أمريكا والإرهاب البيولوجي

28-08-2012

أمريكا والإرهاب البيولوجي

الجمل- قسم الترجمة والدراسات:

أمريكا والإرهاب البيولوجي:
تشن أمريكا و الغرب وأبواقهم الإعلامية هجوماً هستيرياً على سوريا تحت ذريعة امتلاك دمشق أسلحة كيماوية معلنين خشيتهم من وصول هذه الأسلحة إلى جهات معادية للكيان الصهيوني. تطور الأمر إلى الإعلان عن وضع خطة عسكريةلتدخل قوات مشتركة مؤلفة من القوات الأمريكية والقوات الأردنية، تحت ذريعة تأمين هذه الأسلحة والكثير الكثير من هذه الترهات التي يطبل ويزمر لها المستعربين وأشباه الرجال أكلة الشوكولا السويسرية الباهظة الثمن وخصوصاً في هذه الأيام مع تناقل أخبار تتحدث عن حصول مقاتلي الحرية الجدد في المعارضة السورية المسلحة على أسلحة كيماوية لاستخدامها في مكان ما للتعويل على نتائجها في إثارة شيء ما أو خلق ذريعة ما لجلب التدخل أو لخلق أزمة انسانية لسوريا في هذه الظروف التي تمر بها الآن.
يصور الغرب الاستعماري أن الارهاب البيولوجي ينحصر فقط في استخدام أسلحته التقليدية التي تدخل في تركيبها المواد السامة والفيروسات والميكروبات بينما هو يمارس متخفياً كل أنواع الإرهاب البيولوجي منه و الطبي و إرهاب المعلوماتية والشبكات وتهديد حياة آلاف الأبرياء تحت عناوين حماية حقوق الإنسان ولا ننسى ممارسات الكيان الصهيوني في هذا المجال والكثير الكثير من ما يدّوخ ويجعل المرء يضحك مستهزئاً من قذارة هذا العالم المتحضر.
يقول المخرج السينمائي الأمريكي المعروف "مايكل مور": نحن الأمريكيين قتلة محترفين نعتبر القتل أحد الطرق المتاحة لتحقيق أهدافنا.
تقرير عن الارهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة دون أن يعرف الكثيرين عنه شيئاً.
ما هو تصوركم عن الإرهاب البيولوجي؟ هل يشمل الأمراض الخطيرة و الفيروسات السامة؟ ما هو دور الدول التي تدعّي الحضارة في هذا الأمر؟ ماذا تشمل التعاريف الجديدة للإرهاب البيولوجي؟ تابعوا تقريرنا لتعرف ذلك...
عند سماع كلمة إرهاب بيولوجي أول ما يتصور في الذهن مجموعة من الأحداث المرتبطة بالأمراض الخطيرة أو أسماء لبكتيريا أو فيروسات أوسموم أومواد كيماوية يتم نشرها من قبل القوات النظامية أو المجموعات التخريبية بين الناس أو بين وحدات الجيوش النظامية في زمن الحروب. في الواقع ما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول الإرهاب البيولوجي هو السبب في تشكل التصور المحدود والبسيط في أذهان عامة الناس.
 
