أن نغادر المؤتمرات الصحفية حفاة

22-12-2008

أن نغادر المؤتمرات الصحفية حفاة

عندما رمى الصحفي العراقي منتظر الزيدي فردتي حذائه على رأس الرئيس جورج دبليو بوش خلال مؤتمر صحفي في بغداد ،فانه قد قام بما كان يجب ان يقوم به فيلق صحفيي البيت الأبيض منذ سنوات.
استمع الزيدي لبوش و هو يتفوه بكلام سخيف مفاده أن النصف عقد من الحرب، و الذي استهله هو بالدخول غير الشرعي للعراق، كان" ضروريا لأمن الولايات المتحده و استقرار العراق و السلام العالمي "و شيء ما فرقع ، فالمراسل التلفزيوني خلع حذاءه و رماه على بوش(و هي اهانة حقيقية في الثقافة العراقية) و صرخ :"هذه قبلة وداع يا كلب"و عندما أخطأت فردة الحذاء الأولى الهدف سحب الثانية و رماها أيضا مسببا انحناء الرئيس للمره الثانية مع صراخ الزيدي:" هذه من الأرامل و الأيتام و أولئك الذين قتلوا في العراق"
أعترف، وأنا الذي كنت استمع لبوش و هو يكذب عبر ثمان سنوات من المؤتمرات الصحفية بينما الصحفييون المنتقون سلفا يشاركونه اللعبة و يتظاهرون بأنهم ينالون اهتمامه لذا يمكنهم  ان يوجهوا أسئلة محضرة و مصححة من قبل ، أعترف أنني  شعرت برغبة في رمي حذائي على جهاز التلفزيون.
الزيدي، الذي دفع ثمن تصرف احتجاجه الشجاع بأن ضرب بقسوة من قبل رجال الأمن ،هو بطل المهنة .لقد توقف عن تدوين كلام الرئيس و وصفه بما هو عليه : قاتل و مجرم و يداه غارقة بدماء ربما أكثر من مليون عراقي . لقد استخدم الزيدي ما يفترض أن يكون فرصة لالتقاط الصور للرئيس كفرصة للتحدث عن أولئك الذين دمرت حياتهم على يد هذا الرئيس أولئك الذين يتجاهلهم صحفيونا المتملقون بشكل روتيني.
أنا لاأفترض أن يعتاد  الصحفيون مغادرة  المؤتمرات الصحفية الرئاسية و هم حفاة،
فأمامنا طرق أخرى للتعبير عن رأينا تجاه أشخاص نشعر بأنهم يهينون عقولنا و لكن سيكون من الممتع أن نرى صحفيا أو اثنين يقومان بحركة غير مؤدبة  للرئيس عندما يكذب عليهما بوقاحة.أو أن يقفقوا جميعا و يخرجوا و يتركوه و حيدا على المنبر الرئاسي.
لقد حان الوقت ليوقف العاملون في الصحافة معاملة الرؤوساء و كأنهم ملوك . و اذا كان قد أنجز شيئا خلال الثمان سنوات من عمله في منصبه ، فان الرئيس بوش قد جعل من الواضح بأن الرئيس رجل  عادي و في حالته هو أقل من  عادي.فمنصب الرئيس لا يحتاج احتراما أكثر من ذاك الذي يمنح لمحافظ ديترويت .
أقترح بأن يستفيد الصحفيون من الأسابيع الخمسة الباقية من ادارة بوش لتطوير علاقة جديدة مع الرئاسة، علاقة يسقطون فيها كل اللياقة الزائفة و التقاليد و يبدؤون بالتصرف بقوة فيطلقون الأسئلة و يضحكون بلؤم على الاجابات السخيفة و يطالبون الاستمرار بالكلام عند محاولات التملص وعند الضرورة يخرجون أو ربما يرمون الحذاء.
مهنة الصحافة كانت كارثة تامة و خزي مطلق خلال ادارة بوش و تتحمل جزءا من  الأزمات التي واجهت الدولة و العالم لأنها أخفقت بلعب دورها .و لايمكن أن نتحمل استمرار هذا خلال ادارة اوباما.
ان التقليل من شأن  ادارة بوش لتغدو نكته متداولة هو  فرصة  أمام مهنة الصحافة لاصلاح ذاتها مستخدمة الأسابيع المتبقية لانشاء تقاليد جديدة للمؤتمرات الصحفية الرئاسية و فرص التقاط الصور و بشكل يستمر خلال الرئاسة الجديدة.
و بنفس الوقت أقترح بأن تقوم مدرستي الأم جامعة كاليفورنيا للصحافة باستخدام الزيدي لتدريس مادة حول تقنيات المؤتمرات الصحفية .
ملاحظة : بمناسبة الحديث عن الأحذية و البيت الأبيض اقترح أحدهم فكرة رائعة و هي أن يقوم كل من يشعر بالقرف من ادارة بوش و تشيني بارسال حذاء الى البيت الأبيض ,فقط تخيل كومة من الأحذية القديمة ذات الرائحة النتنة في غرفة البريد بالبيت الأبيض!!!!!


• الكاتب هو الصحفي و الكاتب الأميركي "ديف ليندورف ".

ترجمة رنده القاسم عن موقع Counter Punch

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...