يوم الخميس مميز للنساء ولرجال الدوريات الزرقاء

19-06-2006

يوم الخميس مميز للنساء ولرجال الدوريات الزرقاء

الجمل ـ حلب : ليس يوم الخميس هو يوم مميز وموعد أسبوعي حافل لدى النساء في حلب فقط ، بل هو مميز  للصّناع والأجراء  ولأسرهم  بعد أسبوع من الكد والجهد ، ولكنه أكثر تميزاً  لعناصر البلدية أيضاً.
 عصر الخميس  ذهبت الدورية الزرقاء  بعد أن هددت بمصادرة البضاعة وحرمان "أحمد" من التبسيط في هذه الزاوية من الرصيف، والسبب هي أن توجيهاً  شفهياً ـ الأوامر هنا كلها شفهية ـ  صدر من جهة ما برفع مبلغ " الخوة " التي تتقاضاها الدورية  أسبوعياً عن البسطة من 300 ليرة إلى 500 ليرة بينما أصر أحمد على دفع 300 فقط فيما دس بائع آخر شيئاً ما في جيب أحد العناصر تبين بعد الاقتراب وإخراجه من قبل العنصر أنه ساعة صينية.
 في حين خلفت الدورية مشكلة بعد ذهابها بين الشقيقين مالكي البسطة فالكبير لام الصغير على عدم دفع الـ 500 ليرة  فأقسم الصغير أنه لا يوجد في جيبه سوى 300 ليرة  .

يقول " حسين " أحد الباعة: هناك أربع دوريات ندفع لها ؛ واحدة ثابتة " يقصد راجلة " تأخذ 25 ليرة عند الصبح وتأتي أخرى عند المساء وتأخذ 25 وهنالك السيارات التي تأخذأحياناً 100 لكن هذه الدورية التي رأيتها  تأتي فقط يوم الخميس للمحاسبة، وإذا كان أحد الضباط سيقوم بحملة يأتي عنصر ويخبرنا فنرفع البسطات قبل مجيئه بقليل لكنهم شركة مع بعضهم أقسم على ذلك  وكله تمثيل علينا . ومع ذلك يتبرم حسين من العناصر فهم شركاؤه وحسب ما يدعيه من أرباح يحققها، فهو يدفع 10 – 15 % شهرياً للبلدية . ويتابع قائلاً : انظر إليهم كل موبايلاتهم مرتفعة الثمن دمعة وقاهر الدمعة وما بعرف شو وكله من جيوبنا  "هالكينا هلاك" من يدفع ضرائب أكثر نحن أم أصحاب المحلات التي بضاعتها بالملايين رأسمالي كله  أقل من 10000 ليرة تعيش منه أسرتي وأسرة عنصر من البلدية على الأقل. 
المساحة التي يقف عليها  حسين أقل من 1 متر مربع يدفع عليها  50 ليرة يومياً لدوريتين و300 ليرة أسبوعياً أي 600 ليرة ، في حين يوضح " أبو بكري " أن حجم البسطة ورأسمالها يحدد المبلغ ، فبسطة حسين صغيرة وعليها 300 ليرة أسبوعياً  ،و 25   + 25  يوميا

 أما البسطات الكبيرة التي رأسمالها 100 ألف فيفرضون عليها ألف ليرة أسبوعياً و100 ليرة يومياً على الأقل وأحياناً أكثر من ألف أسبوعياً ، وحسب الدورية ومزاج المعلم . ويقول " لا يجرؤون على الاقتراب من مهربي الدخان فهم لا يخافون الشرطة ومعهم سكاكين وربما أسلحة نارية  ودافعين للكبار، لذلك يتسامحون معهم أكثر منا لأنهم يدفعون أكثر، ويلاحقوننا نحن الذين نبيع الجرابات و الكلاسين ،وكل منا عنده عائلة وأطفال ليبيضوا وجوههم أمام معلميهم .
لا عجب أن ترى العناصر يلاحقون بائعاً تأبط  كرتونة وضع فيها " خروقه " وركض هائماً على وجهه نحو رصيف آمن ، في حين يقف بائع آخر مطمئناً و  متفرجاً  على المشهد الغريب، إنه يوم الخميس  يوم تفرح النساءالمتزوجات و يفرح رجال دوريات البلدية، فكل خميس و بلديتنا ونساءنا بخير.  

 

باسل ديوب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...