الإرهاب البيولوجي؛ ظاهرة أكبر من البكتريا والفيروسات:
في الماضي كانت الأسلحة البيولوجية تلقى توجهاً كبيراً من قبل القوات المتصارعة بسبب المكاسب التي يتم تحقيقها باستخدام هذه الأسلحة ضد شخص ما أو وحدة عسكرية أو ضد سكان مدينة ما والسبب في ذلك يعود إلى أنها تحدث في جوِ من الهدوء والصمت المطبق كما أن قدرتها التدميرية كبيرة وواسعة النطاق نسبةً إلى الأسلحة التي تستخدم في الحروب الكلاسيكية. لكن اليوم صانعي القرار في أي دولة لا ينظرون إلى الإرهاب البيولوجي على كونه فقط فكرة نظرية وحسب.
التعاريف التقليدية المطروحة لمصطلح الإرهاب البيولوجي تترافق مع تصور محدود لهذه الظاهرة وهناك محاولات لحصر حدودها فقط في أعمال ترتبط بسوء استخدام العوامل الميكروبية والفيروسية أو بمنتجاتها بهدف نشر الرعب أو القضاء على الحياة بكافة أشكالها.
هناك تعريف تقليدي للإرهاب البيولوجي يقول أنه عبارة عن خلق حالة رعب من خلال استغلال العوامل البيولوجية المتنوعة.
الأسلحة البيولوجية عبارة عن وسيلة تهدف إلى بث ونشر متعمد للكائنات الحية المولّدة للمرض أو منتجاتها من خلال الغذاء والماء والحشرات الناقلة أو استخدامها  على شكل رذاذ. لكن الإرهاب البيولوجي تجاوز التعاريف التقليدية له.
بشكل عام يتم بث معلومات في وسائل الإعلام العالمية حول الارهاب البيولوجي تتحدث عن أنه أمر محّرم تستخدم فيه أسلحة بيولوجية وكيمائية ضد المدنيين، والذين يرتكبون هذه الجرائم البيولوجية بشكل متعمد يستخدمون الأحياء الدقيقة كالبكتريا والفيروسات والفطريات أو يتم استعمال السموم الناتجة عنها في صناعة الأسلحة والقنابل.
 لم يعد الارهاب البيولوجي مقتصراً على القنابل الميكروبية
في الآونة الأخيرة مع انكشاف الأبعاد الجديدة للإرهاب البيولوجي تُطرح هذه الظاهرة على نطاق واسع في المحافل الطبية والصحية وفي إطار السياسات الدفاعية بعيدة الأمد وفي مجال الزراعة وعلى صعيد الأمن القومي للدول.
النهج الأخر يعتقد أنه بالرغم من كشف وتصنيف أكثر من 20 سلاح بيولوجي،  فإنه لا يجب أن تنحصر النظرة إلى الإرهاب البيولوجي فقط في استخدام  هذه الـ 20 السلاح البيولوجي ضد المواطنين في دول مختلفة وقد حان الوقت لتضع بعض القوى الاقتصادية والصناعية العظمى  في أولويات أعمالها بحث قضية الإرهاب البيولوجي.

نظرة جديدة على الإرهاب البيولوجي في برامج دول الغرب:
يتوجب وجود نظرة جديدة شاملة حول هذه الظاهرة حتى في برامج الجناة الرئيسين للإرهاب البيولوجي والمصنعين الأساسيين للعناصر البيولوجية القاتلة.
مثال ذلك نشرت محطة CNN تقريراً نقلاً عن خبراء أمريكيين توقعوا تصاعد الهجمات البيولوجية في عام 2013؛ حيث خصصت لجنة في مجلس الكونغرس الأمريكي عام 2008 لبحث ظاهرة الإرهاب البيولوجي وتبعاته وخلصت إلى نتيجة مفادها أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستتصاعد الميول نحو استخدام الإرهاب البيولوجي بوسائله المتنوعة أكثر من الأسلحة النووية وهناك إمكانية لشن هجوم بيولوجي ضد أمريكا وستكون حصيلة الضحايا عشرة أضعاف حادثة 11 أيلول.
لذا يتوجب على أصحاب القرار في أمريكا أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي نوع من هذه الهجمات. وبنظرة جديدة على ظاهرة الإرهاب البيولوجي تظهر أنه خرج من نطاق العمليات الإرهابية والعسكرية. لأن أي عمل منظم ومبرمج يهدد بشكل مباشر أو غير مباشر السلامة الشخصية والصحة العامة ويهدد الأمن الجسدي والغذائي والمحيط الحيوي للمجتمع على مدة زمنية قصيرة أو طويلة يعتبر نوع من أنواع الارهاب البيولوجي. وعليه فإن مواطني الدول النامية معرضين لخطر الإرهاب البيولوجي القادم من الدول الصناعية والقوى العسكرية العظمى وتقع هذه الحوادث أحياناً نتيجة عدم إطلاع المواطنين والمنظمين أو ضعف القوانين في هذه الدول.
 
