«مؤتمر الفكر العربي» يشهد جدلاً حاداً حول نضوب النفط العربي

06-12-2007

«مؤتمر الفكر العربي» يشهد جدلاً حاداً حول نضوب النفط العربي

كان «مؤتمر الفكر العربي» الذي عُقد في المنامة واستمر أربعة أيام اقتصادياً بامتياز. وأضفى تواجد ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (حضر أكثر من مرة) انعكاساً ايجابياً على تناول قضايا محلية، فيما نُوقش مستقبل النفط العربي وسط جدل حاد بين المتخصصين.

وسلّط ولي العهد الضوء على اقتصاد بلاده، مؤكداً أن عصر النفط «انتهى ومن واجبنا تهيئة المستقبل للأجيال المقبلة»، واعتبر أن التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد الآن، هو «رفع مستوى الوظائف من طريق تعزيز الإنتاج لزيادة دخل الفرد». وشدد على ضرورة تحول الاقتصاد إلى القطاع الخاص لـ «تصبح الدولة مراقباً ولتتفرغ لمجالات القضاء والعدالة والأمن والدفاع».

ورأى أن غياب الشفافية الكاملة في دول مجلس التعاون الخليجي في كشف حجم العجز، وعدم جدية المسؤولين في دوله كانت السبب في «تأخر تطبيق العملة الخليجية الموحدة»، لافتاً إلى أن العملة «لن تتوحد في 2010، نظراً الى صعوبة ضبط حجم المخاطرة التي تفرض الكشف عن العجز في الموازنات الخليجية».

وقال «لا تزال الصورة غير واضحة أمام ربط العملة الخليجية بالدولار، وخصوصاً امكان التحكم في ارتفاع سعرها أو انخفاض، ويتمثل السبب الرئيس في عدم وجود مؤسسة رقابة مستقلة تضمن سعر الفائدة، ولن يولد ذلك بين يوم وليلة». وسأل: «هل لدينا مؤسسة (كبنك مركزي) قادرة على ضبط موازنات دول الخليج؟ ولو وُجدت فذلك يحتاج إلى سنوات ما بعد 2010».

وعن شعور الشباب الخليجي بالإحباط من قمم مجلس التعاون التي لم تحقق لهم شيئاً، أوضح ولي العهد البحريني أنه لا يسمّي ذلك إحباطاً، «وطموحاتنا اكبر، ومجلس التعاون صغير، ويجب أن ندرك جميعاً أن ما يعطينا حجمنا في العالم هو النفط لا غير، ويجب أن نعرف ذلك». وأكد أن بلاده «تسعى إلى استقطاب الاستثمارات خصوصاً مع الثورة الاستثمارية التي تعيشها الآن».

وإذا كانت دول الخليج تتكامل أو تتنافس، أكد الشيخ سلمان أنها «تتنافس من أجل أن تتكامل»، ويمثل رأس المال الخليجي «دوراً كبيراً في الاستثمار في البحرين، خصوصاً في ظل وجود أكثر من 400 مؤسسة تساهم فيها رؤوس أموال خليجية وعالمية». ورفض اعتبار البرلمان البحريني طارداً للاستثمار، وقال: «سمعت أن هناك تخوفاً، لكن بحسب خبرتنا ساعد الإصلاح السياسي على إصلاح الاقتصاد». ولفت الى أن تاريخ البحرين «يثبت عدم وقف البرلمان أي مشاريع لمصلحة البلد».

وجديد الحدث، مقارنة بمؤتمرات سابقة لمؤسسة الفكر، التطرق إلى موضوع النفط، إذ أشار رئيس شركة «أرامكو السعودية» عبدالله جمعة الى أن الوضع القائم والمستقبلي «مطمئن»، واعتبر الترويج لأفكار مثل الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط، والاعتماد على البدائل الجديدة للبترول هي «غير واقعي». وكشف أن الدول العربية «تختزن نحو 65 في المئة من الاحتياط العالمي المثبت من المصادر التقليدية، وتؤمن نحو 30 في المئة من الإمدادات العالمية، في حين ان بدائل البترول ليست جاهزة تماماً».

واستشهد بمعلومات حديثة من مركز أبحاث، تفيد بأن العالم «لم يستخرج حتى الآن سوى 10 في المئة من الثروة البترولية الإجمالية من المصادر التقليدية وغير التقليدية». وأكد أن الثروات البترولية «تكفي العالم مئة سنة وقد تصل إلى مئتين». فيما اعتبر رئيس لجنة الطاقة في البرلمان المصري محمد أبو العينين أن الدول المتقدمة «نظرت إلى الطاقة كأمن قومي يمس مستقبل الأجيال»، وخالف ما طرحه رئيس «أرامكو» في قضية نضوب النفط، إذ أكد أن هذا القرن هو «نهاية النفط والغاز الطبيعي، وبالتالي علينا التفكير في بدائل الطاقة الحقيقية، وبناء تكنولوجيا عربية منها».

وأعلن رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز الصقر أن «استهلاكنا المحلي للطاقة بدأ يتزايد». ورأى أن البحث عن البدائل «قضية أساسية لم يتناولها البحث الحقيقي جيداً».

وأوضح رئيس مركز دراسات أمن الطاقة في الولايات المتحدة انس الحجي، أن كل الاتجاهات السياسية في أميركا «تجعل من العدو العدو الرئيس»، مطالباً بـ «الوقوف أمام هذا الفكر الغربي»، مبدياً استياءه من «فشل الدول العربية بإيجاد فكر بديل».

وطرح المتخصص في الطاقة البديلة عمار شعراني فكرة جديدة في البحث عن طاقة بديلة من الشمس، وأكد أن «لا بد من التفكير في سلاح آخر وهو سلاح الشمس». فيما أقر نائب رئيس شركة «شل» العالمية جون ميلز، بأن الطلب على الطاقة «يتزايد»، مشيراً الى أن المصادر التقليدية «ستعاني من المشاكل بسبب هذا التسارع». وأكد أن نهاية هذا القرن «ستشهد نقصاً في استخدام الطاقة». وطالب بأن «يكون استخدامنا للطاقة فاعلاً قبل عام 2050».

جابر القرموطي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...