الغربية... في أحد الأجنحة، حضر 25 خبيراً أجنبياً... كما عرضت إحدى الشركات 25 حلاً معلوماتياً جديداً يهم الدولة والقطاعين العام والخاص».

وفي المقابل، تمثّل الانتقاد الابرز للمعرض في إحجام أصحاب القرار المعلوماتي في المؤسسات الحكومية، الذين يشكلون الزبون الاكبر للمعلوماتية سورياً، عن زيارة المعرض.

وفي هذا الخصوص، أكد مدير عام «المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات الدولية» (الجهة المنظمة للمعرض) المهندس علاء هلال «ان من لم يشارك في دورة هذا العام خسر وسيفوته الكثير في العام المقبل». وأكّد «ان مجموعته تلتزم بما نسبته 50 في المئة من التطوير الكمي والنوعي على المساحة وعدد الماركات التجارية في «شام 2008».

وكشف هلال أن عدد الزوار في معرض «شام 2007» تجاوز مئتي ألف زائر، من ضمنهم مرتادو سوق البيع، الأمر الذي يحتسب في سياق استعادة المعرض لألقه بالنسبة الى الجمهور العام كما بالنسبة الى المتخصصين في المعلوماتية أيضاً.

وتضمنت فعاليات المعرض اطلاق اكثر من مبادرة بينها إطلاق مزود خدمة الإنترنت «أي كيدز» iKids وهو مشروع طموح للأطفال يتضمن تسهيل إبحارهم على الشبكة العنكبوتية بشكلٍ آمن وفعال. وأوضح القائمون على المشروع أن الفكرة تقوم على إنشاء مزود خاص بالأطفال، يتم من خلاله تخصيص رقم سداسي لكل طفل، إضافة الى تصميم صفحة استعلام رئيسية تقدم خيارات دخول مدروسة ومؤمنة توفر لهم كل ما يحتاجونه من تعليم وترفيه، من دون الحاجة إلى حضور الأهل وإشرافهم المباشر. وأشاروا إلى أن مشروع «أي كيدز» يعتمد على «قائمة بيضاء» تتضمن أفضل المواقع التعليمية والتربوية والترفيهية المخصصة للأطفال من سن السابعة إلى الثالثة عشرة.

ولفتوا إلى أن المشروع يهدف إلى حماية الأطفال من المشكلات التي من الممكن أن يتعرضوا لها كالاستغلال الجنسي ومحاولات التجسس والخطف، إضافة إلى منع استيراد الأفكار الغريبة من خلال تأمين «فلترة» حقيقية تناسب قيم مجتمعنا. ولفتوا إلى مشروع آخر يحمل اسم «أي نت» INET يسعى الى تشكيل شبكة من الأطباء والموجهين التربويين والاختصاصيين النفسيين لتقديم الخدمات مباشرة على الانترنت.


عودة عربية لافتة

في المعرض عينه، بدت لافتة عودة بعض الشركات العربية الكبرى للمشاركة في المعرض بعد غياب سنوات، مثل شركة «النظم العربية المتطورة» السعودية التي اشار مديرها الاقليمي هشام وسوف إلى «أن هذه المشاركة في معرض شام 2007، تأتي بعد نحو عشر سنوات من المشاركة الأولى».

واضاف وسوف ان شركته كانت من أولى الشركات التي بدأت تنظر الى الوضع «من وجهة نظر عربية بحتة وليس من وضع تعريب البرامج... لذلك كان لنا بداية مع شركة كبيرة تعنى بتقديم خدمات الحاسب الآلي وخدمة إدارة المكتبات والمعلومات هي شركة «سوسيداينكس» العالمية التي تستـــخدم حتى الآن برنــامج (الأفق)».

واشار الى ان «النظم العربية» تمتلك 6 مكاتب إقليمية في الرياض ودبي وشمال أفريقيا والكويت وبيروت. وعمل المكتب الأخير، منذ 4 سنوات، على تقديم الخدمات إلى الأردن وسورية والعراق وتركيا، ولكن النشاط الموجود والانفتاح في سورية دفعا الشركة إلى فتح مكتب إقليمي في دمشق «ليوفر تواصلاً أقرب وأسرع مع العملاء في سورية وسيكون هناك دعم كبير من الشركة لتغطية السوق السورية في كل المحافظات... وهذا تحد كبير لنا للقيام بمشاريع كبيرة».

ووصف مدير مكتب شركة «الاكسير» الهندسي الدكتور عمار جوخدار (احد المشاركين في المعرض) انقطاع العلاقة بين الجامعة والصناعة بانها «اكبر نقطة ضعف في سورية». ولفت الى أن «لا الجامعة تعرف حاجة السوق ولا الصناعة تعرف ماذا تريد من الجامعة من ابحاث». وأشار أيضاً الى ان الحكومة تنبهت الى هذه النقطة وشكلت لجنة لوضع مرسوم ينظم العلاقة بين الجامعة ووزارة الصناعة.

ولفت الى ان من مهمات هذه اللجنة «العمل على إنشاء قطب للتكنولوجيا الرقمية في المدينة الصناعية في «عدرا» (جنوب دمشق) تجمع حاضنات واماكن استضافة شركات ومخابر نوعية ومكاتب استشارية هدفها نقل ما يحدث في الجامعة الى الصناعة وحاجة الصناعة الى البحوث العلمية».

واوضح ان مشاركة «الاكسير» جاء لعرض نتائج عمل وبحث علمي وخبرة ست سنوات لتطوير «بيئة عمل الاكسير» التي تسمح بتخفيض الجهد والكلفة اللازمة اكثر من عشرين ضعفاً، فـ «اذا كان البرنامج يحتاج الى 20 مبرمجاً لمدة عام، فإن استعمال «الاكسير» يمكن الانتهاء منه بمبرمجين وخلال شهرين».

وأكد الرئيس التنفيذي لـ «المجموعة الكونية لتكنولوجيا المعلومات – سورية» المهندس عبد القادر عوض أن «اهمية المعرض الحالي تأتي من كونه الابرز في المنطقة العربية بعد معرض جايتكس دبي وهو المتخصص في مجال تقنية المعلومات والاتصالات». ولفت الى ان شركته تشارك بأنظمة الاستثمارات الذكية والدفع الالكتروني وأنظمة للادخال الالي للبيانات بــطريقة الكتــرونية.

سمر أزمشلي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...