هكذا نظرة إلى الارهاب البيولوجي لا تدل بشكل صرف على أن البكتيريا والفيروسات هي عامل التهديد والمتسبب الوحيد في الهجوم البيولوجي بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل مستحضرات التجميل الملوثة والرخيصة الثمن و الأدوية المجهولة التي تباع بسعر منخفض ويترافق هذا مع حملة إعلامية كبيرة على محطات التلفزة لتوضع في متناول شعوب دول العالم الثالث بهدف إجراء اختبارات وتجارب عليهم.
الأغذية الناتجة عن الهندسة الوراثية التي لم تحصل على تصاريح يتم اختبارها على الانسان في دول العالم الثالث لدراسة أثارها كما تقوم شركات الأدوية العملاقة بإرسال منتجاتها الجديدة كهدايا إلى دول العالم الثالث بهدف إجراء بحوث عليها واكتشاف أثارها الجانبية،ويتم تصدير النفايات الخطيرة التي تندرج تحت مسميات عينات الاستهلاك من الدرجة الثانية إلى الدول الفقيرة.
المكملات الغذائية التي تحوي مواد خطيرة تؤدي بالتدريج إلى القضاء على صحة الأفراد وتتسبب في تلويث المزروعات والحيوانات في كل مكان تتواجد فيه. ودائماً تتعرض المحاصيل الزراعية والغذائية لمحاولات تسميم ويتم استهدافها من خلال عمليات ارهابية بهدف تحقيق أهداف عدوانية. (الإرهاب البيولوجي وجميع مفرداته تندرج في إطار نشاطات شبكة إرهابية كبيرة متصلة فيما بينها).

برامج الإرهاب البيولوجي الصامتة المحتمل استخدامها ضد شعوب منطقة الشرق الأوسط:
من حسن الحظ في إيران ونتيجة للأنشطة والإعلام المتواصل خلال السنوات الأخيرة تكّون وعي جمعي وهو الآن في طور التوسع والانتشار بين الناس حول خطر الإرهاب البيولوجي، ويقوم المخططين في إيران كما في السابق ببحث هذه القضية ودراستها وإلقاء الضوء عليها.
كما أشرنا فإن الغذاء والطعام يعتبران هدف استراتيجي مهم لاختراقهما واستهدافهما بعمليات إرهابية بيولوجية واسعة.
مثال على هذا في شهر شباط2011؛ حذر معاون الإدارة الطبية في منظمة الغذاء والدواء في وزارة الصحة الإيرانية من تعاطي المكملات الغذائية لرياضة كمال الأجسام غير المصرح بها في النوادي الرياضية. وأعلن أن هذه المكملات تسبب العقم لمن يتعاطها لأنها تحوي هرمونات غير صحية وغير مصرح بتعاطيها.
وأضاف: وفرة هذه المكملات الغذائية يدل على وجود مؤامرة تندرج في إطار الإرهاب البيولوجي للقضاء على الأجيال الإيرانية الجديدة ويريدون أن يمحوا الجنس الإيراني عن الوجود وهذا جزء من الإرهاب البيولوجي الذي يمارس ضد الإيرانيين ويعتبر هذا أمضى هدفاً وأخطر بكثير من الأرباح الاقتصادية الناتجة عن بيع هذه المكملات الغذائية.
 في شهر تشرين الأول 2010 تحدث معاون الأبحاث والتدريب وتطوير الزراعة في وزارة الزراعة الإيرانية حول مرض الحمى القلاعية الشائع الذي تفشى بين الماشية في جزء من البلاد في ذلك الوقت. حيث قال: يقال أن سبب الإصابة بمرض الحمى القلاعية ناشئ من دخول الماشية المهربة إلى داخل البلاد، لكن احتمال وجود إرهاب بيولوجي من جانب الدول الغربية أو دول الجوار ليس مستبعد بالرغم من مساعي الخبراء الذين سيطروا على الحالة وواجهوها، وأضاف: إن المواجهة الفعاّلة للإرهاب البيولوجي تتم عبر تأمين الأمن الغذائي وقال أيضاً: في هذا الإطار تم إنشاء البنى التحتية اللازمة ومحطات الأبحاث بهدف مواجهة الإرهاب البيولوجي في البلاد.


الإرهاب البيولوجي الدوائي الأمريكي الممارس على شعوب العالم الفقيرة: الدكتورة باسكالي : الاطفال هم أكثر المتضررين من هذه البرامج
تمارس أمريكا الإرهاب البيولوجي الطبي والدوائي ضد شعوب العالم الفقيرة، حيث تجعل شركات الدواء الأمريكية منهم فئران تجارب في مختبراتها لاختبار الأدوية بغية الحصول على ترخيص قانوني من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لتكون صالحة لاستعمال الشعب الأمريكي.
طبق القوانين المعتمدة في أمريكا يتم تخصيص ميزانيات للأقسام التنفيذية للشركات لإجراء تجارب واختبارات لتطوير أدوية الأطفال الجديدة، لكن اختبارات هذه الأدوية تجري في الدول الفقيرة التي تعاني من خدمات طبية متدنية المستوى.
وتعتبر الأعمال التي تقوم بها شركات الدواء الأمريكية نوع من أنواع التعامل الانساني!! في حين أنها تندرج في إطار عمليات الإرهاب البيولوجي الصامتة وتجري على نطاق واسع بين شعوب الدول الفقيرة وخصوصاً بين الأطفال الأبرياء.
 
الدكتورة "سارة باسكالي" (Dr. Sara K. Pasquali) متخصصة في طب الأطفال في المركز الصحي في جامعة دولك الأمريكية كتبت مقال حول هذا الموضوع وقامت بإعداد تقرير عن النهج اللاإنساني للشركاتالدكتورة أنكل: حولنا البشر إلى مختبرات لأدويتنا الأمريكية الذي تتبعه في الدول الفقيرة.
 

الدكتورة مارسيا أنكل(Dr. Marcia Angell) أحد أساتذة الطب الاجتماعي في كلية الطب في جامعة هارفارد تقول: لقد حولنا الأفراد والبشر في الدول الضعيفة إلى مختبرات للأدوية طبعاً يرتبط هذا الامر بشكل كامل بالمال والاستثمار لكن لا يجب إجراء اختبارات الأدوية الجديدة في الدول الفقيرة لا على الاطفال ولا على الأشخاص البالغين إلا في حالات الإصابة بمرض خاص محدد يصاب فيه فقط وفقط الأشخاص في تلك الدول.
 

بالرغم من المشكلات التي تخلقها شركات تصنيع وإنتاج الأدوية الأمريكية في إفريقا والدول الأخرى، ما تزال هذه الشركات مستمرة في إجراء اختبارات على أدويتها الجديدة في الدول الفقيرة وهي في حال توسيع نطاق اختباراتها.تعتبر شركات الدواء الامريكية أطفال الهنود أهداف مناسبة لها
تعتبر شركات الدواء دولة الهند هدف استراتيجي ذو كثافة سكانية كبيرة وتستطيع هذه الشركات التملص بشكل محترف من القوانين الأمريكية الصارمة الناظمة لإجراء اختبارات الدواء، لذا تقوم باستغلال الشعوب الفقيرة الجاهلة لتحقيق أهدافها الاقتصادية.
 

تستطيع هذه الشركات بنفقات قليلة جداً أن تحصل على متطوعين من الهنود الفقراء من أجل إجراء تجارب اختبار العقاقير الجديدة عليهم. حيث يتقاضى العامل العادي في الهند يومياً ما يقارب 50 سنت في حين تدفع شركات الدواء الأمريكية لكل شخص مقابل كل اختبار مبلغ يتراوح بين 100 حتى 400 دولار.
ظاهرياً هذه الأدوية عبارة عن أدوية تحديد النسل، مرض السكري، الشقيقة، وضغط الدم المرتفع أو الأمراض المعدية، يذكر أن الحكومة الهندية أعلنت أن عددالوفيات الناتجة عن طفل هندي مصاب نتيجة اختبارات الدواءاختبارات الأدوية يصل إلى 1500 حالة سنوياً.
وكانت شركات الأدوية الأمريكية خلال العقود الماضية قد نقلت قسم كبير من أنشطتها البحثية إلى خارج الحدود الأمريكية حيث تختبر أدويتها الجديدة على الشعوب في الدول الفقيرة مثل روسيا والصين والبرازيل ورومانيا. وتجري هذه الاختبارات بعلم من الحكومات في بعض الدول ويتوقع أن التدفق المالي المرتبط بهذه الجرائم الصامتة سنوياً يصل إلى 30 مليار دولار.
 

تتصدر الهند قائمة هذه الدول وتحظى باهتمام كبير من قبل شركات الدواء الأمريكية نظراً لوجود عدد كبير من الهنود الذين يجيدون اللغة الإنكليزية. وفي عام 2011 أثار تقضية استخدام الهنود كفئران مختبرات مننموذج يمثل ارتفاع معدل الموت الناتج عن اختبارات الأدوية الأمريكية في الهند خلال السنوات الأخيرة قبل الشركات الأمريكية الاستغراب والتساؤل على المستوى الدولي وقامت بعض وسائل الإعلام بإعداد تقارير حول هذه الموضوع من قلب الحدث. جاء في بعضها انه طبق إحصائيات الأمم المتحدة فإن 40% من الشعب الهندي أميين لذلك تستغل الشركات العملاقة جهل هؤلاء وتجري اختبارات أدويتها عليهم وهناك بعض الشركات لها أهدافها الخفية حيث تختار المرضى في المشافي لإجراء الاختبار عليهم!
ويذكر أن بعض العائلات فقدت أولادها جراء إجراء تجارب على لقاحات صنعت حديثاً لعلاج أمراض الأطفال المختلفة.
 


يقول نبيل زغبور (Nabeel Ghayur) من جامعة مك مستر الكندية وهو باكستاني الأصل: الحال في باكستان كما في الهند الناس تثق بأطبائها ثقة عمياء ولا يعرفون شيئاً عن برامج صناعة الأدوية الاطفال الأفارقة أصبحوامثل الأطفال الهنود فئران تجارب في مختبرات مصانع الدواء الامريكيالجديدة و اختبارات الأطباء المرتبطة بها. ونادراً ما يسأل الناس عن الآثار الجانبية للأدوية، والقوانين في هذا المجال ضعيفة وكل شيء يحدث بسهولة حيث تتعرض النساء والأطفال إلى أضرار كبيرة. حتى الآن هناك أكثر من 80% من الأدوية غير المصرح بها والتي لم تحصل على تأييد من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لكنها تجرى اختبارات فعاليتها وآثارها الجانبية على البشر لكن خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.
حسب احصاءات عام 1990 تم إجراء اختبارات على 271 حالة على دواء جديد صنع ليستخدمه الشعب الأمريكي لكن فئران المختبرات كانت شعوب الدول الأخرى. وقد وصل هذا الرقم في 2008 إلى 6485 حالة، وتظهر إحصاءات منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أن أكثر من 80% من الأدوية التي تنتظر الحصول على تصريح قدمت إلى هذه المنظمة وثائق تظهر أنها أجرت الاختبارات خارج أمريكا. شركة (مرك) أحد شركات صناعة الدواء العملاقة ولها تاريخ طويل وحافل في إجراء اختبارات الدواء على الشعوب الفقيرة.
 
ميرك(Merck)أحدى شركات الدواء العملاقة في العالم
آلا يعد ما ذكرناه دليلاً على ارتكاب هجوم بيولوجي صامت على نطاق واسع على شعوب العالم الفقيرة؟ لماذا هذا السكوت ولماذا تغطي قوانين حقوق الإنسان الأمريكي على هذه الجرائم آلا يجب أن يستفيق البعض الذين تم خداعهم في الدول النامية ليعرفوا أن جوهر حقوق الإنسان الأمريكي ليس إلا استثمار الشعوب واستعمار الدول!.


المركز البيولوجي الإسرائيلي مصنع لسموم الاغتيالات الصامتة:
يقع هذا المركز في مدينة ريشون ليتسيون في جنوب شرق تل أبيب ويعتبر أحد المنشآت السرية للكيان الصهيوني، وللحصول على أي معلومات صحيفة عنه يتوجب الحصول على موافقة من جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية تحصل على معلوماتها من وسائل الإعلام الغربية التي لها مصادرها الخاصة في المركز.
مرة واحدة فقط منحت مجموعة من وسائل الإعلام الاسرائيلية تصريح للدخول ومعاينة الأوضاع داخل المركز وذلك على خلفية قيام أحد الموظفين في المركز ويدعى "افيشاي كلاين" بالتقدم بدعوى قضائية ضد هيئة إدارة المركز، وقال أنه كان له دور كبير جداً في إنتاج مرهم جلدي مضاد لغاز الخردل، إقامة هذه الدعوة القضائية ورد فعل الإدارة عليها أدى إلى كشف الكثير من أنشطة وعمليات المركز البيولوجي.
يعمل في هذا المركز  300عالم وفني وفيه عدة أقسام كل قسم يعتبر خط إنتاج لسلاح كيماوي وبيولوجي.
كتبت صحيفة هآرتس حول هذا الموضوع: تنشط معظم أقسام المركز في إنتاج مواد بيولوجية ذات استخدامات حربية مثل سموم عمليات الاغتيال، وقد أُنتج في هذا المركز السم الذي استخدمه الموساد في عملية اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997.
أول مرة تستخدم منتجات هذا المركز في عمليات الاغتيال كانت أواخر عام 1977 عندما سمح مناحيم بيغين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق للموساد باغتيال وديع حداد أحد زعماء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد اتهم الصهاينة حداد بوقوفه وراء تخطيط وتنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني منها اختطاف طائرة ركاب إسرائيلية في العاصمة اوغندا عام 1976.
كما كتب الصحفي الإسرائيلي "آهارون كلاين" حول هذا الموضوع قائلاً: كان يعيش وديع حداد في بغداد وكان يحب الشوكولا البلجيكية كثيراً لذا قام الموساد بوضع مادة بيولوجية في هذا النوع من الشوكولا ليقوم مسؤول عراقي عميل للموساد وصديق لحداد أيضاً بتقديمها له. أثر هذا السم بشكل تدريجي على صحة حداد لكنه صمد ولم يسقط سريعاً حتى يتم كشف هوية الفاعل والجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال.
بالتدريج ساءت حالة حداد وتم نقله إلى مستشفى في ألمانيا الشرقية حيث تم تشخيص حالته على أنها سرطان الدم، وفي النهاية توفي حداد في 28 أذار 1978 لكن بعد مضي 32 عاماً تم الكشف عن سبب موته وهو سم مصنع في هذا المركز البيولوجي الإسرائيلي.
لم يرغب الموساد في الكثير من الاغتيالات التي نفذها أن يترك أثر يدل عليه لذا يمكن القول: موت الشخصيات التي كان يعترها الكيان الصهيوني تشكل خطراً على أمنه ناشئ عن منتجات هذا المركز.
المادة السامة التي استخدمها عملاء الموساد في عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي في شباط 2010 وهو أحد زعماء حركة حماس كانت إحدى منتجات هذا المركز.
هناك قسم متخصص بإنتاج عقاقير مضادة للسلاح البيولوجي وخاصة الجمرة الخبيثة حيث أن المسؤولين في الكيان الصهيوني قلقين من استخدام العرب وقوى المقاومة لهذه المادة في الحروب القادمة ضد هذا الكيان.
ضاعف المركز من أنشطته في مجال تطوير قدرة الوقاية في الحروب الكيماوية والبيولوجية حيث يوجد قسم مخصص لإنتاج العقاقير التي تقلل من الأضرار الناتجة عن الأسلحة الكيماوية.
يتعاون المركز البيولوجي وينسق بشكل كبير مع الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومن أولوياته تأمين حاجتيهما من المواد البيولوجية التي تساعد في مواجهة الأخطار المحتملة.
تتوقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تستخدم الدول العربية في هجوم محتمل ضد الكيان الصهيوني غازات مثل غاز الخردل لذا منذ مدة يقوم هذا المركز بإنتاج الأدوية التي تقلل من آثار غاز الخردل السام. وهناك قسم آخر له علاقات تعاون مع الخدمات الطبية في الجيش الصهيوني  وتقع عليه مسؤولية تسليم وتوزيع احتياجات الجيش. كما لهذا المركز صلات وثيقة مع الموساد والشاباك اللذان يعتبران المسؤولان الرئيسيان عن اغتيال شخصيات عربية وإسلامية.
لا تنحصر وظيفة المركز فقط في تأمين وسائل الحرب البيولوجية والكيماوية واللقاحات والعقاقير التي تقلل من الآثار الناتجة عن الهجمات الكيماوية والبيولوجية المحتملة من قبل العرب بل يضطلع أيضاً بمهمة زيادة الودائع بالعملات الأجنبية في هذا الكيان.
حيث كتبت هآرتس حول هذا الأمر: دفعت أمريكا ملايين الدولارات لهذا المركز من أجل انتاج لقاح مضاد لمرض الجمرة الخبيثة وتم إجراء اختبار على لقاح الجمرة الخبيثة على بعض الجنود الصهاينة مما أدى إلى تدهور صحتهم، لهذا يتردد الكثيرون في هذا الكيان في الحديث عن اتسام أنشطة وفعاليات هذا المركز بالأخلاقية لأنه يعرض أرواح الجنود للخطر بهدف الربح وتأمين أمن الأمريكيين.
كان للمركز قسم يختص في إجراء التجارب على الحيوانات وخاصة على الخنازير والأرانب، ولكن وفي كثير من الحالات أجريت التجارب على الجنود. ومن هنا قام عدد كبير من الجنود بعد الكشف عن سماح القيادات العسكرية في الجيش بإجراء تجارب لقاح مضاد للجمرة الخبيثة عليهم بتقديم شكوى في وزارة الدفاع طالبوا فيها باعتبارهم جرحى حرب بسبب أصابتهم بالمرض ودفع تعويض مالي كبير لهم لقاء ما لحق به من ضرر. وقد أُجبرت هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي بعد الضغط الكبير الذي تعرضت له من قبل عائلات الجنود والرأي العام أجبرت على توقيف قرار إجراء التجارب على الجنود.
أمر ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي بناءً على توصيات مجموعة من العلماء اليهود  بإحداث هذا المركز. وفي عام 1948 حتى 1955 كان "موشه شاريت" رئيساً للوزراء في ذلك الوقت كان المسؤول الرئيسي عن هذا المركز وفي عام 1954 عندما زار شاريت المركز لم يتم إطلاعه على البرامج والأنشطة فيه لأنه في الأساس كان كل شيء بيد بن غوريون.
يترأس هذا المركز حالياً "أويكدور شيفرمن" وله نفوذ كبير وعلاقات واسعة مع رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
لكن قمة التناقض تتمثل في أن الكثير من الدول يتم استجوابها وتفتيش مراكزها بسبب امتلاكها برامج غير تقليدية بسيطة جداً. لكن العالم بأثره يسكت عن أنشطة الكيان الصهيوني وهذا ما يمنحه مسوغاً لاستمرار عربدته وتبجحه.

 

تُرجم عن: مشرق نيوز- نداي قدس

الجمل: قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...